خطة ترامب تعثرت في قلقيلية.. ومن المفترض أن تنتهي في سماء الخليج

نتنياهو وترامب

نشر موقع “المونيتور” الإسرائيلي تقريرا حول مبادرة ترامب بخصوص القضية الفلسطينية، جاء فيه:

بعد أكثر من عام على وصول دونالد ترامب للرئاسة لا زال الضباب الكثيف يغطي مبادرته المستقبلية للشرق الأوسط، ووفقا لبعض المصادر فإن كوشنير كان قد صرح أن المبادرة ستكون جاهزة خلال أسبوعين، ومع ذلك مضت الفترة دون أن يظهر أس شيء.

وعلمت “المونيتور” أن نية ترامب بالأساس كانت إطلاق المبادرة في يناير 2018، ومن خلال حفل كبير في واشنطن يشارك فيه كل من محمود عباس وبنيامين نتانياهو، بالإضافة لممثلين عن السعودية والإمارات ومصر والأردن وعدة دول لا تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل، وكذلك ممثلون عن المجتمع الدولي والرباعية.

كما يبدو ان الحديث عن يناير لم يعد واقعي، وكما يبدو أن جزء من أسباب التأخير هو حشد أكبر قدر ممكن لها على المستوى الداخلي، من خلال تحالفات مؤيدة للمبادرة داخل المجتمع السياسي الإسرائيلي، كما وأن هناك أمر آخر يجب تحقيقه قبل الإعلان عن المبادرة ويتعلق بالشأن الفلسطيني الداخلي وهو منح الفلسطينيين مجموعة من التسهيلات التي تساهم في حشد رأي عام مساند للسلام.

ومن أجل استئناف المفاوضات، طلب من جميع الأطراف إعطاء الوسيط الأمريكي نوع من الأمل بأن الأطراف ككل تريد التقدم في موضوع حل القضايا العالقة. وتعهدت إسرائيل بالتمهيد للتجميد “الهادئ والجزئي” للبناء في الضفة الغربية واتخاذ خطوات ملموسة على أرض الواقع لصالح الفلسطينيين. ووعدت السعودية والإمارات العربية المتحدة بالمشاركة في مراسم الافتتاح لإجراء اتصالات مباشرة مع إسرائيل ومنحها بعض التسهيلات مثل الحق في الطيران فوق أراضي المملكة العربية السعودية ودول الخليج.

ما يعيق العمل برمته هو حزمة من “الخطوات على الأرض” التي وعدت بها إسرائيل، والتي تواجه صعوبة في التنفيذ. وينبغي أن تشمل هذه الخطوات نقل مناطق معينة في الضفة من التصنيف (ج) إلى تصنيف(ب)، الأمر الذي سيمكن الفلسطينيين من بناء هذه المناطق وتطويرها.

وأول ما يجب تنفيذه هو تنفيذ “خطة قلقيلية”، التي قدمها وزير جيش الاحتلال أفيجدور ليبرمان إلى مجلس الوزراء، والتي سيتم في إطارها توسيع المنطقة المحيطة لمدينة قلقيلية، وسوف تكون المدينة قادرة على التطور بشكل كبير. والخيار الثاني هو منح التصريح لـ 000 20 وحدة سكنية فلسطينية تم بناؤها بصورة “غير مشروعة” في المنطقة (ج). أما الخيار الثالث فهو نقل المنطقة من تصنيف (ج) إلى تصنيف (ب) في شمال الضفة، في المناطق التي أخلت فيها إسرائيل أربع مستوطنات في عام 2005

كان من المفترض أن يقوم غرينبلات بنفسه بجولة في المنطقة مع منسق أنشطة جيش الاحتلال في المناطق الفلسطينية، اللواء يواف موردخاي، في مايو 2017. تأجلت الجولة بعد تسريبها إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وحتى الآن لم ينجح نتنياهو في تنفيذ أي من هذه الخيارات. رفضت الجناح اليميني في الحكومة الإسرائيلية،الموافقة على “خطة قلقيلية”. كما وعارض إعطاء تصاريح للبناء في مناطق (ج). وفيما يتعلق بنقل الاراضي فى شمال الضفة، أوقف نتانياهو مؤخرا مشروع قانون عكسي يهدف الى الغاء فك الارتباط بأثر رجعي وإعادة المستوطنات الاربعة التى تم اخلاءها. من هنا حتى نقل الأراضي إلى الفلسطينيين، الطريق طويل.

وكان أبو مازن دعي الاسبوع الماضي الى زيارة عاجلة ومثيرة للدهشة للرياض. وذكرت مصادر فلسطينية أن أبو مازن تلقى رسالة من كوشنير، وجاء في الرسالة، تهديد لأبو مازن بأنه يجب عدم رفض المبادرة وأن أمريكا تتوقع رد إيجابي عليها وإذا ما كان ملاحظات فيتم مناقشتها لاحقا.

التقييم بين المصادر الدبلوماسية المشاركة في العملية هو أن مبادرة السلام الأمريكية لن تخرج دون موافقة نتنياهو. وثمة شيء آخر يجب معرفته هو أن الرئيس ترامب قد يغير رأيه في آخر لحظة ويتخلى عن المبادرة.

إن موقف نتنياهو في سياق هذه المبادرة حساس بشكل خاص. ويمكن لنتنياهو أن يستخدم ذلك من أجل وقف موجة التحقيقات الجنائية التي ترتفع ضده بشكل متسارع، إيمانا منه بأن عملية سياسية هامة، وكذلك حل إقليمي، يمكن أن تزيل سكين المدعي العام عن عنقه.

ماذا ستشمل المبادرة نفسها؟ ووفقا لمصادر مختلفة فإنه سيتم إجراء مفاوضات إقليمية على ثلاثة مسارات: إسرائيلية-فلسطينية، وبين الإسرائيلين والعالم العربي والعالم. وقد تعيد المبادرة تعريف مفهوم “السيادة” بطريقة تمكن الإسرائيليين والفلسطينيين من تقاسمها بشكل خلاق. وقد تعيد المبادرة إحياء فكرة كونفدرالية فلسطينية أردنية، وربما حتى فكرة كونفدرالية فلسطينية أردنية إسرائيلية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن