تقرير: مستويات قياسية للاستيطان بمحيط القدس في عهد نتنياهو – ترامب

تقرير: مستويات قياسية للاستيطان بمحيط القدس في عهد نتنياهو - ترامب

سهيل خلف : ذكر تقرير الاستيطان الأسبوعي الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض، أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تواصل مخططاتها الاستيطانية بوتيرة متصاعدة.

وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، إقامة حي استيطاني جديد في مستوطنة “دوليف” وسط الضفة الغربية المحتلة.

وقال نتنياهو إنه أصدر تعليماته إلى مدير عام مكتبه بغية تقديم خطة للمصادقة عليها في جلسة لجنة التنظيم والبناء القريبة، وتقضي إقامة حي استيطاني جديد في المستوطنة المذكورة، حيث سيضم الحي الاستيطاني 300 وحدة سكنية جديدة.

وقال رئيس حكومة الاحتلال: “نعمق جذورنا ونضرب أعداءنا. سنواصل تعزيز الاستيطان وتطويره”.

وسبقت تعليمات نتنياهو ببناء الحي الاستيطاني الجديد مصادقة ما يسمى “مجلس التخطيط الأعلى” التابع لما تُسمى “لإدارة المدنية” للاحتلال خلال شهر آب الجاري، على إيداع مخطط لبناء 200 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة “ميتساد”، وعلى سريان مخطط لبناء 100 وحدة سكنية في مستوطنة “إيبي هناحال”.

وتقع المستوطنتان شرق الكتلة الاستيطانية “غوش عتصيون” في منطقة بيت لحم.

كذلك صادق “مجلس التخطيط الأعلى” على شرعنة بناء لمؤسسة عامة في مستوطنة “غفاعوت”، وعلى شق شارع لمبانٍ تخطط سلطات الاحتلال لبنائها في هذه المستوطنة.

وفي ما يسمى “اللواء الأوسط في إسرائيل” وامتداداته الاستيطانية في الضفة الغربية، قررت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء إيداع مخطط هيكلي لمستوطنة موديعين، التي تمتد داخل الضفة الغربية وتصل حدود بلدة بيت سيرا في رام الله، يتضمن بناء 43 ألف وحدة سكنية، وذلك في إطار سياسة طويلة المدى للمستوطنة التي تمتد على مساحة 50 ألف دونم.

ويهدف المخطط لزيادة سكان مستوطنة “موديعين”، التي بنيت قبل عشرين عامًا، إلى نحو ربع مليون مستوطن، وتضم 23 ألف وحدة سكنية ويقطنها نحو 89 ألف مستوطن.

ووفقًا للمخطط الجديد، الذي اعدته بلدية المستوطنة مع وزارات حكومية ومؤسسات وجمعيات استيطانية فإن عدد سكان المستوطنة سوف يتضاعف مرات عدة.

ويشمل المخطط، إلى جانب الوحدات السكنية، بناء مركز تجاري ضخم، ومركز طبي، ومركز أكاديمي، وسكة حديد، وتحسين الشبكة الداخلية لطرق المستوطنة وشوارعها.

وكانت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في اللواء الاوسط التابع لما تسمى إدارة “التخطيط الاسرائيلية” قد صادقت قبل ثلاثة أعوام على مخطط بناء 4200 وحدة استيطانية جديدة في “موديعين” 1050 وحدة استيطانية منها صغيرة ومعدة للأزواج الشابة ومناطق تجارية وصناعية بمساحة 23 ألف متر مربع، على مساحة 1140 دونم إلى الغرب من طريق رقم 3.

وفي الأغوار الفلسطينية، شرع مستوطنون بإقامة بؤرة استيطانية جديدة على الأراضي المهددة بالمصادرة من سلطات الاحتلال في منطقة الفارسية بالأغوار الشمالية.

وتقع البؤرة الاستيطانية الجديدة على التلة المقابلة لمستوطنة “ميخولا” من الجهة الجنوبية شرق مستوطنة “سلعيت” وشمال تجمع الفارسية السكاني، حيث رفع المستوطنون “العلم الإسرائيلي” على سارية وضعوها في البؤرة الاستيطانية التي قد تشكل حلقة وصل بين مستوطنتي “ميخولا” و”سلعيت”.

كما أعلنت سلطات الاحتلال استيلاءها على مساحات واسعة من أراضي قرية ديراستيا غرب سلفيت، وقرية كفر لاقف شرق قلقيلية، لبناء وحدات استيطانية، حيث قررت سلطات الاحتلال بناء 120 وحدة استيطانية في حوض رقم “19” في موقع خلة حفنة التابعة لأراضي ديراستيا، وحوض رقم “4” من موقع قطاين الغارة من أراضي قرية كفر لاقف، وأمهلت أصحاب الأراضي المستولى عليها فترة اعتراض لمدة 60 يومًا.

ويتبع قسم من تلك الأراضي لخزينة الدولة، فيما تعتبر غيرها ملكيات خاصة تعود لـ17 مزارعًا من القريتين.

ويسعى الاحتلال لتحويل الأراضي من أحراش ومحمية طبيعية لصالح بناء وحدات استيطانية جديدة في المنطقة.

وفي محافظة بيت لحم، جرفت آليات الاحتلال أراضي في منطقة المخرور شمال غرب بيت جالا، لشق نفق تحت الأرض على غرار آخر يصل بين القدس ومجمع مستوطنة “غوش عتصيون” بمسافة تصل قرابة الكيلو متر، وذلك في إطار توسيع الشارع الالتفافي رقم “60”، علمًا أن أعمال التجريف ستسلب العشرات من الدونمات من أراضي المواطنين في بيت جالا، وذلك في ظل الهجمة الاستيطانية الشرسة التي تتعرض لها المنطقة.

وفي محافظة رام الله والبيرة، جرفت قوات الاحتلال طريقًا زراعية في منطقة العين التابعة لقرية الطيرة غرب رام الله، أعاد المجلس القروي تأهيلها قبل نحو عام، لتسهيل تنقل المواطنين الى أراضيهم، والطلبة أثناء توجههم الى مدرستهم ، وأعلن الاحتلال المكان منطقة مغلقة، ومنع وصول المواطنين إليها.

وتساعد تلك الطريق التي يبلغ طولها 800م الطلبة في الوصول إلى مدرستهم التي تطل على شارع “443” خلال فترة قصيرة، في الوقت الذي كانوا يضطرون فيه لسلك طريق طويلة جداً وخطيرة، كونها بمحاذاة جدار الفصل العنصري، ويسعى الاحتلال من خلال إجراءاته إلى ربط الطريق بمستوطنة “بيت حارون” الجاثمة عنوة على أراضي المواطنين، ضمن مخطط استيطاني توسعي يسعى الاحتلال إلى تنفيذه.

وتُظهر معطيات جديدة أن البناء الاستيطاني في محيط مدينة القدس المحتلة وصل منذ فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الاميركية إلى مستويات قياسية مقارنة بالأعوام الـ20 الأخيرة.

فقد رفعت حكومة الاحتلال من وتيرة البناء الاستيطاني في محيط القدس المحتلة في عهد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسط تبدل في تعاطي البيت الأبيض سياسيًا مع النشاطات الاستيطانية المخالفة للقوانين الدولية في الضفة الغربية المحتلة، علمًا أن الإدارات الأميركية السابقة عكفت على اعتبار الاستيطان عائقًا أمام “عملية السلام” في الشرق الأوسط.

وغضت إدارة ترامب الطرف عن النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطيني، حتى أن وزارة الخارجية الأميركية أوقفت في نيسان 2018، استخدام تعبير “الأراضي المحتلة”، في إشارة إلى الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.

وإضافة إلى ذلك، صدر العديد من التصريحات عن المسؤولين الأميركيين المعنيين بـالملف الفلسطيني والمقربين من الرئيس ترامب، وفي مقدمتهم السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جيسون غرينبلات.

ووفقًا للتقديرات، فإن اسرائيل أقامت منذ احتلال مدينة القدس الشرقية عام 1967 عشرات المستوطنات في محيط القدس، وأقامت فيها أكثر من 55 ألف وحدة سكنية على أقل تقدير، فيما طرأ خلال الفترة بين العامين 2017 و2018، عقب فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية تصاعد هائل في وتيرة البناء الاستيطاني في المدينة المحتلة، حيث تمت المصادقة على بناء 1861 وحدة استيطانية جديدة، بارتفاع يبلغ 58% مقارنة بالعامين 2015 و 2016 في ظل تفاوت كبير في تراخيص البناء الممنوحة للمقدسيين، الذين تتجاوز نسبتهم الـ38% من مجمل سكان القدس، ولم تتجاوز نسبة تصاريح البناء التي وافقت عليها لجنة التخطيط والبناء التابعة للحكومة الإسرائيلية في بلدات وأحياء القدس المحتلة 16.5% فقط من مجمل تراخيص البناء.

وفي القدس، تواصل جمعية “العاد الاستيطانية” و”سلطة آثار الاحتلال” توسيع وتعميق الحفريات جنوب المسجد الاقصى في منطقة القصور الأموية، حيث تقوم دائرة الآثار بأوسع عملية حفر وتنقيب واستهداف أساسات المسجد الاقصى، وتنقل كميات كبيرة من الأتربة بحاويات مشابهة لتلك الحاويات التي تنقل الأوزان الثقيلة، وتقوم بإخراجها من باب المغاربة، حيث توجد عند مدخل ساحة البراق حاويات مغطاة، وتستمر هذه العملية حتى ساعات الليل، كما أن هناك أصوات حفر ونقل للأتربة من المنطقة الغربية الجنوبية كما يبدو، استكمالًا للحفريات التي تجريها دائرة الآثار مع “العاد الاستيطانية” في النفق الجنوبي الذي يطلق عليه مركز الزوار في واد حلوة إلى داخل أسوار البلدة القديمة أسفل المسجد الاقصى باتجاه ساحة البراق.

على صعيد متصل، وضمن مساعي الاحتلال الرامية لتهويد مدينة القدس المحتلة، يعتزم وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس جمع وتقديم تبرعات مالية لدول أجنبية، بهدف تشجيعها على نقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس.

وهذه التبرعات من المتوقع أن تأتي من يهود مانحين وجهات أخرى من مختلف دول العالم، وستتيح لكاتس تشجيع الدول على فتح سفارات في القدس، والتي قالت سابقًا إنها تمتنع عن ذلك بسبب نقص التمويل.

وبحسب بعض المصادر، فإن النائب العام لأمور وزارة الخارجية وافق على المبادرة لتصبح قرارًا حكوميًا، مشيرًا إلى أن هدف كاتس أن ينقل أكبر عدد ممكن من السفارات إلى القدس. ورجح أن يتم جمع التبرعات خلال احتفالات إسرائيل بالذكرى الـ70 لإقامتها. وكانت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية الموالية لليكود ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كشفت نهاية الشهر الماضي خطة يعدها كاتس، بهدف الطلب من الحكومة تمويل عمليات نقل السفارات.

وعلى صعيد آخر، تفيد التقديرات بأن حكومة الولايات المتحدة حقوق الشعب الفلسطيني في مساعيها لانقاذ بنيامين نتنياهو قبيل “الانتخابات الاسرائيلية” المزمع عقدها قي منتصف أيلول قد تقدم على تقديم المزيد من الرشوات والهدايا المجانية لليمين الإسرائيلي، حيث ترددت أصداء في أروقة العاصمة الأميركية عن إعراب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قمة “جي 7” التي انعقدت مؤخرًا في فرنسا، عن استعداده قبول وساطة الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني، ربما على هامش الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل، مقابل ثمنٍ يُرضي نتنياهو.

وسيكون ثمن ذلك موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إعلان نتنياهو ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، لخدمة الأخير الذي يواجه تحديات جمة في مساعيه للفوز بدورة جديدة كرئيس لوزراء “إسرائيل” بعد أن باءت محاولته السابقة بالفشل.

وواصل المستوطنون الاقتحامات والاعتداءات على الفلسطينيين في مناطق مختلفة في الضفة الغربية، كان أبرزها ما يلي وفق المعطيات التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان خلال فترة إعداد التقرير:

في القدس، أجبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المواطن محمد العباسي على هدم منزله ذاتيًا، في حي واد قدوم من بلدة سلوان بالقدس المحتلة. وقال صاحب المنزل محمد العباسي إنه شرع بمواصلة عملية هدم منزله ذاتيًا، بعد تسلمه أمرًا اجباريًا من بلدية الاحتلال، وإلا ستهدمه جرافات الاحتلال”.

وقامت عائلة العباسي بهدم جزء من المنزل تجنبًا لتكاليف الهدم الباهظة إذا قامت بالهدم قوات الاحتلال، فيما اعتدت مجموعة من المستوطنين على سيارة إسعاف تتبع للهلال الأحمر ومركبات للمواطنين بإلقاء الحجارة نحوها بالقرب من جسر جبع شرق القدس.

وفي الخليل، عادت مجموعة من المستوطنين للإقامة في بناية قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل، بعد أن قررت ما تسمى الإدارة المدنية الأسبوع الماضي، أن هؤلاء المستوطنين يملكون نصف الحقوق في المبنى المذكور، ويدور الصراع حول هذه البناية، المجاورة للحرم الإبراهيمي، منذ عام 2012، عندما استولت عليه 15 عائلة يهودية، وبعد أسبوع تم إجلاؤهم وإغلاق مدخله. وتزعم جمعية المستوطنين “العائدون للعقارات” أنها اشترت المنزل من ورثة المالك الأصلي للمنزل محمد أبو شهلا عام 2015، فيما قررت ما تسمى “الإدارة المدنية” أن المستوطنين لم يشتروا المنزل بشكل قانوني، وأنه يتبع لعائلة فلسطينية، ومع ذلك في الاستئناف الذي قدمه المستوطنون ضد القرار، تقرر أنه ينبغي إجراء نقاش آخر في “الإدارة المدنية”. والأسبوع الماضي، قررت “الإدارة المدنية” تقسيم ملكية المبنى بين جمعية المستوطنين وورثة إبراهيم حسن أبو رجب.

أما في بيت لحم، فقد هدمت قوات الاحتلال منزلًا ومطعمًا في منطقة المخرور شمال غرب بيت جالا في محافظة بيت لحم.

وقال صاحب المطعم والمنزل رمزي قيسية إن قوات الاحتلال سلمته قبل أسبوع إخطارًا بقرار الهدم، وكان المطعم قد تعرض للهدم مرتين بحجة عدم الترخيص، واقتحمت قوة من جيش الاحتلال وضباطًا في “الإدارة المدنية” قرية الولجة ببيت لحم، وسلموا إخطارات بهدم عدد من المنازل بدعوى عدم الترخيص في حي عين جويزة.

والتقط الجنود صورًا لبعض المنازل، ما أثار قلق المواطنين بنية التخطيط لهدم منازل أخرى، لا سيما أن الحي مستهدف بمنازله ومؤسساته ومرافقه المختلفة بالهدم.

وفي رام الله، هاجم مستوطنون مركبات المواطنين بالحجارة بالقرب من مفترق عين أيوب في قرية رأس كركر غرب رام الله وهي منطقة قريبة من الشارع الالتفافي، واقتحم مئات المستوطنين، عين بوبين في قرية دير بزيع غرب رام الله، وتم إعلان المنطقة عسكرية مغلقة من جيش الاحتلال.

وما زال الاحتلال يغلق الطريق الرئيسي في دير بزيع ما تسمى “منطقة العنب” الذي يسلكه يوميًا قرابة 60 ألف مواطن من قرى غرب رام الله، ما يضطرهم لسلوك طرق بديلة صعبة وغير مؤهلة.

وفي نابلس أيضًا، هاجم مستوطنون المركبات الفلسطينية جنوب المدينة، وقد تواجد عشرات المستوطنين عند حاجز حوارة ومفترق بلدة بورين وطريق مستوطنة “يتسهار”، ورشقوا المركبات الفلسطينية بالحجارة، ملحقين أضرارًا متفاوتة بها.

كما هاجم المستوطنون مجمعًا للسيارات المستعملة في قرية حوارة، وحطموا زجاج عدد من المركبات.

وفي سلفيت، اقتحم عدد من المستوطنين الجهة الشرقية من قرية رافات وقاموا بالاعتداء على منازل المواطنين ورشقها بالحجارة، ما سبب في تكسير نوافذ بعضها وتخريبها الاعتداء على سيارات المواطنين واعطاب اطاراتها وتكسير نوافذها.

وتعود هذه الممتلكات امجد عياش، مجدي وليد عياش، عبد الرحمن عياش، محمود يوسف شحادة.

وعزلت سلطات الاحتلال بالكامل قلعة دير سمعان الأثرية بعدما كان مفتشو الآثار من الاحتلال قد سبق وأن شوهدوا وهم ينقلون منها حجارة وأعمدة.

وأمّن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحام مئات المستوطنين لمدينة سلفيت، كما اقتحم (600) مستوطن قرية كفل حارس لأداء صلوات عند قبر يوشع بن نون.

وأخيرًا في الأغوار، دمرت قوات الاحتلال خطوط مياه في قرية بردلة بالأغوار الشمالية، كما أخطرت بإزالة سياج تابع لمدرسة التحدي (10) في “إبزيق” شمال شرق طوباس.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن