جدولة الجنس.. أفضل الطرق للحفاظ على حرارة العلاقة الحميمية بين الأزواج

جدولة الجنس.. أفضل الطرق للحفاظ على حرارة العلاقة الحميمية بين الأزواج

يميل البشر أو حتى يحاولون جدولة وتنظيم جميع الأمور في حياتهم فهناك من يضع مواعيد لتناول الطعام وممارسة الرياضة وإنهاء المهام العملية، وأيضاً تنظيم وجدولة العلاقة الجنسية!

وعلى الرغم من أن وقع عبارة جدولة العلاقات الجنسية على الأذن قد تبدو غريبة سواء للمقبلين على الزواج أو حتى المتزوجين إلا أن جدولة ممارسة العلاقة الجنسية بين الأزواج أصبحت أحد الحلول الفعالة بالنسبة للمتزوجين خصوصاً ممن أمضوا وقتاً طويلاً في قفص الزواج الذهبي.

ويبقى السؤال هنا هو: هل فعلاً جدولة ممارسة العلاقة الجنسية بين الزوجين ضروري؟ وهل سوف يجعل العلاقة العاطفية أقوى؟ أم سيتسبب هذا الأمر بالجفاء والقطيعة على مستوى التواصل والتفاعل بين الزوجين؟

والحقيقة أن صحيفة نيويورك تايم قد أجابت بشكل قاطع عن كل تلك الاستفسارات والتساؤلات المتعلقة بجدولة العلاقة الجنسية بين الأزواج في تقرير نشرته عن واقع الحياة الجنسية المرير الذي يجمع بين الرجل والمرأة بعد الزواج.

وبما أن العدد المقبول لممارسة العلاقة الجنسية بين الزوجين يجب أن لا يقل عن الـ58 مرة سنوياً وهذا يعادل أكثر قليلاً من مرة واحدة في الأسبوع وفقاً للمتخصصين فلقد أظهرت نتائج التقرير أن معظم الأزواج الذين تتخطى أعمارهم الـ 30 عاماً أو الذين مضى على زواجهم فترة طويلة من الزمن والذي شملهم استطلاع الرأي أشاروا إلى أنهم يلجأون إلى الكذب في الكثير من الأحيان فيما يتعلق بحياتهم الجنسية؛ من أجل إنقاذ ماء الوجه أمام المقربين منهم .

وعلى الرغم من أن ممارسة العلاقة الجنسية بالنسبة لحديثي الزواج أو ممن تقل أعمارهم عن الـ30 عاماً تخطت الـ111 ممارسة سنوياً إلا أن المخيف في الأمر هو أن هناك 15% من الأزواج والزوجات الذين شملهم التقرير اعترفوا بأنهم لم يمارسوا العلاقة الجنسية مع شركائهم منذ ما يزيد على 6 أشهر تقريباً.

وربما ما يتسبب بالذعر أكثر أن هناك نسبة كبيرة من الأزواج والزوجات الذين أشاروا إلى أنهم سعداء في الزواج ولا توجد هناك مشكلات كبيرة لم تجمعهم العلاقة الجنسية بشركائهم لعدة أشهر، بل إن البعض منهم امتدت فترة بعده عن الجنس لسنوات.

ووفقاً لعدة دراسات وأبحاث اجتماعية ونفسية حديثة فإن غياب الجنس عن الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة دليل كبير على اقتراب سقوط الزواج من أعلى قمة الاستقرار إلى منحدر المشاكل والتخبطات .

ومع انطفاء شعلة الجنس تدريجياً وتناقص وهجها ودفئها فإن ظهور المشاكل المتعددة على المستوى الاجتماعي والعاطفي بين الزوجين والتي قد تصل إلى الانفصال من الأمور غير المستبعدة .

ولقد أصدرت جامعة جورجيا الأمريكية دراسة بحثية تفيد أن الأزواج الذين غادر الجنس حياتهم أقل سعادة في حياتهما الزوجية بشكل عام بكل تأكيد من الأزواج الذين يحافظون على شعلة الجنس متواجدة حتى وإن كانت أقل توهجاً .

وأشارت الدراسة بأن نسبة الخيانة الزوجية والانفصال والطلاق بين الأزواج الذين لم تجمع بينهم علاقة جنسية واحدة منذ أشهر أو سنين سواء بسبب الجفاء أو الملل أو حتى بسبب الولادة أو المرض مرعبة ومثيرة للقلق، وبالتأكيد تفوق نظراؤهم من الأزواج الذين يتمتعون بحياة جنسية طبيعية أو حتى أقل من الطبيعية .

وترى الدراسة أن إهمال أو تجاهل الزوج والزوجة الحديث عن الخلل الذي أصاب حياتهما الجنسية لأكثر من 6 أشهر والرفض غير المعلن الذي يشعر به كل طرف تجاه الآخر من أخطر الأمور التي تقتل الرغبة المتبادلة والفطرية بين طرفي العلاقة، وتتسبب في المعاناة بالشعور من عدم الأمان فيما يتعلق بممارسة العلاقة الجنسية، وتأخذ العقل نحو التفكير في إشباع رغباته سواء عن طريق الخيانة أو ممارسة العادة السرية.

ومنعاً للانزلاق نحو هذا المنحدر المظلم فإن الحل ووفقاً للمتخصصين في علم النفس والاجتماع يتمثل في ما يسمى ” جدولة الجنس ” .

وببساطة ودون تعقيدات تتلخص معاني هذا المصطلح في الاتفاق بين الزوج والزوجة فيما بينهم لتحديد وتخصيص أوقات ثابتة لممارسة العلاقة الجنسية بشكل أسبوعي.

وعلى الرغم من أن الأمر يبدو غريباً إلا أن جدولة الجنس تعد من أحد الحلول الفعالة والرائعة في منح الزواج قبلة الحياة مرة أخرى وعودة الإثارة والرغبة والحياة بين الزوجين مرة أخرى .

وإذا كنت شخصاً يعشق المرونة ولا يستطيع الالتزام بشكل عام فإن الانتظام بممارسة العلاقة الجنسية في فترات محددة مسبقاً تزيل بشكل تدريجي الطابع الروتيني للعلاقة الجنسية، ويُدخل الزوجين مرة أخرى إلى عالم الاستمتاع بالغريزة الأهم بالنسبة للبشر.

ولأن هناك الكثير من الأشخاص الذي قد ينظرون إلى “جدولة الجنس” بسخرية أو عدم تصديق مدى الفاعلية الكبيرة لها على مستوى إرجاع العلاقات الزوجية العاطفية والجنسية إلى الحياة مجدداً فإن شبكة الـCBS الأمريكية للإذاعة والتلفزيون أعدت تحدياً من نوع خاص جداً لمعرفة مدى أهمية الجنس لاستمرار الزواج، وذلك عن طريق اختيار زوجين وافقا على ممارسة العلاقة الزوجية بشكل يومي لعام كامل أي لمدة 356 يوماً .

وبعد انتهاء فترة التحدي التي استمرت لعام كامل أوضح الزوجان أن التحسن لم يقتصر فقط على الحياة الجنسية بل امتد ليشمل الحياة العاطفية والتفاهم.

والحقيقة أن اشتعال الجانب الجنسي لدى الزوجين اللذين خضعا للتحدي لم يكن الغاية الأساسية للاختبار بل ما حدث بعد ذلك من التوابع الإيجابية التي أحدثتها العودة من جديد إلى استمتاع الزوج والزوجة بممارسة العلاقة الجنسية من جديد، وهي الاحترام المتبادل واللطف والمشاعر الطيبة، وقلة الشعور بالعصبية والتوتر.

وفي النهاية وإذا كنت تعاني من الجفاء العاطفي وندرة ممارسة العلاقة الجنسية الزوجية فإن اللجوء إلى “جدولة الجنس” والحديث مع زوجتك بشأن هذا الحل والالتزام به قد يكون السبيل الأكثر فاعلية لإعادة الحرارة مرة أخرى إلى حياتكما معاً على جميع المستويات .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن