شخصية هنية تتناسب مع الوثيقة السياسية لحركة حماس

اسماعيل هنية
اسماعيل هنية

بعد انتخاب اسماعيل هنية، رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس في عرس ديمقراطي، وتجربة فريدة، ترددت أصداؤها محليا، عربيا، ودوليا، وعلى صعيد الاحتلال الإسرائيلي، يرى كُتاب ومحللون سياسيون أن انتخاب هنية رئيسًا للمكتب السياسي للحركة قد يؤدي الى احداث اختراقات في ملفات فلسطينية عالقة واهمها ملف المصالحة.

بدوره الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، يرى ان التغيير قادم لان الوثيقة التي أصدرتها حركة حماس مؤخرا أسست لمرحلة جديدة من الحياة السياسية للحركة وان التغيير لن يكون مفاجئا ولن يكون سريعا ويحتاج لبعض الوقت.

وأشار عوكل، عن ان هنية سيكون عنوان المرحلة الجديدة في المشهد السياسي لحركة حماس والذي يعتبر وجه مقبول ولديه علاقات جيدة مع القيادة الفلسطينية ولديه عقلية مرنة نسبيا وقبول عربيا وتجربة.

ويرجح ان العمر مسألة مهمة، موضحا ان هنية اليوم في سن اكبر من الذي كان عليه مشعل حين توليه منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ولديه تجربة في الحياة السياسية الفلسطينية غنية.

واضاف عوكل ان شخصية هنية متناسبة مع الوثيقة السياسية لحركة حماس ولكن السؤال “هل سيكون هنية حرا في اتخاذ القرارات في ظل وجود مكتب سياسي ومجلس شوري لهم ثقلهم؟”، مؤكدا ان هنية لديه علاقات جيدة ومحترمة مع الرئيس عباس ومع قيادة فتح ولكن  يبقي السؤال المهم جدا حول امكانية تحول هذه العلاقات الي علاقات سياسية تساعد في اتمام عملية المصالحة بين الحركتين

واعتبر عوكل ان المأمول من ابن غزة يمثل كل هموم وعذابات ابناء غزة وان ينقل غزة من حال إلى حال ويكون عنوان الحال الجديد متمثل في نقطتين :اولاهما المعجل وهو طريقة التعامل مع الناس في قطاع غزة سواء فيما يتعلق بمشكلاته او الحريات او الاعتراف والشراكة مع الاخر وحتى في موضوع الانتخابات .

والعنوان الثاني هو المصالحة حيث ان هنية يجب ان يكون له دور مهم وفاعل ولكن لا يجب أن لا ننسي وجود مكتب سياسي ومجلس شورى، مردفا ان المكتب السياسي ليس من نوع هنية بمعنى ان هنية لديه تجربة في الحكم كرئيس للحكومة وعنده شخصية مرنة منفتحة الي حد كبير والمكتب السياسي الذي تم الاعلان عنه اغلبه عسكريين والبعض ينظر لهه على انه متطرف في السياسة وهنا سيكمن الاختبار الحقيقي لحركة حماس ودور هنية.

وفيى معرض رده علي سؤال حول انتقال القرار السياسي لغزة بعد ان بقي لسنوات للمكتب السياسي خارج غزة قال عوكل: الواقع يقول ان ثقل حركة حماس وامكانياتها والاعباء ملقاة على كاهل حركة حماس هو ملقى على قطاع غزة وحتى مصير تجربة حماس مرهون بوضع حركة حماس في غزة وبالتالي الامر الطبيعي ان يكون الجزء الاكبر من مكونات القرار هي لغزة وربما هذا واضح انعكاسه في المكتب السياسي الجديد حيث ان عدد الاعضاء من غزة هو نسبيا اكثر من قبل.

وحول التصريحات الاخيرة عن اولويات التحرك المقبل لحركة حماس اوضح عوكل ان حركة سياسية لحماس ستنشط في الخارج من خلال لقاءات مع دول عربية ومع المجتمع الدولي، معتبرا ان هذه الاولويات خاطئة لان التحرك يجب ان يكون داخليا لان النجاح في الداخل يعني ان تنجح في الخارج وليس العكس.

وعن عهد مشعل فى رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس اشار عوكل إلى احداث 2006 التي حدثت في عهد مشعل: انها هي النقطة المفصلية الى الحديث النقدي لخالد مشعل نفسه عندما قال: “إنّ حماس أخطأت عندما استسهلت حكم قطاع غزّة بمفردها بعد أحداث الانقسام الفلسطينيّ مع حركة فتح عقب فوزها بالإنتخابات البرلمانيّة عام 2006، وظنّت أنّه (حكم غزة) أمر ميسور، ثمّ اكتشفت أنّه صعب في تاريخ ادارة مشعل لحركة حماس، معتبرا ان تجربة مشعل في رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس لم تكن ناجحة.

وحول الوثيقة التي اصدرتها حركة حماس يرى عوكل انها تأخرت كثيرا، معللاً ان الحزب السياسي حين يريد ان يستشرف اين يذهب الوضع يجب ان يقرر بسرعة ولكن حركة حماس قررت متأخرة هم قرروا متأخرين و ما أثر على علاقة الحركة مع كثير من الدول سواء على المستوى العربي والاقليمي.

وبخصوص ظهور نتنياهو وهو يمزق وثيقة حماس الجديدة قبل أن يلقيها في سلة مهملات، بيّن عوكل ان هذا الفعل هو غضب مبرر لان حركة حماس بعد كل هذا الوقت تعود لتتحدث عن فلسطين التاريخية وعن رؤية جديدة للصراع مع اسرائيل، مضيفا ان اسرائيل لا تريد لهذا الامر ان يكون لأنها تريد من حركة حماس ان تكون متطرفة في رؤيتها للصراع كما كانت حتى يظل يغرد على فكرة ان حماس ارهابية وان الفلسطينيين يريدون تدمير اسرائيل، معتبرا ان هذا القدر من المرونة مزعج واي مرونة فلسطينية من أي طرف فاعل هي مزعجة جدا لاسرائيل.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن