سوء الأوضاع الاقتصادية دافع حقيقي للانحراف بالسلوك

البطالة

السلوك يطال فئة المتعلمين والخريجين!!

سوء الأوضاع الاقتصادية دافع حقيقي للانحراف بالسلوك

الوطن اليوم / إسلام الزعنون

يصف نفسه بأنه” أحد مجرمي المجتمع ” ، ( م.ب) ثلاثة وعشرون عاما يدرس في الجامعة الإسلامية في قطاع غزة تخصص تكنولوجيا المعلومات ،يصل معدله التراكمي إلى أكثر من  90% ، سجن خمس سنوات يقول “لست راض عن نفسي ولكن ما يجبرني على السرقة عدم توفر فرص عمل وعدم مقدرتي سد احتياجاتي الأساسية والمهمة في الحياة والحكومة هي السبب”.

دوافع صعبة!

“إما أن تصبح حرامي أو تاجر مخدرات أو تحرق نفسك “هي الخيارات المتاحة بالنسبة م.ب  فالأوضاع الاقتصادية السيئة تكون تربة خصبة لارتكاب الجرائم وتوفر الدوافع بصورة أكبر لدى بعض الأشخاص نحو اللجوء إلى الممارسات غير الشرعية مثل السرقة أو القتل أو غيرها ،و ترتفع مستويات الجريمة وتتعدد أشكالها مع اتساع انتشار الأزمة كاستجابة طبيعية من الأشخاص بسبب تدني  مستويات الدخل التي يحصلون عليه ،وارتفاع معدلات البطالة، فضلا عن الآثار الاجتماعية والنفسية التي تنتج عن ارتفاع معدلات البطالة بين السكان.

نموذج من الواقع

(م .ب ) واحد من الكثيرين الذين لجئوا للطرق الغير مشروعة لجني الأموال بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية الذي يعاني منها قطاع غزة منذ ثماني سنوات ، والتي أدت لارتفاع معدلات البطالة بين الشباب الفلسطيني ،وزيادة الفقر بالمجتمع ،نتج عنها ارتفاع معدلات الجريمة حسب تقرير الهيئة .

والتي كان من بينها جريمة اغتيال الحاج أمين علي شراب علي خلفية السطو  ومقتل صحفي ومحامي على خلفية خلاف على ميراث ، وكذلك لجوء بعض الأشخاص لحرق أنفسهم تعبير عن ضيق الأحوال الاقتصادية وانتشار البطالة ، كما  أوضح التقرير أن هناك ارتفاع باستخدام للسلاح في المشاكل العائلية بالفترة الأخيرة.

ارتفاع معدل الجريمة

أيوب أبو شعر الناطق باسم الشرطة في حكومة غزة يقول :  “هناك زيادة ملحوظة بنسبة السرقات وكافة الجرائم الأخرى عام 2013 حسب الإحصائيات … وقد يكون الحصار المفروض على القطاع الذي نتج عنه تدهور الوضع الاقتصادي  هو أهم وأحد الأسباب التي أدت لازدياد معدلات الجريمة في القطاع ”

وينوه أن تقليل نسبة الجريمة في غزة يقع على كاهل المجتمع بأسره ونحن نقوم بدورنا بفك رموز الجرائم وإلقاء القبض على المجرمين وتقديمهم للعدالة وعمل برامج لإعادة تأهيلهم داخل السجون من خلال برامج التوعية عبر رجال الدين .

ويضيف :  نحن نحاول التواصل باستمرار مع منظمات المجتمع الدولي  وأهل المجرمين وشيوخ المناطق ضمن مشروع التوعية للحد من الجريمة ”

تحليلات نفسية واجتماعية

وبدوره يقول الأخصائي النفسي الدكتور “سليمان قديح” في هذا الموضوع  أن “الأسباب التي تؤدي للسرقة متعددة ومتنوعة أهمها الحاجة وتدني الوضع الاقتصادي وأسباب أخرى متعلقة بعملية التربية وفقدان الوازع الديني مما يؤدي أيضا للتفكك الأسري والانحرافات المختلفة..

و ظهرت حديثا نتيجة لمجموعة من المتغيرات في الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقد يكون الوضع الاقتصادي احد الأركان الأساسية لانتشار الجريمة والانحرافات الأخرى غير السرقة.

وقد بين الباحث د/ اشرف حسن محمد شقفة أستاذ الجغرافيا البشرية  بالجامعة الإسلامية  أن جريمة القتل في تزايد مستمر وأن هناك علاقة قوية بين جرائم القتل وحجم المحافظات وكذلك بين عدد الجرائم والكثافة السكانية.

كما أظهرت الدراسة أن 80.1%من جرائم القتل تتركز في الفئة العمرية من 15-39 سنة, وأثبتت أن الحصار المفروض على محافظات غزة ساهم في ارتفاع نسبة جرائم القتل بحوالي 21% من مجموع جرائم القتل فيها. مما يستوجب الوقوف على هذه الظاهرة الخطيرة من قبل أصحاب القرار للحد منها.

وتصل معدلات البطالة في قطاع غزة إلى 45 % حسب تقرير “حصار الفرص ” الذي أصدرته الإغاثة الإسلامية بفلسطين مؤخرا ،مما أدى إلى تعميق الأزمة الاقتصادية ،وزيادة الفقر بالمجتمع ، وأشار التقرير إلى أن قطاع غزة من أكثر المناطق في العالم المرتفعة فيها معدلات البطالة .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن