تقارير تتحدث عن صراع نفطي بين أميركا وروسيا بعد هزيمة داعش شرق سوريا

النفط الخام

ذكرت تقارير، أمس السبت، ان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يحاول الوصول إلى مدينة البوكمال قرب الحدود السورية العراقية من خلال تمهيد الطريق لقوات سوريا الديمقراطية، فيما يتقدم الجيش السوري وحلفاؤه باسناد روسي باتجاه المدينة لاستعادتها والسيطرة عليها قبل الآخرين، فيما أشارت تقارير إلى وجود صراع نفطي بين واشنطن وموسكو بعد هزيمة داعش شرق البلاد.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له، السبت ( 28 تشرين الأول 2017)، ان اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيش السوري وفصائل مسلحة موالية له من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى، على عدة محاور في الضفاف الغربية لنهر الفرات، في الريف الشرقي لمدينة الميادين.

وأضاف البيان ان القوات المتقدمة كانت تهدف للتقدم نحو البوكمال آخر معاقل داعش على الحدود العراقية، واستعادت السيطرة على بلدة محكان شرق مدينة الميادين، لكن عناصر التنظيم أجبرت الجيش السوري على التراجع إلى الميادين.

وأشار إلى ان الاشتباكات بين الطرفين تزامنت مع قصف مكثف واستهدافات متبادلة على محاور القتال، ومعلومات عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الجانبين، وباتت قوات الحكومة السورية على بعد نحو 65 كلم عن مدينة البوكمال.

من جهة ثانية أفادت وسائل إعلام محلية أن نحو 30% من مصادر الطاقة المسيطر عليها من الحكومة السورية في محافظة دير الزور، تذهب إلى الجهات الروسية والشركات الأمنية المشرفة على حماية حقول وشركات النفط.

ولفتت في تقارير لها، إلى ان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تدعم قوات برية ممثلة بقوات سوريا الديمقراطية للتوسع في دير الزور، فيما وضعت روسيا دعمها الكبير لقوات الجيش السوري وحلفائه من جنسيات سورية ولبنانية وعراقية وأفغانية وإيرانية، حيث انطلق كل طرف في عمليته العسكرية والتي تصاعدت وتيرتها منذ أواخر العام 2016 إلى تشرين الأول الجاري من العام 2017.

وتابعت التقارير بان التحالف الدولي تقاسم آبار وحقول النفط والغاز مع القوات الروسية، كما ان هناك تباينا وتوزعا مدروسا لمناطق السيطرة بين الجانبين، حيث لا تبدأ معركة برية، إلا بعد توافق بين الجانبين على آلية التقدم بدون مواجهات مباشرة بين القوات المدعومة منهما.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ان التوزع الجغرافي المترافق مع التوزع العسكري للحقول والآبار النفطية، بدءاً من شمال شرق سوريا، يتوزع كالتالي:

قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي والتي تشكل عمادها وحدات حماية الشعب الكردية، تسيطر على حقول محافظة الحسكة بالكامل بقسميها الشمالي والجنوبي، إذ يتألف القسم الشمالي من عشرات الآبار النفطية التابعة لحقول عليان وقره تشوك والسويدية ورميلان، فيما يتألف القسم الجنوبي من حقول الهول وكبيبة وحقول الجبسة وتشرين والمؤلفة كذلك من عشرات الآبار النفطية.

أما الحكومة السورية والشركات الأمنية وشركات النفط الروسية والمسلحين الموالين للحكومة يسيطرون على كامل الحقول النفطية وشركات الغاز والمتمثلة بحقول شاعر والمهر وجحار وجزل وتوينان وآرك والهيل وقمقم والضبيات وأبو الضهور ونجيب وعشرات الآبار النفطية المتناثرة، والتي تضخ الغاز والنفط، وترتبط بشبكة أنابيب تنقلها لمصافي نفطية، كما تحميها شركات أمنية روسية، وشركات أخرى مسؤولة عن إصلاح البنية التحتية وإعادة العمل بالشركات التي دمر تنظيم داعش البعض منها قبل انسحابه منها.

وأضاف المرصد أن الوضع يختلف في محافظة دير الزور، إذ يتقاسم الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية السيطرة على الآبار النفطية والحقول، حيث تضم محافظة دير الزور أكبر حقل نفطي في سوريا وأكبر حقل غاز في سوريا، وهما حقل العمر وحقل كونيكو، واللذان تسيطر عليهما قوات سوريا الديمقراطية مع سيطرتها على محطاتهما كما تسيطر على حقول التنك والجفرة وصيجان وغواري والديرو ومحطات الديرو والعزبة وكونيكو، في حين تسيطر قوات الحكومة السورية على حقلي التيم والخراطة، وعلى حقول المهاش والجيدو والتي تو والمزرعة، بينما لا يزال تنظيم داعش يحتفظ بالسيطرة على حقل الورد النفطي وآبار ببادية البوكمال ومحطة الكشمة.

من جهة ثانية عكست التصريحات الأخيرة للتحالف الدولي بشأن الإعداد لهجوم على تنظيم داعش في مدينة البوكمال، إشارات على مزاحمة واشنطن لطهران والحكومة السورية على “ممر الحرير” الإيراني، بحسب مراقبين.

وأفاد المتحدث باسم التحالف رايان ديلون، في مؤتمر صحفي يوم الجمعة، ان التحالف يعد للهجوم على البوكمال، مشددا على ضرورة “ترسيخ النجاحات التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية بحقول العمر النفطية بدير الزور ومواصلة تطهير المناطق من تنظيم داعش”.

وتأتي تصريحات التحالف في الوقت الذي بدأ فيه الجيش السوري مدعوما بالمليشيات الإيرانية التحرك صوب البوكمال، المعقل الأخير داخل المدن لتنظيم داعش في سوريا وباتت على مسافة تقارب 65 كيلومترا من المدينة.

ويرى مراقبون أن التصريحات الأميركية لم تقترن حتى الآن بدلائل واضحة على الأرض بشأن تحرك صوب البوكمال لاستباق سيطرة محتملة للجيش السوري وإيران عليها، حيث أشار الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري، إلى ان “الأخذ بظاهر التصريحات الأميركية يدل إلى رغبة في قص أطراف إيران وأدواتها النافذة بالمنطقة وتحجيم دور طهران”.

وأوضح أن القوات الأميركية أقامت قاعدة عسكرية في التنف سابقا ويوجد فيها عدة فصائل سورية معارضة مثل “جيش سوريا الجديد ومغاوير الثورة وأسود الشرقية”، لكن جرى “تجميد دورهم ومنعوا من القيام بأي هجمات على البوكمال”.

وأكد الخبير العسكري بان “الولايات المتحدة مهتمة حاليا بمناطق شرق الفرات والمثلث على الحدود العراقية بسبب الحديث عن وقوعها على بحر من النفط والغاز وهو ما تعكسه سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا على حقول العمر والتينغ والملح”.

وأردف قائلا إن المسافة بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية من البوكمال متقاربة، لكن الأخيرة أمامها عقبات تتمثل ببعض القرى والتجمعات السكانية، مبينا أن ما يمكن أن يدفع واشنطن لمسابقة طهران على منطقة البوكمال ومنطقة الحدود الرغبة من تصديق تصريحاتها بمنع الأخيرة من امتلاك هذه المنطقة وفتح الممر الإيراني.

وبشأن احتمال وقوع صدام بين الجيش السوري و قوات سوريا الديمقراطية في حال رغبت الأخيرة بالتقدم صوب البوكمال، أوضح الدويري أن هذا أمر متوقع ما لم يكن هناك اتفاق أميركي روسي، مشيرا إلى ان “سوريا الديمقراطية قد تكتفي بالسيطرة على الضفة الشرقية لنهر الفرات ورصد الطريق ناريا لكن هذا يعتمد على مدى التنسيق الروسي الأميركي وكيفية تقسيم الخطوط العسكرية على الخارطة بينهما”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن