حاملات الطائرات أم الغواصات.. أيهما هو السلاح البحري الأفضل؟

حاملات الطائرات أم الغواصات.. أيهما هو السلاح البحري الأفضل؟

سلط تقرير أمريكي الضوء مؤخرًا على توازن القوى بين الغواصات وحاملات الطائرة كمنظومات عسكرية ترجح كفة جيش على آخر في أي حرب، مؤكدة أن ذلك التوازن غير مستقر حتى الآن.

وأفادت مجلة “ناشونال إنترست”، التي نشرت التقرير، بأن سفينة “إتش إم إس كور ايجوس” كانت أول حاملة طائرات حديثة تقع ضحية لغواصة على الإطلاق.

وذكرت المجلة أنه في 17 أيلول/ سبتمبر 1939، وخلال مطاردة غواصات” يو بوت” الألمانية، نُسفت سفينة “كور ايجوس” وأغرقت على يد أحد فرائسها. وفي أعقاب هذه الخسارة، سحبت البحرية الملكية البريطانية على الفور أسطول حاملات الطائرات الخاص بها من مهمة مكافحة الغواصات مشيرةً إلى أنها أكثر قيمةً من المخاطرة بها في مثل هذه العمليات.

وأوضحت المجلة أن السفن الأمريكية لم تسلم أيضًا من قبضة الغواصات، فقد خسرت البحرية الأمريكية حاملة الطائرات “يو إس إس واسب” في هجوم مذهل أغرق أيضًا مدمرة لبحرية الولايات المتحدة وألحقت أضرارًا بالغة بسفينة “يو إس إس نورث كارولاينا” الحربية.

وأكدت المجلة الأمريكية أن الغواصات الأمريكية ثأرت لخسائرها، فعقب حل مسألة القيادة ومسائل تقنية اجتاحت الخدمة البحرية في السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية، امتدت الغواصات الأمريكية في العمق داخل ممرات الشحن اليابانية وهاجمت سفنًا مدنية وعسكرية على حد سواء. وكان لها تأثير مدمّر على أسطول حاملات الطائرات الياباني، حيث أغرقت سفينتَي “إتش آي جاي إم إس تايهو وشوكاكو في معركة بحر الفلبين، بالإضافة إلى سفينة “شينانو” خلال عملية نقل، وعدة حاملات طائرات أصغر حجمًا في السنة الأخيرة من الحرب.

حاملات الطائرات ترد الضربة

وحسب التقرير، فإن القتال لم يكن أُحادي الجانب. حيث أدرك البريطانيون خلال الحرب العالمية الأولى أن الطائرات ستلعب دورًا بارزًا في مكافحة الغواصات. ومع ذلك، كانت الطائرات الموجودة في ذلك الوقت تفتقر للمدى والسرعة ومعدات الاتصال وقدرة الحمل اللازمة لتتصدى لخطر غواصات “يو بوت “بشكل فعّال.

وفي الواقع، كانت أول مركبة بحرية يابانية تغرق أثناء الحرب هي غواصة “آي-70″، والتي سقطت ضحية للطائرات التي أطلقت من حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس إنتربرايز”.

وبيّنت المجلة أنه لا يوجد عدد واضح لحصيلة غواصات “يو بوت” التي أغرقت بواسطة الطائرات المنقولة بواسطة حاملات طائرات، على الرغم من أن طائرات ذراع الأسطول الجوي للبحرية الملكية أغرقت 31، بينما أغرقت البحرية الأمريكية 83 إضافيين، كما ساهمت الطائرات في خسارة غواصات أخرى عن طريق توجيه السفن السطحية للهجوم، وساهمت في الدفاع عن القوافل من خلال الردع.

وأشارت “ناشونال إنترست” إلى أن حاملات الطائرات قلبت بذلك الموازين على الغواصات، لا شك أن الغواصات كانت تشكل تهديدًا كبيرًا على الحاملات رغم أن هذا التهديد تضاءل مع استمرار الحرب وتطور ممارسات مكافحة الغواصات لتصبح أكثر فاعلية، إلا أن الحاملات شكلت الأساس للفوز بالحروب التجارية الكبرى.

ثورات تقنية

وكشف التقرير الأمريكي أن كلاً من الغواصات وحاملات الطائرات تعرض لسلسلة من الثورات في أعقاب الحرب العالمية الثانية، بالنسبة للحرب العالمية الثانية نفسها، غيّر تطوير ألمانيا لغواصات “حقيقية” في العام الأخير من الحرب آليات قتال الغواصات من خلال القضاء على ضرورة عمل الغواصات على السطح.

وأوضحت “ناشونال إنترست” أن كلاًّ من السوفييت والأمريكيين طوّر حاملات طائرات مضادة للغواصات، وحوّلت البحرية الأمريكية العديد من الحاملات من طراز “إيسيكس” القديمة إلى طراز سفن مضادة للغواصات تدعى “سي في إن”، وجهزّت هذه السفن في المقام الأول بطائرات الهليكوبتر وطائرات ثابتة الجناحين مضادة للغواصات وليس بطائرات مقاتلة وطائرات هجوم.

ذكرت “ناشونال إنترست” أنه أثناء القتال، تعد حاملة الطائرات عمومًا أسرع من الغواصات، ولديها مجموعة من المرافقين (غالبًا تتضمن غواصات) بهدف الدفاع عنها.

وأفادت المجلة الأمريكية بأن الغواصات ستبقى أسلحة حرب فعالة ما دام البحر يوفر حاجزًا أمام الكشف عنها وعن استخدامها للأسلحة، وستبقى حاملات الطائرات فعالة طالما بقيت ذات فائدة في حمل المطارات المتنقلة، وبما أنه من المحتمل أن تبقى هذه الشروط نافذة المفعول في المستقبل المنظور، فعلى قبطان حاملة الطائرات وقبطان الغواصة أن يضع كل منهما الآخر في حسبانه.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن