جدعون ليفي: إسرائيل لن تنهي احتلالها إلا بعد تسديدها ثمنه

جدعون ليفي: إسرائيل لن تنهي احتلالها إلا بعد تسديدها ثمنه

أكد الكاتب الصحافي الإسرائيلي جدعون ليفي أن إسرائيل لن تنهي احتلالها للضفة وغزة إلا بعد تسديدها ثمنه وبضغط دولي، على غرار ما تعرضت له جنوب أفريقيا التاريخية التي سقط نظامها العنصري بعدما حاصره العالم.

جاء ذلك في ندوة نظمها منتدى حيفا الثقافي بعنوان “كيف تولد المخربة وكيف تموت”، قال فيها ليفي إنه منذ بدأ الكتابة في صحيفته “هآرتس” عن بشاعات الاحتلال ينحو الإسرائيليون بالاتجاه المعاكس، معتبرا ذلك فشلا له أيضا.

وتابع بروح نقدية “الاسرائيليون تميزهم ظواهر غريبة عجيبة: إنكار واقع احتلالهم والزعم انهم متدينون وعلمانيون، وشعب الله المختار ولا يخطئون.

وتابع “لا يوجد شعب في العالم يحتل ويقول عن حاله ضحية. شعب مختار وضحية. هذه التوليفة خطيرة جدا”.

ليفي الذي يغرد خارج السرب الإسرائيلي بشجاعة قال إن معظم الإسرائيليين يمينيين ويساريين يعتبرون ان الفلسطينيين ليسوا بشرا مثلهم .

لافتا لوجود أجهزة اسرائيلية تثابر في شيطنة الفلسطينيين وبالتزامن تتظاهر بوجه إنساني حضاري من خلال مساعدة مناطق منكوبة في العالم بعد كل زلزال وكل تسونامي أو أي كارثة أخرى. وأضاف “أقنع الاسرائيليون أنفسهم أنهم جيش أخلاقي رقم واحد وستعرض نفسك لهجمة شرسة لمجرد قلت إن جيشهم بالمرتبة الثانية أخلاقيا بدلا من المرتبة الأولى ويقنعون أنفسهم ايضا بأن الاحتلال فرض عليهم”.

منوها الى ان كل محاولة للسؤال والتساؤل تقابل بهجوم من قبل الاسرائيليين حكومة وشعبا.

وأضاف ساخرا : عليك ألا تجرؤ مثلا على السؤال لماذا ينتهك الطيران الاسرائيلي أجواء لبنان، اما الصاروخ السوري الدفاعي الذي يعترض طائراتهم المعتدية فهو بالنسبة لهم عدوان. وتابع “كذلك فإن إلقاء حجر فلسطيني هو شغب وإخلال بالنظام اما الدبابة الاسرائيلية التي تقتحم مخيم عسكر فهو نظام وطبيعي وفق المنطق الإسرائيلي الأعوج”.

مؤكدا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية شريكة مع المؤسسة الحاكمة بالمسؤولية عن واقع الاحتلال من خلال حجبها الحقائق والمشاركة في شيطنة الفلسطينيين وتحويلهم من ضحية لجلاد.

وحمل على حزب “المعسكر الصهيوني” ووصف سلوك قائده الجديد افي غباي بالغباء لمحاولته تقليد اليمن والمزاودة عليه ضمن سباقه الانتخابي وصولا لأصوات الإسرائيليين.

ليفي الذي فرضت عليه حراسة شخصية نتيجة تهديدات بالقتل بعد نشره مقالات ضد العدوان على غزة عام 2014، يؤكد ان الكثير من الاسرائيليين يؤمنون أنهم داود والفلسطينيون هم غولاث.

ومن استنتاجات ليفي الخطيرة أنه لا يمكن كسر غسل الدماء هذا لدى الإسرائيليين وأنه لن يأتي تغيير من الداخل. مشددا على أن إسرائيل لن تغير مواقفها ولن تنهي احتلالها إلا بعد ان تدفع ثمنا حقيقيا وبضغط خارجي دولي كما حصل ضد جنوب أفريقيا العنصرية. وتابع “المقلق ان روح النكبة ما زالت سائدة في إسرائيل حتى اليوم”.

وحاول غدعون ليفي ان ينهي محاضرته بتفاؤل فقال إن التاريخ مليء بالمفاجآت وسبق ان انهارت امبراطوريات كبيرة بشكل مفاجىء كالاتحاد السوفييتي، ملمحا لاحتمالات انهيار الاحتلال الاسرائيلي. وقال إنه حتى تكون واقعيا عليك ان تؤمن بالعجائب أحيانا.

وتم تنظيم الندوة بمناسبة صدور كتاب باللغة العربية (كيف تولد المخربة وكيف تموت) يشمل مقالات جدعون ليفي ترجمها المربي أمين خير الدين.

وقدم الصحفي وديع عواودة قراءة للكتاب المذكور وتحدث عن كتاب ليفي الذي يحمل المعاناة الفلسطينية منذ ثلاثين عاما.

لافتا الى ان ليفي يأتي بالمرآة ليرى الاسرائيليون أنفسهم واحتلالهم ومنعهم من مواصلة إنكار واقع الاحتلال البشع وجرائمهم فيبادرون لتحطيم المرآة لكنه يصمم على مواصلة عمله الشجاع مجددا.

وضمن مراجعته الكتاب نبه عواودة الى مقالات ليفي عن إعدام الفتيات والفتيان الفلسطينيين في الشوارع منذ 2015 .

وقال إنه لم يكتف بسرد قصص القتل المجاني بل يأتي بالخلفيات القاسية التي تدفع هؤلاء لعملياتهم ضد كل ما يرمز له الاحتلال.

وقدم مثلا على ذلك قصة الفتاة أشرقت القطناني (16 عاما) من مخيم عسكر التي قتلها جنود الاحتلال بعد إصابتها خلال محاولتها مهاجمة مارة إسرائيليين بمقص غير خطير.

وأشار إلى أن ليفي سافر لمخيم عسكر وكشف عن التنكيل الذي تعرضت له عائلة الفتاة القطناني حيث سجن والدها وحرمت من والدتها بعدما طردت للأردن قبل سنوات.

وذكر عواودة بتصريحات تاريخية حذر فيها رئيس اسرائيل الراحل شيمون بيريز قبل سنوات كثيرة من استخدام الكاميرا لفضح جرائم الاحتلال كالإعدامات الميدانية التي تبقى أغلبيتها طي الكتمان لعدم وجود كاميرا.

وتابع “هذه الإعدامات تذكر باعتراف جريء للدكتور أوري ميليشطاين أهم مؤرخ عسكري في اسرائيل الذي أكد قبل شهرين ضمن تعليقه على الضجة حول إدانة الجندي قاتل الشاب الجريح عبد الفتاح الشريف من الخليل ان طهارة السلاح كذبة اسرائيلية كبيرة.

لافتا الى ان الجيش الاسرائيلي قتل أسرى فلسطينيين ومصريين ومدنيين عشرات المرات منذ النكبة في قرى كفر قاسم وقبية وحرب1967 لكنها لم تؤد لضجة واسعة بعكس قضية قتل الشاب الشريف على يد الجندي ليؤور ازاريا وذلك ببساطة لعدم وجود كاميرا خلال تلك الجرائم التاريخية التي وثق ليفي المئات منها.

وشارك في مداخلات سريعة الدكتور سليمان جبران والكاتب الشيخ نمر نمر ومترجم الكتاب المربي أمين خير الدين، وافتتح بكلمة ترحيبية للمحامي فؤاد نقارة مدير نادي حيفا الثقافي

وفي الندوة التي تولى عرافتها المحامي الحيفاوي علي رافع شارك موثق جرائم الاحتلال المصور المعروف اليكس لايبك، وهو كاشف صورة فضيحة الحافلة رقم 300 عام 1984 يوم وثق قتل شابين فدائيين من غزة وقعا بالأسر بعد خطف حافلة إسرائيلية من تل أبيب إلى دير البلح.

وقتها صادرت المخابرات الإسرائيلية الكاميرا لكن لايبك نجح بإخفاء الفيلم في جيبه ونشرت صحيفة “حداشوت” الإسرائيلية صورة الشابين من غزة وهما ما زالا على قيد الحياة بعدما أعلنت الشرطة الاسرائيلية عن مقتلهما خلال عملية تخليص الرهائن ليثبت بذلك أنهما قتلا بعد أسرهما.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن