زوجة الأسير علاء الهمص تزوره وتعود محملة بآلام مرضه

في منزل الأسير علاء الهمص 39 سنة بمدينة رفح، أمٌ وأربعة أطفال يبتلعون جراح والدهم الذي غيبته سجون الاحتلال عن عالمهم، فيقاسموه همه وآلامه ساعةً بساعة.

يعاني الأسير علاء الهمص من أمراض عدة، أهمها مرض “السلّ” و”ضعف البصر” و”الغدد الليمفاوية”، ويقبع الآن في سجن “نفحة”، بعد أن حكمه الاحتلال قبل 6 سنوات بالسجن 29 سنة.

وتحمل أخبار السجون في الآونة الأخيرة أنباءً غير سارة عن الأسير الهمص، حتى أصبح يعد من أصحاب الأمراض الخطيرة والمزمنة، وهو الذي اعتقل سليماً معافى من أي مرض.

ويتهم الاحتلال الهمص أنه ناشط بارز في كتائب شهداء الأقصى، شارك في عدة عمليات للمقاومة، وأنه اعتقله خلال محاولته تنفيذ عملية للمقاومة شرق رفح قبل عدة سنوات؛ حيث أمضى فترة تحقيق قاسية، حكم عليه بعدها 29 سنة.

أمراض السجون

زارت “أم إبراهيم” زوجها قبل شهرين، وعادت بكثير من القلق على حالته الصحية؛ فقد تدهورت أحواله بدءًا من فقدانه الرؤيا بشكل شبه كامل في عينه اليسرى، وصولاً لتضخم غدده “الليمفاوية” ومرض “السلّ”، والخشية مما هو أعظم.

التقت بزوجها في التاسع عشر من نوفمبر، ورأت حاله أكثر سوءًا، فتفاجأت بضعف بصره في عينه اليسرى بنسبة 80%، واشتداد مرض “السلّ” والغدة “الليمفاوية”، بينما يرفض الاحتلال إجراء التحاليل لتضخمها، وهو ما تخشى من تدهوره لورم مجهول.

حين اعتقل الهمص؛ لم يكن يعاني من أي مرض، لكن فترة عزله المقدرة بستة أشهر بعد سنة من اعتقاله؛ حولت مسار حياته الصحية، فبدأت بضعف عينه اليسرى، ثم بدأت شكواه من أمراضه المتلاحقة.

وتقول “أم إبراهيم”، إن المحامين والمؤسسات المختصة بشؤون الأسرى كانت تزور الهمص وتحمل أخباره المفصلة لها، لكنها منذ فترة تعيش حالة قطيعة، فلا تعرف إلى أين وصلت حالته الصحية.

تكرر ذهاب الأسير علاء إلى عيادة سجن “الرملة”؛ لكن مصلحة السجون لا تقبل أن تقدم له العلاج المناسب، شأنه شأن مئات الأسرى الذين لا يحصلون سوى على “المسكنات”.

مهدد بالموت

ويقول شفيق أبو معمر ممثل جمعية واعد للأسرى والمحررين في رفح، إن الأسير الهمص تدهورت حالته بعد إهمال مصلحة السجون حالته الصحية، حتى وصل مرحلة خطرة، فكان آخر شهداء الإهمال ميسرة أبو حمدية.

وأوضح أن مصلحة السجون تسببت في استشهاد 100 أسير، جراء الإهمال الطبي المتعمد، بينما أخضعت المئات منهم لتجارب أدوية مجهولة، أدت لمرض وشلل الكثيرين، بعضهم استشهد بعد خروجه، مثل الشهيد أشرف أبو ضريّع.

وأضاف: “الهمص ممنوع من الزيارة، ولديه تضخم في الغدة الليمفاوية ومرض السل، و6 من أولاده لم يزوروه من سنوات، وهو واحد من أكثر أسرى مدينة رفح معاناة في الآونة الأخيرة”.

ويحتفظ عبد الناصر فروانة، المتخصص في شئون الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى، بكثير من التفاصيل التي ترده يومياً عبر تقارير القانونيين وزيارات السجون، وتواصله مع أطراف متخصصة أخرى.

لا يجد فروانة جديد في ملف الأسرى المرضى، سوى تدهور الوضع بشكل غير مسبوق، وهو وصف غير مبالغ فيه، كما يقول، بل هناك تصاعدا في معاناة أسرى عيادة سجن الرملة خصوصاً، وعيادات بقية السجون عموماً.

ويضيف: “هي نفس الممارسات، لكن بزيادة سوء، فمثلاً هناك نقص في الأدوات المساعدة بسجن الرملة، مثل الكراسي والعكاكيز لذوي الإعاقة والمقعدين، وكذلك مماطلات نقلهم للعيادة، وقد وصلتني تقارير عن زيارات أسرى الرملة وريمون تؤكد تدهور الحال لدرجة غير مسبوقة”.

ويرى أن أكثر من هم بحاجة للاهتمام والعلاج السريع والعمليات هم أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة؛ فحالياً يرقد 13 أسيرا مريضا بسجن الرملة، وهناك 85 مريضا بالسرطان وأمراض خطيرة، وآلاف آخرين معاناتهم متفاوتة.

ويحذر المختص بمجال الأسرى من ممارسات لافتة لمصلحة السجون، ازدادت في الآونة الأخيرة، مثل إجبار المريض على دفع جزء من ثمن وتجهيزات عمليات وعلاج، مثل ما جرى مع الأسير محمد أبراش عند طلبه تركيب طرف صناعي، ولليوم لم يمنحوه طلبه، وكذلك تغريم كثير من المرضى.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن