حماس وداعش .. تهديدات متبادلة وإستنفار أمني مقلق

غزة / الوطن اليوم

اعتقلت أجهزة أمن حماس قبل شهرين ، أمام مسجد في منطقة الوسطى ( النصيرات) ، ومن بعدها صدر أكثر من بيان منسوب الى تنظيم الدولة الاسلامية ” داعش” يطالب أجهزة أمن حماس بالافراج عنه ، وعن العديد من مشايخ السلفية الجهادية ، ولكن داخلية حماس خرجت بتصريح مقتضب قالت فيه أن لا داعش في غزة ، واعتقال امام المسجد لأسباب بعيدة عن تهمة الانتماء لتنظيم الدولة ، ولكن سلفيو الجهاد في قطاع غزة ، اعتبروا بيان الداخلية تضليل للرأي العام ، وبدأت سلسلة من الانفجارات الخفيفة والتي تفرقت في مناطق شمال القطاع وسط مدينة غزة ، ودير البلح ، ولم تصدر داخلية حماس بيان للرأي العام يوضح ماذا يجري في القطاع واكتفت ببيان عائم تدعي فيه أن الحالة الأمنية مستقرة في قطاع غزة .

المواطن سليم ابو الزعيم متخوف من أن تكون أجهزة حماس ، غير مدركة لخطورة ما يجري في القطاع ، فالتفجيرات وأن لم تكن قاتلة ، إلا أنها مقلقة للغاية ، خاصة وأن تفجير السيارات ، ومداخل المنازل والحاويات ، أمر مستحدث لم يعيشه ابناء القطاع من قبل ، واستمراره ولو بشكل متفرق ومتباعد زمنياً ، إلا أنه يبعث الخوف في نفوس المواطنين ، لذا وجب على داخلية حماس ، أن تخرج بمؤتمر صحفي توضح فيه للرأي العام ، وتجيب على اسئلة الناس المتعلقة بأمنهم واستقرارهم ، وأن لا تبقى صامتة ، لينصدم سكان القطاع بعدئذ بتدهور أمني خطير ، يخرج عن سيطرة أجهزة أمن حماس وقدراتها الأمنية”

اما خليل الشيخ علي وهو من سكان رفح جنوب القطاع ، لا يبدي تفاؤلاً بحل ملف التشدد الديني في قطاع غزة ، والذي مارسته حماس في أحداث عام 2007 واستولت على قطاع غزة ، بسلوك متشدد قتل عناصرها كل من اشتبهوا فيه ، ومارسوا العنف بكل وسائله ، حتى السحل والرمي من فوق العمارات العالية ، وهذا التشدد الذي أرهب الناس منهم ،رزع الخوف في صدور الكثيرين ، الذين يرددون دوماً مقولة “المشايخ ما بيرحموا حدا” ، واستغلت حماس هذا الخوف لفرض سيطرتها المطلقة على كل مفاصل الحياة في قطاع غزة ، بعد أن اعدت دوائرها الأمنية الخاصة بمتابعة المواطنين ، وحصرهم أمنياً ، وجعلت لعملها ملحق قضائي من خلال نياباتها ومحاكمها العسكرية ، والمدنية ، الأمر الذي جعل لحماس قدرة فائقة على السيطرة الأمنية ، خلاف الاجهزة الأمنية السابقة التي سقطت في امتحان الفلتان الأمني ، الذي كانت حماس أحد الجهات المركزية بإنتشاره ، وهذا ما تبين لاحقاً ، وهنا فالمتشددين من جماعات مختلفة ومنهم السلفية الجهادية المحسوبة على داعش ، لن تستكين ، بل ستمارس بتشددها كل أنواع العنف ضد حركة حماس التي حرفت بوصلة العمل الأمني ، ووجهته للداخل الفلسطيني ، بدلاً من استخدامه لصالح الشعب الفلسطيني ورصد العدو ، فداعش قدر الله لمواجهة حماس المتغطرسة ، وسنصحوا يوماً لنعيش انقلاباً جديداً أشد من انقلاب حماس على السلطة عام 2007 .

راوية البطنيجي وهي مدرسة في المرحلة الابتدائية ، تخالف من سبق وتقول ، أن حماس تستطيع أن تضبط أمن قطاع غزة ، خاصة بعد اغلاق الانفاق مع مصر ، فهذا الأمر حصر المتشددين في القطاع ، ومناطقهم باتت معروفة ، كما أن تجمعاتهم ومساجدهم ، باتت تحت مجهر أجهزة الأمن بغزة ، وهم لا يتعدون المئات ، وليس كما يردد البعض بأنهم فاقوا العشرة الأف متشدد من تيارات مقربة لفكر داعش أو مبايعة لفكرها ، الوقائع تقول أن حماس تسيطر بشكل جدي وجيد على الاوضاع الأمنية في القطاع ، وظاهرة انتشارها على محاور مدينة غزة من جهاتها ونصب الحواجز الطيارة ، خاصة بعد الساعة الثامنة ، دليل على أن اجهزتها تعمل بشكل جيد ، رغم امكانياتها المالية المتواضعة وأزمة رواتب موظفيها ، وهذا الأمر يحسب لحماس ويجب مساعدتها في عدم انفلات الأمور وإدخالنا بحالة من الفوضى والفلتان “.

قالت مصادر امنية في مدينة غزة ان قوة من الشرطة تمكنت ، مساء الاثنين، من تفكيك عبوتين ناسفتين زرعت داخل سيارة على مفترق الشجاعية شرق المدينة واعتقلت الفاعل.

من جهتها، اعلنت جماعة “انصار الدولة الاسلامية في بيت المقدس”في بيان “أنها تمهل حركة حماس واذنابها من الاجهزة الامنية 72ساعة ابتداء من ساعة اصدار البيان (مساء الاحد 3 ايار/مايو) للافراج عن كافة المعتقلين السلفيين وان امتنعوا فكافة الخيارات مفتوحة للرد عليهم”.

خالد الزند يرى أن الاوضاع الأمنية في القطاع وخاصة في المدينة الرئيسة غزة ، غير مستقر كما يقول بيان داخلية حماس اليوم الثلاثاء ، بل أن الاسوأ على الأبواب ، وأن الجولة القادمة بين حماس والمتشددين لن تكون سهلة وبسيطة ، في ظل العطالة والبطالة المنتشرة ، والشباب الذي تبنى التشدد كمخرج لأزماته التي يعيشها ، وكراهية في الاوضاع التي لا يمكن التعايش معها ، غياب الافق السياسي في حل ملف المصالحة والعلاقات مع الاحتلال ، وإعمار قطاع غزة ، وبظل الاغلاقات الدائمة لمعابر القطاع ، واستمرار حالة الحصار ، كل هذه الملفات ستتحول في لحظة الى وقود اشتعال تحت بركان خامد ليثور الناس وينفلت عقال الأمن في القطاع ، ما لم تعالج وبشكل عاجل مواضيع عديدة وأولها أزمة رواتب موظفي حماس ، وإعادة إعمار قطاع غزة ، وفتح المعابر ، وأهمها اجراء مصالحات مجتمعية والخروج من حالة الانقسام المقيت.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن