رياح الانتخابات الإسرائيلية ترحل “صفقة القرن”

رياح الانتخابات الإسرائيلية ترحل

لا تقتصر تأثيرات فشل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في تشكيل حكومته المقبلة وحل الكنيست، على الأوضاع إسرائيليًا فقط، إنما قد تكون “المسار الأخير” في نعش الخطة الأميركية لتسوية القضية الفلسطينية، المعروفة باسم “صفقة القرن”، بحسب تعبير صحيفة “هآرتس”، اليوم، الجمعة.

واستبعد مسؤولون أميركيون، بحسب ما نقلت عنهم وسائل إعلام إسرائيلية، أن يُعلن عن الخطة قريبًا، بسبب دخول الولايات المتحدة عامها الانتخابي (2020)، بعيد تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، المتوقع في تشرين ثانٍ/ نوفمبر المقبل، ما يعني أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لن يعلن عنها أثناء حملته الانتخابية.

ونقل موقع “جيروزاليم بوست” عن السفير الأميركي السابق في تل أبيب، دان شابيرو، قوله إنّه “كان واضحًا أثناء الانتخابات التي انتهت لتوها أن نتنياهو لا يريد لخطة السلام أن تعرض قبل انتهاء المعارك الانتخابيّة (المقبلة)، في حال كان عليه أن يوافق على شيء يدينه سياسيًا”، وأضاف شابيرو “أثناء مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي، عندما تكون الأمور غير مستقرة، فمن المستحيل الدفع بعملية السلام… ما يعني أننا لن نرى خطة السلام ليس قبل 17 أيلول/ سبتمبر، إنما ليس قبل نوفمبر، عندما تتشكل حكومة جديدة”.

لكن ذلك لا يعني، بحسب شابيرو، أن طرحها بات مؤكدًا في نوفمبر المقبل، “لأنه حينها، سيكون على ترامب التفكير كيف سيؤثر عرض الخطة على مستقبله السياسي، خصوصًا إن طلب من إسرائيل التوصل إلى تسويات كبرى، ما سيفقده دعمه قاعدته التصويتية”.

واستنتج شابيرو “لن نرى صفقة القرن هذا العام… وربما للأبد”.

أما بخصوص ورشة البحرين الاقتصادية، فرجح شابيرو أنها ستعقد، لكنه قلل من “تأثيرها المحدود”، معللًا ذلك بأنه “لا أحد سيصرف أموالا حقيقية وسيكون داعمًا لخطّة اقتصاديّة ما لم ترافقها خطة سياسية”.

من جهتها، ذكرت صحيفة “هآرتس” أن العوائق السياسية الإسرائيلية من الممكن أن تكون “المسمار الأخير” في نعش صفقة القرن، “في أيلول/ سبتمبر الماضي، قال ترامب في خطابه أمام الأمم المتحدة إن الخطة ستعرض قبل شباط/ فبراير 2019. لكن بسبب ذهاب إسرائيل إلى انتخابات استجاب البيت الأبيض لجدول نتنياهو السياسي وأجل موعد عرضها. والآن، البيت الأبيض مجبر على التراجع أمام جدول المواعيد الإسرائيلي الجديد، ولن يكون مفاجئًا إن أعلن البيت الأبيض عن إرجاء إضافي”.

وذكرت الصحيفة أن ترامب خلال الانتخابات الأخيرة “شارك بنشاط في دعم نتنياهو. بدايةً بالتغريدات، والصور واللقاءات وحتى لحظة الذروة: الاعتراف الأحادي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، قبل الانتخابات الإسرائيلية بأسبوعين”، واستنتجت الصحيفة أن تعامل ترامب هذا “عزز شكوك القيادة الفلسطينية التي تعتقد بانحياز الخطة الأميركية وأحاديتها”.

وصادف الإعلان عن حل الكنيست مع وجود كبير مستشاري البيت الأبيض، جاريد كوشنر، ومبعوث الرئيس الأميركي للمنطقة، جيسون غرينبلات، في البلاد، ما حدا بهما إلى البحث مع نتنياهو، أمس الخميس، في تأثير الأوضاع السياسيّة في إسرائيل على فرص نجاح “صفقة القرن”.

وفي اللقاء الذي عقد في مقر نتنياهو في القدس المحتلة، أكد كوشنر على التزام الولايات المتحدة الأميركية بأمن دولة إسرائيل، فيما شدد نتنياهو على أنه سيواصل التعاون مع الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، رغم التوترات على الساحة السياسية في إسرائيل، وأكد أن “التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل أقوى من أي وقت مضى، بل إنه سيتعزز”.

وفي سياق متصل، عبر ترامب عن أسفه لفشل نتنياهو في تشكيل الحكومة الإسرائيلية، وقال في تصريح للصحافيين من البيت الأبيض: “بد أن نتنياهو فاز وانتهى الأمر”، وتابع: “إنه شاب رائع، وإنه لأمر مؤسف أنهم سيعودون إلى الانتخابات، لديهم ما يكفي من المشاكل والمتاعب، إنه مكان صعب، خسارة”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن