دحلان: داعش تستهدف المجتمع الدولي بالكامل.. وإن لم تستفيقوا ستكون النهاية

دحلان

الوطن اليوم / عقدت جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربي بالتعاون مع “معهد الآفاق والأمن في أوروبا ” للدراسات الإستراتيجية، ندوة في البرلمان الفرنسي في باريس تحت عنوان: “التحديات الامنية الجديدة من الشرق الأوسط حتى أوروبا”.

وقد تم النقاش خلال هذه الندوة قضايا الإرهاب وانتشاره وسبل مواجهته وقد شارك فيها سياسيون وأساتذة جامعيون وخبراء اقتصاد وإعلاميون من بينهم محمد دحلان عضو اللجنة المركزية بحركة فتح وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني٬ والنائب فيليب فوليو سكريتير لجنة الامن والدفاع في البرلمان الفرنسي.

وأكد دحلان، أن الأسرة الدولية أمام نوع جديد من الإرهاب لم يعرف له مثيلا في السابق وهو أرهاب لم يعد يكتفي بضرب الرموز ومؤسسات المجتمعات العربية والغربية على غرار ما فعلت القاعدة ولكنه اصبح مع داعش ارهابا شموليا يستهدف المجتمع الدولي بكل مكوناته. كما أن خطر الإرهاب لم يعد محصورا في منطقة معينة خصوصا انه استطاع التغلغل في المجتمعات الغربية وجذب المناصرين والمؤيدين من الفئات الشبابية في مجتمعات ليس لها رابط ديني مباشر بالعقيدة الجهادية المستندة الى الدين ولم تكن تتوفر فيها الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الصعبة على ما هي في العالم العربي.

وقال دحلان إن خطر داعش هو في قدرتها على إغراء الشباب من هذه المجتمعات وتنجيدهم لنقل الجهاد وادخاله إلى المجتعات الغربية كما حصل في فرنسا والدنمارك مؤخرا. معتبرا ان هذه الاحداث ليست سوى البداية اذا لم يستفق المجتمع الدولي ويوحد جهوده مع بعض بلدان العالم العربي التي تتصدر حاليا الحرب على داعش في سوريا والعراق. وقد ذكر على سبيل المثال مشاركة الامارات والأردن في التحالف الدولي وكما يفعل الجيش المصري في سيناء.

وأضاف: إننا اصبحنا في نفس المعركة لان النار بدأت “تلتهم منازلكم كما التهمت منازلنا”. واسف لكون بعض الدول الغربية اصبحت حزانا للجهاديين تصدرهم الى منطقتنا كاشفا ان ١٥ الف مقاتل من ٩٦ دولة انضموا الى منظمات متطرفة وبعض هؤلاء المقاتلين لا تربطهم اي صلة بالاسلام. وقد تخوف دحلان من حدوث إعتداءات إرهابية داخل اوروبا في العام ٢٠١٥ اذا لم تكن المعالجة سريعة وحاسمة.

وانتقد دحلان سياسة بعض العواصم الغربية التي استغلت حركات الأصولية لغايات سياسية ولم تتخذ موقفا واضحا من بعض دول المنطقة التي تغذي هذه الحركات وخص بالذكر تركيا التي يعتبرها الغرب حليفا له ولكنها تعمل على إحياء سياساتها التوسعية في سبيل اعادة بناء حلم الامبراطورية العثمانية واستند إلى بعض الوقائع الميدانية كاشفا ان حكومة اردوغان تغض الطرف عن استخدام المقاتلين المتطرفين لاراضيها للإنتقال الى سوريا والعراق.

وعن الدعم الأوروبي العسكري والديبلوماسي الواجب اتخاذه لمساعدة مصر في مواجهة الارهاب، قال دحلان إن هذا الدعم يجب أن يبدأ من مجلس الأمن التي تسعى من خلاله مصر للحصول على قرار أممي بتشكيل تحالف لمحاربة التنظيمات الارهابية في ليبيا على غرار التحالف في سوريا والعراق.

بدوره، قدم النائب الفرنسي فيليب فوليو، قدم عرضا عن التنظيمات الارهابية الناشطة في المنطقة، وقال إن لديها امكانات تفوق كل الامكانات التي حظيت بها أي منظمة ارهابية ومتشددة من التي عرفناها في السابق ولا بد لنا أن نتحرك بشكل موحد ضمن الأسرة الدولية بسرعة وبفعالية لكي تكون لنا حظوظ واقعية في كسب هذه المواجهة.

سكريتير لجنة الدفاع في البرلمان الفرنسي شدد على عامل الوقت في هذه المعركة وقال ان المواجهة تكون ميدانية من خلال العمل العسكري وسياسية من خلال وضع رؤية واضحة تستند الى استراتيجية بعيدة الأمد وانتقد في هذا الاطار السياسة الخارجية الفرنسية التي غالبا ما تقوم على رد الفعل والانسياق أمام مزايدات سياسية واعلامية من دون دراسة قضايا استراتيجية في العمق قبل اتخاذ القرار.

في المقابل قدم ايمانويل ديبوي رئيس المعهد الاوروبي للأمن عرضا تاريخيا لواقع المنطقة العربية منذ اتفاقات سايكس بيكو معتبرا ان اعادة رسم خارطة المنطقة أدى إلى نشوب نزاعات اتنية وعقائدية كبيرة سمحت مع الوقت الى ظهور شبكات ومنظمات اجرامية تحولت في زمننا الحاضر الى منظمات ارهابية وحمّل اوروبا والغرب جزء من المسؤولية عما وصلنا إليه متسائلا عما إذا كنا نشهد الأن انهيار كيان الدولة الأمة.

أما الباحث جورج استفنار فرأى أن التحدي الأول الذي تواجهه أوروبا في محاربة الارهاب هو عدم استكمال بناء مؤسسات واجهزة اوروبية لمواجهة مثل هذه الاخطار. واعتبر ان المؤسسات الاوروبية الحالية المتخصصة في هذا المجال لم تعد مؤهلة لان حجم الارهاب تغير واصبحت اوروبا تواجه مشكلة الارهاب في اراضيها ولم تعد تواجه خارج اراضيها.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن