توابع كورونا.. ارتفاع حاد في اكتئاب الأطفال

توابع كورونا.. ارتفاع حاد في اكتئاب الأطفال
توابع كورونا.. ارتفاع حاد في اكتئاب الأطفال

كشفت دراسة جديدة أن الإغلاق الأول لإبطاء انتشار فيروس (كورونا) المستجد في بريطانيا أدى إلى “ارتفاع حاد” في حالات الاكتئاب، بما يشمل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سبع سنوات.

ووفقاً لما جاء في نتائج دراسة، نشرتها (ديلي ميل) البريطانية، فقد قارن علماء من مجلس البحوث الطبية البريطاني البيانات من الآباء والمعلمين والأطفال حول الصحة النفسية للأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 عامًا قبل وبعد بدء إجراءات الإغلاق في البلاد لمجابهة تفشي مرض كوفيد-19، حيث تبين أنه كان هناك تأثير ما بين “متوسط إلى مرتفع” على الصحة النفسية، في المقام الأول بسبب التباعد الاجتماعي وإغلاق المدارس على مدى أربعة أشهر.

انتشار أعراض الاكتئاب

كما تشير النتائج إلى أن هناك حاجة لدمج التأثير المحتمل لحظر التجول والإغلاق على الصحة النفسية للأطفال في التخطيط لأي إجراءات تتخذ لمجابهة الأمراض الوبائية المستقبلية.

اعتمد الباحثون على بيانات من الأطفال، الذين يعيشون في شرق إنجلترا والذين كانوا جزءًا من دراسة المرونة في التعليم والتنمية RED. واكتشفوا أن انتشار أعراض الاكتئاب ارتفع “بشكل كبير” بين الأطفال البريطانيين، الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 عامًا خلال فترة الإغلاق المطولة على مستوى البلاد.

وأوضح الباحثون أنه بالمقارنة مع التقييم الأولي، لم تكن هناك تغييرات كبيرة في مستويات التوتر أو الرفاه العاطفي أثناء الإغلاق. ولكن لوحظ، بحسب ما ذكره الباحثون، زيادة “كبيرة” في أعراض الاكتئاب، وكان حجم تأثيرها متوسطا إلى مرتفع. وتعني تلك النتائج، ببساطة، أن هناك فرصة، في المتوسط، بنسبة 70% لتفاقم أعراض الاكتئاب أثناء الإغلاق على أي طفل.

العوامل المؤثرة الأخرى

وقال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها، والتي نُشرت على الإنترنت في دورية Archives of Disease in Childhood، ثبتت صحتها حتى بعد أن تم الأخذ في الاعتبار استبعاد العوامل المؤثرة الأخرى المحتملة، بما يشمل العمر والجنس والوضع الاجتماعي والاقتصادي.

ظاهرة مُستجدة

قال الباحث دكتور دنكان أستل: “تشير النتائج الحالية إلى أنه من المرجح أن الإجراءات [ذات الصلة بجائحة كورونا] تؤدي إلى تفاقم هذا الأمر، خاصة مع زيادة أعراض اكتئاب الطفولة، وهو أمر لم يكن شائعًا نسبيًا في السابق لدى الأطفال في هذا العمر”.

ومن جانبها، قالت بروفيسور كارين ستريت، من الكلية الملكية لطب وصحة الأطفال RCPCH، إنه على الرغم من أن الأطفال نادرًا ما يصابون بعدوى فيروس كورونا المُستجد، فقد “تأثروا بشكل كبير” من خلال تدابير الحد من انتقال العدوى بكوفيد-19.

الإبقاء على المدارس مفتوحة

وقالت إن RCPCH تدعم التزام الحكومة بالإبقاء على المدارس مفتوحة وتود أن ترى العودة إلى ممارسة باقي الأنشطة المدرسية في أقرب وقت ممكن.

وأضافت بروفيسور ستريت إن الإجراءات المتخذة للحد من انتشار العدوى بكوفيد-19 سيكون لها آثار سلبية ثانوية على الصحة النفسية للأطفال في المستقبل، حتى بعد تخفيف القيود وعودة الأمور إلى طبيعتها.

عواقب مستقبلية وخيمة

وأوضحت بروفيسور ستريت قائلة: “ترتبط مشكلات الصحة النفسية المستمرة في الطفولة والمراهقة بنتائج سيئة في التحصيل العلمي والتوظيف والصحة البدنية والنفسية طويلة الأمد”.

وشددت بروفيسور ستريت على أنه “سيكون أمرا حيويا” أن يتم رصد ميزانيات كافية في “قطاعات الصحة والتعليم والقطاع التطوعي لدعم الصحة النفسية للأطفال، بينما يتعافى الكبار من الوباء”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن