تقرير: إسرائيل تتوقع هجمات سيبرانية كبرى ردا على التحركات ضد الاتفاق النووي الإيراني

تقرير: إسرائيل تتوقع هجمات سيبرانية كبرى ردا على التحركات ضد الاتفاق النووي الإيراني
هجمات سيبرانية

رجح تقرير لمركز القدس للشؤون العامة والدولة، أحد مراكز الفكر ودعم صناعة القرار في إسرائيل، اليوم الأحد، تزايد حدة الحرب السيبرانية بين تل أبيب وطهران، خلال الشهور القادمة.

ويوضح تقرير مركز القدس، أن جميع التقديرات السائدة في إسرائيل ترجح أن تحاول الجمهورية الإسلامية الإيرانية شن هجمات سيبرانية كبرى ضد منشآت حيوية إسرائيلية، ولا سيما شركات المياه والكهرباء والمرافق المدنية، بالتزامن مع الجهود السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية ضد الاتفاق النووي.

ويشير التقرير إلى أن إيران وإسرائيل تخوضان حربا سرية في ساحة الفضاء السيبراني، وذلك في إطار الصراع بشأن البرنامج النووي الإيراني، فيما يؤكد خبراء الفضاء السيبراني في إسرائيل أن القدرات التي تمتلكها تل أبيب في هذا الصدد تفوق نظيرتها الإيرانية حتى الآن.

وتعرضت شركة المياه الإسرائيلية “ميكوروت” إلى هجوم سيبراني العام الماضي، وقدر خبراء إسرائيليون وقتها أن إيران تقف وراء الهجوم، الذي استهدف رفع نسب الكلور في مياه الشرب التي تتدفق على منازل الإسرائيليين.

حينها وصف رئيس الهيئة الوطنية الإسرائيلية للفضاء السيبراني، يغال أونا، الهجوم الإيراني السيبراني على شركة المياه، أنه ”كاد أن يصبح مدمرا وأن يتسبب في أضرار فادحة“، فيما يقول تقرير المركز إن ”هناك حاليا محاولات للعثور على روابط بين الهجوم السيبراني على شركة مياه إسرائيل وبين هجوم مماثل في فلوريدا“.

وأعلنت السلطات الأمنية في ولاية فلوريدا الأمريكية قبل أسبوع، أنها تصدت لهجوم سيبراني استهدف منشآة خاصة بمياه الشرب، واتضح أن الحديث يجري عن محاولة لتسميم المياه.

وتركز التحقيقات الدائرة حاليا على محاولة فهم إذا ما كان المصدر ذاته هو الذي نفذ الهجومين، ويلفت المركز إلى أن السلطات الإسرائيلية لم تحدد الجهة التي نفذت الهجوم بشكل صريح، لكن شبكة (فوكس نيوز) الأمريكية هي التي أشارت إلى أن إيران تقف وراء الهجوم، فيما ذكر رئيس الهيئة الوطنية الإسرائيلية للفضاء السيبراني وقتها أن الهجوم لم ينفذ لدوافع إجرامية ولم يكن هجوم فدية.

وعقب الهجوم المنسوب لإيران، نفذت إسرائيل عمليات سيبرانية في مايو 2020، استهدفت مرافق حيوية، من ذلك ميناء بندر عباس، ما تسبب في تعطل بعض الخدمات هناك، وذلك بعد أن طرح الملف خلال نقاش مجلس الوزراء الإسرائيلي، وتم التعامل مع الهجوم الإيراني كواحد من أكبر الهجمات التي تشهدها ساحة الفضاء السيبراني في الفترة الأخيرة، كما اعتبر تجاوزا للخطوط الحمراء.

معركة بين الحروب

ووفق تقرير المركز، ترى مصادر أمنية في إسرائيل أن الحرب السيبرانية بين تل أبيب وطهران ستتفاقم في الفترة المقبلة، بالتوازي مع الخطوات السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية ضد الاتفاق النووي ومحاولات إسرائيل منع ترسيخ أقدام إيران عسكريا في سوريا، بما في ذلك ذراعها “حزب الله”.

ولفت إلى أن الاسم الذي يتردد لوصف الحرب السيبرانية حاليا داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية هو أنها المعركة التي تتخلل الحروب، ونقل عن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن الحرب السيبرانية التي تشنها إيران أصبحت حدثا يوميا.

وتطرق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، في ديسمبر الماضي، للمرة الأولى لملف الحرب السيبرانية التي يشنها الجيش في ساحات مختلفة، وهو ملف يتحفظ الجيش الإسرائيلي على كشف أبعاده؛ حفاظا على عنصر السرية ولمنحه المساحة لنفي مسؤوليته، لكن كوخافي أشار إلى أن أكثر الأذرع التي شهدت عمليات حقيقية طوال العام كانت الذراع السيبرانية، وقال “نفذنا عمليات هجومية واسعة النطاق”.

وفي السنوات الأخيرة أصبحت شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي (أمان) الذراع المكلفة بإدارة العمليات الهجومية في ساحة الفضاء السيبراني، فيما بقيت العمليات الدفاعية في عهدة شعبة الاتصالات التابعة لهيئة الأركان العامة، وتبحث الأخيرة حاليا تدشين ذراع مستقلة تتولى العمليات الهجومية والدفاعية عن المرافق الحيوية على الصعيد المدني والعسكري.

وبحسب المركز، تعتبر إسرائيل أن أذرعها السيبرانية جزء من منظومة الردع ضد إيران، التي تستكشف القدرات الإسرائيلية تدريجا، ناقلا عن مصادر أمنية أن لدى إسرائيل القدرة على تنفيذ هجمات سيبرانية ضد المنشآت النووية الإيرانية وعلى أهداف عسكرية ومدنية هناك، دون ترك بصمات تدل على الجهة التي نفذتها، وهو ما يسهم في زيادة الضغط على طهران في مقابل الضغوط السياسية والدبلوماسية بشأن الاتفاق النووي.

وشهد شباط/ فبراير 2020 هجمات سيبرانية عديدة ضد شبكة الإنترنت في إيران ما تسبب في شلل 25% من قدرتها على العمل، ووقتها اتهمت إيران إسرائيل بتنفيذ هذه الهجمات، فيما شهد العام ذاته مئات الهجمات المماثلة التي نفذها قراصنة إيرانيون من أجل تشويش شبكة الإنترنت في إسرائيل.

وختم المركز تقريره بالقول إن لدى إيران قدرات سيبرانية “جيدة للغاية”، وأن هناك مخاوف في إسرائيل من القدرات التكنولوجية الإيرانية، إذ يمكن أن تزيد إيران من هجماتها في هذه الساحة ضد منشآت ومرافق مدنية حيوية في إسرائيل مثل شركات الكهرباء، كما ستحاول إلحاق أضرار بالاقتصاد الإسرائيلي في حال عدم وجود حروب، وستعمل على ضرب الجبهة الداخلية المدنية وقت الحرب.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن