زيارة مودي رام الله اختبار لتوازن العلاقات الهندية مع إسرائيل والفلسطينيين

رئيس الحكومة الهندي ناريندرا مودي و محمود عباس

تعد زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لمدينة رام الله مطلع الأسبوع المقبل اختبارا لتوازن العلاقات الهندية مع كل من الإسرائيليين والفلسطينيين كما قالت وكالة الانباء الالمانية (د.ب.ا) في تقرير لها بهذا الخصوص.

وسوف تكون زيارة مودي المقررة بعد غد السبت الأولى على الإطلاق التي يقوم بها رئيس وزراء هندي، رغم ما قدمته الهند من دعم معنوي ومادي للفلسطينيين منذ أكثر من سبعة عقود من خلال مختلف الحكومات.

ووفقا لمراقبين في المنطقة، فإن رحلة مودي المدروسة بعناية إلى الضفة الغربية من الأردن، هي إشارة إلى السلطة الفلسطينية والدول العربية -إلى جانب إسرائيل- بأن الهند لا تزال ملتزمة بدعمها التاريخي لإقامة دولة فلسطينية.

وقال مجدي الخالدي، وهو مستشار دبلوماسي رفيع المستوى للرئيس الفلسطيني محمود عباس، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن “الهند وفلسطين لهما تاريخ طويل، وهذه الحكومة ليست استثناء”.

وأضاف الخالدي أنه، بغض النظر عن مدى قوة العلاقات بين الهند وإسرائيل، فإنه “ليس هناك تغيير” في علاقات الهند مع الفلسطينيين.

كانت الهند قد عارضت إقامة دولة إسرائيل في عام 1947، كما أن العلاقات الهندية الوثيقة مع العديد من الدول العربية، وأيضا سكانها من المسلمين -حيث أنها ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد المسلمين- هي عوامل طالما جعلت الحكومة تشعر بالقلق إزاء الاعتراف علنا بالعلاقات مع الدولة العبرية.

وبعد عقود مما يبدو ظاهريا أنه تبني لسياسة مؤيدة للعرب ومناهضة للتطبيع، أقامت الهند رسميا علاقات مع إسرائيل عام 1992 .

ومنذ ذلك الحين، يرحب مودي علنا بنتنياهو بحماسة غير مسبوقة، ما جعل بعض المراقبين يقولون إن مودي ينأي بالهند عن القضية الفلسطينية. وخلال زيارته لإسرائيل في تموز/يوليو الماضي، عانق مودي نتنياهو بحرارة، وظهر الاثنان بأقدام حافية على أحد الشواطئ.

وقال بي.آر كوماراسوامي ، استاذ دراسات الشرق الأوسط في كلية الدراسات الدولية بجامعة جواهر لال نهرو، وهو خبير في شؤون غرب آسيا، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن محاولة الهند إقامة علاقات علنية مع إسرائيل مع الحفاظ على دعم طموحات الدولة الفلسطينية هو “جهد جيد للتوازن”.

وتثير خطط مودي لوضع إكليل من الزهور على ضريح الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي يعتبره الكثير من الإسرائيليين “إرهابيا”، الاندهاش في إسرائيل.

وقال كوماراسوامي”بينما تحرص الهند على تعزيز العلاقات الثنائية مع فلسطين، فإنها لم تعد مستعدة للنظر إلى سياستها مع إسرائيل عبر المنظور الفلسطيني التقليدي”.

وذكر ليور وينتراوب، وهو دبلوماسي سابق في السفارة الإسرائيلية بالهند، أن حزب مودي الهندوسي القومي “بهاراتيا جاناتا” قد بدأ حقبة جديدة من العلاقات الإسرائيلية الهندية.

وقال وينتراوب “إننا نرى أن الحكومة الهندية، وخاصة حزب بهاراتيا جاناتا، قد اتخذت قرارا استراتيجيا لتعزيز العلاقات مع إسرائيل”.

ويذكر أن إسرائيل، وهى قوة تكنولوجية وإقليمية، لديها ما تقدمه لنيودلهي أكثر من الجانب الفلسطيني الذي دمر الصراع والسيطرة العسكرية الإسرائيلية اقتصاده الضئيل.

وبلغ إجمالي حجم التجارة بين الهند وإسرائيل 5 مليارات دولار في العام المالي 2016- 2017، وفقا لوزارة الخارجية الهندية، كما أن إسرائيل هي دولة مصدرة رئيسية للمعدات الدفاعية إلى الهند.

وذكرت الوزارة أن حجم تجارة الهند مع الأراضي الفلسطينية يقدر بنحو 30 مليون دولار.

ومع ذلك، فإن التعاطف التقليدي الهندي مع القضية الفلسطينية واضح.

وقال مازن شامية، مساعد وزير شؤون افريقيا وآسيا واستراليا في السلطة الفلسطينية، لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إن “الهند بلد شهد احتلالا، ويعرف ما يعنيه ذلك … إنها لا تقبل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين”.

وانحازت الهند مؤخرا ضد إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث صوتت مع غالبية الدول لرفض اعتراف الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة لإسرائيل.

وسوف يتعين على مودي ،الذي من المقرر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني، أن يظهر الدعم لتطلعات إقامة الدولة الفلسطينية مع الحرص على عدم إثارة غضب الإسرائيليين.

ويقول الخالدي، إن هذا تماما ما يفعله مودي. ويوضح قائلا عن مودي “إنه قادر على القيام بأشياء كثيرة في وقت واحد.. هو قادر على خلق علاقة متوازنة”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن