خلافات أيديولوجية تنذر بإنهيار تحالف المعسكر الصهيوني

هرتسوغ نتنياهو ليفني

يتوقع مراقبون إسرائيليون أن ثمة احتمالات معقولة بأن تشهد الفترة المقبلة حل تحالف المعسكر الصهيوني الوسطي، الذي يضم حزبي العمل برئاسة يتسحاق هيرتسوغ، والحركة برئاسة تسيبي ليفني.

ويشير المراقبون إلى أن تلك الخطوة ستأتي على الأرجح في إطار ترتيبات لانضمام المعسكر للائتلاف الحكومي، بعد أن تيقن الجناح المؤيد لهذه الخطوة استحالة إتمام صفقة من هذا النوع في ظل التركيبة الحالية، لا سيما أن هناك معارضة كبيرة من قبل تيار تقوده شيلي يحيموفيتس، الرئيسة السابقة لحزب العمل، وكذلك النائبة ليفني.

وبحسب القناة الإسرائيلية الثانية، فقد استند هؤلاء إلى حقيقة التغير المفاجئ في مواقف عضو الكنيست إيتان بروشي، النائب عن المعسكر الصهيوني، وأحد أبرز المؤيدين للانضمام للائتلاف اليميني الذي يقوده حزب الليكود، بعد أن أشار خلال مؤتمر عقد أمس الجمعة، إلى أن هناك تيارا داخل التحالف يعادي الفكر الصهيوني، وأن هذا الوضع لا يمكنه أن يستمر.

وهدد بروشي، وهو سياسي بارز وأحد الداعمين للاستيطان اليهودي بالأراضي المحتلة،  بالانسحاب هو ومن معه من نواب يؤمنون بالفكر ذاته، من حزب العمل، والانضمام إلى حزب آخر، مؤكدا أنه لن يسلم بالبقاء داخل حزب يضم تيارا معاديا للفكر الصهيوني، لا سيما بشأن الاستيطان.

وأثار موقف بروشي عاصفة سياسية جديدة داخل المعسكر الصهيوني، ولهذا السبب ذهب المراقبون، بحسب القناة الثانية، إلى أن الحديث يجري هنا عن الشرارة الأولى التي سيتبعها حل هذا التحالف، الذي يشكل أكبر الكتل المعارضة بالكنيست، وكان بمقدوره أن يكتسح الانتخابات العامة الأخيرة، التي أجريت في آذار/ مارس من العام الماضي، لو أجاد قائده هيرتسوغ إدارة حملة انتخابية شرسة ضد الليكود.

وتطرق بروشي خلال المؤتمر الذي عقد في كيبوتس عين شيمر، وضم المئات من أعضاء المجالس الاستيطانية والمستوطنات التعاونية، إلى كون التحالف الذي يضم حزبي العمل والحركة لم يكن ليرى النور دون دعم هؤلاء المستوطنين، الذين منحوه على الأقل من أربعة إلى خمسة مقاعد بالكنيست، وأنه في حال لم يوضح حزب العمل أنه يؤيد الاستيطان ويدعمه فإنه ينبغي البحث عن حزب بديل.

ولفت إلى أنه سيكون من الصعب الحديث حاليا عن تأسيس حزب جديد، ولكن وجود أناس يعادون الفكر الصهيوني والاستيطان داخل حزب العمل يعني حتمية الخروج من هذا الحزب.

هيرتسوغ شريك خفي لنتنياهو

ولا تعتبر تلك هذه المرة الأولى التي تظهر فيها بوادر خلافات حادة داخل المعسكر الصهيوني، تنذر بتفككه، فقد توقع محللون إسرائيليون في أيار/ مايو الماضي أن يتخذ هيرتسوغ قرارا نهائيا بحله والانضمام للائتلاف الذي يقوده حزب الليكود وعلى رأسه بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية.

وعبر المحللون حينذاك عن اعتقادهم بأنه حتى في حال عدم الانضمام أيضا بناء على موقف النائبة ليفني الرافض، فإن مصير المعسكر الصهيوني أصبح مجهولا، نظرا لأن زعيمه دافع خلال الشهور الأخيرة عن مواقف حكومة نتنياهو في المحافل الدولية أو داخليا، وبدا كشريك خفي لرئيس الحكومة الإسرائيلية.

وشهد مطلع العام الجاري خلافا كبيرا للغاية داخل حزب العمل، على خلفية مبادرة هيرتسوغ الرامية لتأجيل حل الدولتين، والعمل على فصل الأحياء العربية بمدينة القدس المحتلة، وهو ما دفع النائبة يحيموفيتش، للقول إن مبادرة وريثها في المنصب تعني أنه لا وجود للمعارضة في إسرائيل، وأنه في حال كانت هناك معارضة، فإنها حتما ليست الممثلة حاليا بالكنيست.

واعتبرت يحيموفيتش وقتها أن رئيس الحزب الذي تنتمي إليه حاول بذلك كسب تعاطف اليمين الإسرائيلي، مؤكدة أن محاولاته تلك ستبوء بالفشل، ومشيرة إلى أنه فقد مصداقيته، لأن كل شخص ينتمي لليمين ولديه قدر من الثقافة يدرك ما الذي يحاول هيرتسوغ تحقيقه، وينظر إلى مواقفه بسخرية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن