زواج الأقارب والأمراض الناتجة عنه

زواج الأقارب والأمراض الناتجة عنه
زواج الأقارب والأمراض الناتجة عنه

زواج الأقارب قد يؤدي إلى زيادة نسبة حدوث الأمراض لدى الأطفال، خاصة الأمراض الوراثية الناجمة عن اكتساب الجينين المسؤولين عن المرض معا تعرف الجينات بأنها الوحدات الأساسية للوراثة في الكائنات الحية، فهي تحمل المعلومات التي تحدد الصفات والخصائص المختلفة لدى الفرد والمنقولة من الوالدين.

تعد احتمالية الحصول على هذين الجينين أكبر في حالة زواج الأقارب؛ وذلك بسبب زيادة احتمالية وجود هذا الجين لدى كل منهما، وتتنوّع الأمراض الوراثية المحتملة بسبب زواج الأقارب.

وفيما يلي نطرح بعض الأمثلة عليها:

 

بيلة الفينيل كيتون (Phenylketonuria)

تحدث هذه الحالة الوراثية النادرة بسبب طفرة جينية في الجين المسؤول عن تصنيع الإنزيم الذي يكسر إحدى الأحماض الأمينية في الجسم، وهو حمض الفينيل آلانينن (Phenylalanine)، وبسبب غياب الإنزيم المسؤول عن تكسيره، فإنّ تناول الشخص للأطعمة المحتوية على هذا الحمض يتسبب بارتفاع مستواه في الجسم، وظهوره في البول، ولكي يرث الطفل هذه الحالة يجب أن يحمل كل من الأم والأب الجين المسؤول عنه لنقله للطفل.

المهق (Albinism)

هو أحد الاضطرابات الوراثية النادرة التي تتسبب قلة لون الجلد أو لون الشعر أو لون العينين أو انعدامها، كما يرتبط بمشاكل في الرؤية، وينتج هذا المرض بسبب وجود مشكلة بإحدى الجينات التي تتنتج صبغة الميلانين مما قد يؤدي إلى عدم إنتاج هذه الصبغة أو انخفاض كميتها، ويمكن أن يزداد خطر الإصابة بالمهق إذا كان الوالدان مصابين بالمهق مسبقا أو يحملون الجين المسؤول عنه.

فقر الدم المنجلي (Sickle cell anemia)

هو اضطراب وراثي في خلايا الدم الحمراء ينجم عن عدم توفر خلايا دم حمراء سليمة بعدد كاف لحمل الأكسجين في الدم، وذلك بسبب اختلاف شكل الخلايا عن شكلها الطبيعي، وبسبب هذا الاختلاف تعلق خلايا الدم الحمراء في الأوعية الدموية الصغيرة وتلتصق بها، مما يقلل أو يمنع من تدفق الدم عبر هذا الأوعية، وبالتالي يؤثر على وصول الدم إلى أجزاء الجسم.

وتجدر الإشارة إلى أن حدوث هذا الاضطراب ينتج عن طفرة في الجين المسؤول عن تصنيع بروتين الهيموجلوبين، وهو البروتين المسؤول عن حمل الأكسجين في الدم والذي يُكسبه اللون الأحمر أيضا، ولإصابة الطفل بهذا المرض يجب أن يحمل كلا الوالدين الجينات المسؤولة عنه.

التليف الكيسي (Cystic fibrosis)

يعد التليف الكيسي حالة وراثية تصيب الطفل عندما يكون لدى كلا الوالدين الجين المسبب له، وهو مرض مهدد للحياة يؤثر على صحة الجهاز الهضمي والرئتين، إذ يتسبب بإنتاج الجسم لمخاط لزج وسميك يملأ الرئتين، مما يؤثر على عملها، وقد يتسبب بانسداد البنكرياس أيضا، وتجدر الإشارة إلى أن علاج هذا المرض يركز على تخفيف الأعراض وتحسين حالة المصاب، إذ لم يكتشف علاج للشفاء منه إلى الآن.

كيف تنتقل الأمراض الناتجة عن زواج الأقارب؟

تنتقل عن طريق الجينات، فبعض الأمراض تحتاج لوجود جينين عند الفرد حتى يصاب بالمرض، وفي حالة زواج الأقارب تكون نسبة امتلاك الأبوين لنفس الجين أكبر، مما يعمل على زيادة احتمالية توريثها للأبناء، كما يمكن أيضا للآباء الأصحاء نقل الجينات التي قد تسبب حالة مرضية معينة لأطفالهم في حال كان كل من هذين الوالدين يحملان جينا واحدا غير طبيعي، وفي هذه الحالة يسمى الوالدان حاملان صحيان، فقد يصاب الطفل حتى إذا كان الوالدان أصحاء ولا تظهر عليهم أي أعراض بوجود أمراض أو اضطرابات، كما قد يولد طفل سليم في حال حملهم لهذه الجينات، وفي ما يلي شرح مُبسط لكيفية تأثير هذه الجينات على الطفل في حال كان كلا الوالدان أصحاء، ولكن يحملان جين الإصابة:

• يولد الطفل حاملا للمرض بنسبة 50%، وهي النسبة الأكبر في حال أخذ الجين غير الطبيعي من أحد الوالدين والجين الطبيعي من الآخر.

• يولد الطفل سليم وغير حامل للمرض بنسبة 25% في حال أخذ الجين الطبيعي من كلا الوالدين.

• يولد الطفل مصابا بنسبة 25% في حال أخذ الجين غير الطبيعي من كلا الوالدين.

هل زواج الأقارب يسبب متلازمة داون؟

يمكن أن يكون زواج الأقارب عامل خطر جديد للتسبب بمتلازمة داون؛ وذلك لأن خطر عدم انفصال الكروموسوم 21 المسؤول عن هذه الحالة يكون أكبر في العائلات التي لديها صلة قرابة.

هل زواج الأقارب يسبب تشوه الجنين؟

يمكن أن يزيد زواج الأقارب من مخاطر التشوهات أو العيوب الخلقية للأطفال بنسبة 3%-6%، ولكنّ هذا الخطر لا ينطبق على جميع الحالات.

أيهما أفضل زواج الأقارب أو الغرباء؟

غالبا ما يفضل زواج الغرباء على زواج الأقارب الذي يزيد من فرص حدوث أمراض وراثية معينة، خاصة أن هذه الأمراض تحتاج لوجود جينين لظهورها، ففي حالة زواج الغرباء يزيد الاختلاف في الحمض النووي للطفل، مما يعمل على التقليل من نسبة حدوث هذه الأمراض.

هل توجد فوائد لزواج الأقارب؟

تظهر فوائد زواج الأقارب مثلما تظهر الأضرار أو الأمراض الناتجة عن هذا الزواج، فكل الحالات التي تحتاج لجينين لظهورها تكون أكثر عرضة للانتقال عند تزاوج الأقارب، فمثلا ظهر في اليابان انخفاضا بنسبة 14.3% في الحساسية لنسل إحدى العائلات نتيجة هذا التزاوج، بالإضافة لأفراد آخرين ظهر لديهم انخفاض في مرض التهاب الكلى الوراثي بنسبة 23.9%، أيضًا يمكن للأشخاص الذين يمتلكون لياقة بدينة عالية أن يكون لنسلهم مستوى أعلى بكثير في اللياقة البدنية من مستوى متوسط عامة السكان.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن