سوريا تنفي تقرير منظمة العفو عن إعدام وتعذيب الآلاف في سجن عسكري

سوريا

نفت سوريا ما أوردته منظمة العفو الدولية عن أن حكومتها أعدمت ما يصل إلى 13 ألف سجين شنقا في عمليات إعدام جماعي ومارست تعذيبا ممنهجا في سجن عسكري قرب دمشق.

وقالت وزارة العدل السورية في تقرير بثته الوكالة العربية السورية للأنباء في ساعة متأخرة يوم الثلاثاء إن تقرير منظمة العفو “عار من الصحة جملة وتفصيلا”.

وكانت المنظمة قالت يوم الثلاثاء إن عمليات الإعدام وقعت بين عامي 2011 و2015 وربما لا تزال تحدث وإنها تصل إلى مستوى جرائم الحرب. وطالبت بإجراء المزيد من التحقيقات من جانب الأمم المتحدة التي أعدت تقريرا العام الماضي حمل اتهامات مماثلة.

وقالت وزارة العدل السورية “هذا الخبر ليس القصد منه إلا الإساءة لسمعة سوريا في المحافل الدولية لاسيما بعد انتصارات الجيش العربي السوري ودحره للعصابات الإرهابية المسلحة بالتوازي مع المصالحات الوطنية التي تعم أنحاء القطر عل هذه الافتراءات تحقق ما عجزت عنه هذه العصابات.”

وأخرج الجيش السوري والقوات المتحالفة معه مقاتلي الفصائل المعارضة من مدينة حلب في ديسمبر كانون الأول محققا أكبر مكسب للرئيس بشار الأسد في الحرب الدائرة منذ ما يقرب من ست سنوات.

وسبق وأن رفضت الحكومة السورية والأسد تقارير مشابهة عن عمليات تعذيب وإعدام بلا محاكمة أثناء الحرب الأهلية التي أودت بحياة مئات الآلاف.

وجاء في تقرير العفو الدولية أن ما بين 20 و50 شخصا تعرضوا للشنق كل أسبوع في سجن صيدنايا العسكري شمالي دمشق. وقالت المنظمة إن ما بين 5000 و13 ألفا أعدموا في صيدنايا في السنوات الأربع التي تلت الانتفاضة السورية التي تحولت إلى حرب أهلية.

وقال التقرير “أغلب الذين تم إعدامهم مدنيون يعتقد أنهم كانوا يعارضون الحكومة.”

وأضاف “كثير من المحتجزين الآخرين في سجن صيدنايا العسكري قتلوا بعد تعذيبهم المتكرر وحرمانهم الممنهج من الغذاء والماء والدواء والرعاية الصحية.”

وقالت المنظمة إنه كان بين السجناء عسكريون سابقون مشكوك في ولائهم وأشخاص شاركوا في الانتفاضة وإنهم خضعوا لمحاكمات صورية أمام محاكم عسكرية وأرغموا أحيانا على الإدلاء باعترافات تحت التعذيب.

وذكرت الوكالة السورية “إن وزارة العدل تنفي صحة ما ورد وتستنكره أشد الاستنكار لعدم قيامه على أدلة صحيحة وهو مبني على عواطف شخصية تستهدف تحقيق غايات سياسية معروفة.”

وأضافت الوزارة “بل إن العصابات الإرهابية المسلحة هي التي أعدمت العديد من القضاة وأسماؤهم معروفة لدينا واعتدت على آخرين وخطفت عددا من رجال الدين المحترمين والأتقياء من كل الطوائف والآلاف من المواطنين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم لم ينصاعوا لضغوط وإرهاب هذه العصابات أو لمجرد أن لهم انتماء اجتماعيا يختلف عن انتماء هذه العصابات.”

قالت منظمة العفو الدولية إن عمليات الإعدام جرت سرا وإن القتلى دفنوا في مقابر جماعية خارج العاصمة دون إبلاغ أسرهم بمصيرهم.

وذكرت المنظمة أن تقريرها “يستند إلى مقابلات مع 84 شاهدا من بينهم حراس وضباط وسجناء سابقون بالسجن بالإضافة إلى قضاة ومحامين”.

وجاء تقرير العفو الدولية عقب تقرير أصدرته لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا والتي قال محققوها لجرائم الحرب إنهم “وثقوا عددا كبيرا من حالات الوفاة” في سجن صيدنايا العسكري.

وقال باولو بينيرو رئيس لجنة الأمم المتحدة لرويترز “نتائج العفو تضاهي بصورة شبه تامة وثيقتنا ‘الموت في الاعتقال’.”

وأضاف “تطرقنا لعمليات الإعدام في صيدنايا ولدينا تفاصيل مستفيضة بشأن التفاصيل الممنهجة للمراسم المنتظمة التي يقيمونها لعمليات الإعدام الجماعي أمام حضور من المسؤولين الحكوميين.

وهذا واحد من أوضح الأمثلة على ممارسة ممنهجة وثقناها وبنينا عليها بعض نتائجنا الرئيسية.”

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن