رمضان غزة: جيوب فارغة.. ومنور بأهله.. واحتلال لا يعرف الرحمة

أحمد سيد – جماهيًر تعاني،وشعبً مظلوم مهدور حقه لايملك معايير المواطن العادي في دولته .. احتلال غاشم سلب حريات أصحاب البلد من أسر وقتل وظلم .. بركان من ثورة غضب يجتاح صدر كل مواطن فلسطيني يتمنى أن يعيد الله أيام شهر رمضان المبارك وفلسطين أرض نظيفة من الاحتلال .. شعب يستحق العطاء عانوا من احتلال وأزمات متتالية وسلطة لاتعرف أن تستدعي حق شعبها .. شعب لاذنب له دفع غصباً ما لديه.
يأتي شهر رمضان حاملاً الخير والسعادة والفرج واسمى المعاني على الشعوب إلا إن دولة فلسطين مع هذه الأزمات لاتستطيع أن تسعد به وسط مداهمات الاحتلال للبحث عن المستوطنيين وأزمة الكهرباء المستمرة وتدهور الأوضاع الاقتصادية لسكان القطاع خلال الشهر الكريم .

موظفو غزة يستقبلون رمضان بجيوب فارغة

هلّ شهر الخير والبركات وأزمة الرواتب لم تضع أوزارها لتزيد من هموم المواطن وجنون الأسعار وكالعادة تفرغ الأسواق من عامة المتسوقين ولكن للصوم إحتياجاته وللشهر الكريم طقوس وعبادات .

وعلى غير عادتهم خرج الموظفين من السوق بعد ساعات من دخولهم خاليين الوفاض كأن شيء لم يعجبهم وبعد وقت قصير تبين أن السبب هو عدم توفر الأموال بجيبهنا نتيجة الأزمة الخانقة التي تعصف بموظفي حكومة غزة السابقة.

الموظف أحمد سالم كغيره من عشرات الآلاف من الموظفين في حكومة غزة السابقة ينظرون إلى البضائع المكدسة في الأسواق بخجل وبنظرات مؤلمة وحزينة على الحال التي وصلوا إليها.

ويعاني موظفو حكومة غزة السابقة من عدم صرف رواتبهم منذ عدة أشهر، كما ترفض حكومة الوحدة الوطنية صرف رواتب لهم بحجة أن الاتفاق الموقع بين فتح وحماس يقول بأن صرف رواتب موحدة بين غزة والضفة يكون بعد انتهاء اللجنة الأمنية العربية من توحيد الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة وهذا لن يتم إلا بعد أربعة أشهر.

الموظف سالم أكد،أن الظروف الحياتية أجبرته على العمل في مكان أخر غير وظيفته لتوفير لقمة العيش لأطفاله الصغار، داعياً المسؤولين والقادة إلى سرعة التوصل لاتفاق يُنهي أزمة صرف رواتبهم.

وشدد على أن الأوضاع صعبة وحزينة وأن شهر رمضان هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة قائلاً: “ثلاجتي خالية من المعلبات والأجبان والعصائر إلا الفتات منها يكفي فقط لعدة أيام”.

وعود من الحكومة.. والأزمة باقيه

وقد نفى المتحدث باسم حكومة التوافق الفلسطينية، إيهاب بسيسو، حل أزمة رواتب حكومة حماس السابقة في وقت قريب.

وقال بسيسو في تصريحات نقلتها وكالة الرأي التابعة لحكومة غزة السابقة ، إن حل أزمة رواتب موظفي غزة متعلق بالتوصيات التي تصدر عن اللجنة الإدارية المالية التي شكلتها حكومة التوافق لحل القضايا الناجمة عن الانقسام ،وذكر أن الحكومة الجديدة، ستعمل على تشكيل صندوق خاص لدفع رواتب موظفي قطاع غزة، ومازالت الأزمة باقيه .

من جانبه قالت نقابة موظفي غزة انه كلما تأخر صرف رواتب موظفيها فأن سقف مطالبها سيرتفع،وقال نقيب الموظفين محمد صيام ان لا مبرر لتأخير صرف الرواتب، خاصة أن الامر مرتبط بقرار سياسي من الرئاسة، مشيرا إلى أن رواتب موظفي غزة تتراوح ما بين 15-19% من سلم رواتب السلطة وأنها مبالغ ليست كبيرة.

وأضاف صيام أن النقابة ستواصل خطواتها التصعيدية التي أعلنت عنها وبدأتها بالإضراب الشامل بكافة المؤسسات والوزارات الحكومية الخميس الماضي، إلى حين تحقيق كافة المطالب،مبيناً أن عدم تأثر المستوى السياسي بهذه المطالب يؤكد على أن من يتخلى عن مسؤولياته في توفير الرواتب غير معني بغزة وأهلها.

وطالب الجميع بتحمل مسئوليته الكاملة بالضغط على الرئاسة لحل أزمة الرواتب، مؤكدا تواصلهم مع الفصائل والقوى الوطنية لتوصيل المطالب كافة وإتخاذ موقف صريح مع موظفي غزة.

وشدد صيام على أن تصريحات ومواقف وزراء الحكومة في غزة لم ترتقي إلى مستوى تحمل المسئولية الخطيرة التي يعاني منها قطاع غزة، محملهم المسئولية الأولى قبل أي جهة أخرى على اعتبار أنهم يعيشون في غزة وعلى دراية كاملة بحجم معاناة الموظفين.

في رمضان … غزة “منورة بأهلها”

لا شيء غير أهلها يوحي بالنور، فالكهرباء مقطوعة آناء الليل وأطراف النهار، أزمة تدخل شهرها الثامن، غير أنها ومع بداية شهر رمضان تبدو الأقسى على نفوس الصائمين لتثقل كاهلهم وتشغل تفكيرهم وتأخذ من وقتهم متسعا كبيرا في توفير بديل وما أصعبه ، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق ورطوبة لم تسجل في مثل هذا الوقت من العام.
رمضان كريم، هذه هي العبارة التي يحفظها كثير من الناس، ويعتقدون بها لأنه يحمل الخير الكثير للناس، بمختلف طبقاتهم وفئاتهم، غير أن هذه المقولة أصبحت حاجة ملحة لسكان الشريط الساحلي الضيق المحاذي للبحر،فهم محرمون من الإحساس بمتعة هذه الأيام مع تكرار انقطاع الكهرباء خاصة وقت وجبتي الفطور والسحور.

نريد كهرباء فقط

طاف الكيل هي الكلمة الأولى التي قالتها أم أسامة فور سؤالنا لها عن موضوع الكهرباء، فالأمر زاد عن حده وباتت الأعذار التي تطلقها الحكومة هنا وهناك لا تساوي حرارة أجسادنا التي ترتفع كلما انقطعت الكهرباء.

وتضيف أنا كمواطنة لا يعنيني من هو المسئول عن الانقطاع ما افهمه أن يقوم كل ولي أمر بالمهام التي هو موجود على أساسها وليس أن يحمل المواطن فشله في توفير ابسط الاحتياجات الإنسانية مثل الكهرباء.

فالأمر هنا ليس برنامج القطع المعروف لدى الجميع إنما تتحدث عن الانقطاع المفاجئ والرجوع المفاجئ للكهرباء دون أن تقدم الشركة تفسيرا للمواطنين والعلة دائما في زيادة الأحمال، ولا يعلمون أن أحمال قلوبنا قد انفجرت مما يحدث لنا!!.

حلول شركة الكهرباء

يقول مواطن أن انقطاع الكهرباء في غزة المحاصرة ليس بالأمر الجديد ولكن ما فاجأتنا به شركة الكهرباء قبيل شهر رمضان بوضع برنامج يجبرنا أن نفطر يوما ونتسحر يوما بدون كهرباء هو الغريب، أليس هناك من حلول خلاقة لدى هؤلاء المسئولين سوى هذه الطريقة!.

يشاركه الاستغراب مواطن أخر يرى أن المشكلة ليست في انقطاع الكهرباء إنما فيمن يدير جدول قطع الكهرباء، فمن المعروف أن أهم ساعات النهار هي ساعة الإفطار والسحور، وان ما بينهما يبقى رهن بما هو متوفر من تيار كهربائي.

لكن أن تقوم الشركة بوضع برنامج جديد تعتقد هي انه يخفف عنا فتلك هي المشكلة التي لا يعلم فيها المسئولين عن معاناة المواطنين شيئا!.

فيبدو في شهر رمضان الكريم، أن شركة الكهرباء ماضية في نهجها الاستفزازي لمشاعر الجماهير في المحافظات والقرى والحواري في قطاع غزة، فبعد أن كانت تعمد طوال السنوات الماضية إلى تقنين إمدادات الطاقة الكهربائية إلى حدود غير مرحب بها من قبل المستهلكين، اعتمدت هذه الشركة توجهاً جديداً على خلفية تطوير آليات عملها، إذ تبنت احد أكثر السبل تأثيراً في مهمة إلحاق الضرر بالمواطنيين.

نكهة رمضان تحت ظل الاحتلال..!!

بدأت غالبية الدول العربية والاسلامية تستعد لاستقبالشهر رمضان ،ولصيام هذا الشهر الكريم ففي الأراضي الفلسطينية نكهةٌ خاصة في ظل الإحتلال الذي يعيشه شعب هذا البلد .

يحظى شهر رمضان بين أشهر السنة الهجرية بموقعه المتميز في قلوب المسلمين،فهو شهر للعبادة والصوم وأعمال الخير، وفي مقدمتها الموائد الرمضانية المخصصة للفقراء والمحتاجين،كما ينقي هذا الشهرالفضيل القلوب ويعيد دفء العلاقات الى أفئدة المتخاصمين.

فبالرغم من كل الظروف القاسية التي يعاني منها الفلسطينيون فالكل يبذل ما في وسعه من أجل استقبال هذا الشهر الكريم بالشكل الذي يستحق.

ففي فلسطين يأتي رمضان والاحتلال ما يزال جاثما على قلوبهم ،فهم يعانون أوضاعا مادية هي الاسوأ منذ سنوات بسبب حصار غزة واستمرار القوات الاسرائيلية في التضييق على فلسطينيي الضفة، فلم يمنعهم ذلك من إنارة وتزيين شوارع المدن الفلسطينية. بينما يتنافس باعة الحلويات والمواد الغذائية على الزبائن في محاولة للتعويض عن فترة الكساد السابقة.

ورغم كل المصاعب السياسية والاقتصادية التي تعاني منها بعض البلدان العربية والاسلامية مايزال شهر رمضان يحتفظ ببهجته وبريقه.

فهو شهر للعبادة والخير والمحبة وهو يساعد في الابتعاد عن الخطايا والتقرب من الفضيلة

الأطفال وبهجة رمضان

الأطفال في مدن غزة وشوارعها عبّروا بطريقتهم الخاصة وبألعابهم المتواضعة التي صنعوا معظمها بأيديهم من فوانيس عن فرحتهم بحلول شهر رمضان المبارك دون وجود ما يثير خوفهم من قذائف وطائرات وصواريخ كانت تطلقها قوات الاحتلال.
لكن الطفل علاء وليد (11 عاماً) لم يُخفِ مخاوفه من أنْ تجدّد قوات الاحتلال قصفها للأطفال وجرائمها، ويقول وعيناه تنظر إلى السماء فيما يحيط به رفاقه الذين كانوا يلعبون بالمفرقعات النارية: “إننا ما زلنا نشعر بالخوف فالطائرات لا تفارقنا”.
ولم يصدّق عشرات الأطفال من سكان المناطق المحرّرة أنفسهم وهم يحمِلون فوانيس رمضان يتجوّلون بها في الشوارع وسط صيحات “الله أكبر” و”رمضان كريم” حيث أمضوا معظم ليلتهم في الشوارع وعلى أسطح المنازل في انتظار المسحراتي الذي افتقدوه لعدة سنوات جراء محاصرتهم وعزلهم عن بقية المدن في محافظات غزة.

الحلم بإنسحاب قوات الاحتلال

مازال يحلم الفلسطنييون بإنسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية، ويأملوا أن يسمعوا مدفع الإفطار بعيداً عن الغارات الإسرائيلية التي طالما أقلقت حياتهم وعكرت أجواء رمضان الكريم.

وكغيرها من البلدان تصحو فلسطين على صوت “المسحراتي” بطقوسه المصاحبة لقدومه كالنقر على الطبل بقوة، وذكره لله عز وجل، والأناشيد الرمضانية العذبة التي تُوقظ النيام: “اصحى يا نايم.. وحد الدايم”، وتشعرهم بجمال هذا الشهر وأهمية “المسحراتي” بعيداً عن نغمات الجوالات المتعددة والمختلفة.

في فلسطين ،حيث تصدح المساجد بالدعاء والابتهالات معلنة الصيام، ويتجه المسلمون إلى المساجد ليؤدوا صلاة التراويح، وتخرج جموع الأطفال تحمل الفوانيس التي تعد من التقاليد القديمة السارية المفعول حتى اللحظة، ويحرص أولياء الأمور على إدخال البهجة على نفوس أطفالهم من خلال شرائها لهم.

ويأملوا أن يبدأ شهر رمضان في فلسطين من مدينة القدس، حيث المسجد الأقصى الذي أصبح الوصول إليه بالنسبة للقادمين من خارج المدينة ضربا من المستحيل، فالحواجز العسكرية وانتشار جنود الاحتلال على الطرقات وإغلاق مداخل المدينة أمام زوارها المسلمين، كل ذلك، جعل المدينة المقدسة معزولة عن العالم.

المصدر: شبكة فراس الاعلامية

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن