“صانع نهضة ماليزيا”.. عودة “مهاتير” للمشهد السياسي تربك الخصوم

تحالف “الأمل” الذي يمثل أربعة أحزاب ماليزية معارضة تجاوز خلافات جوهرية رافقته منذ تأسيسه منذ أكثر من عامين، فأعلن في مؤتمره السنوي نيته خوض الانتخابات النيابية المرتقبة خلال النصف الأول من العام الجاري بما في ذلك ترشيحه رئيس الوزراء الأسبق مهاتير محمد لمنصب رئيس الوزراء.

عودة صانع النهضة

مهاتير محمد الذي اختارته المعارضة مرشحا لرئاسة لوزراء، تولى هذا المنصب يوليو / تموز 1981 ليصبح رابع رئيس وزراء لماليزيا والأطول حكما انتخب مهاتير لخمس ولايات متتالية، وتحت حكمه الذي استمر 22 عاما أشرق وجه ماليزيا وتحولت إلى عملاق اقتصادي لا تذكر قصص النجاح في العالم إلا وتتم الإشارة إليه.

مهاتير محمد الذي تجاوز التسعين من عمره استقال من منصبه عام 2003 ودفعته سياسات رئيس الوزراء الحالي نجيب عبدالرزاق إلى العودة لعالم السياسية، فقرر الاستقالة من حزب “المنظمة الوطني المتحدة للملايو” وتأسيس حزب معارض والتحالف مع الأحزاب التي عارضته أثناء تواجده بالسلطة لتغيير الحكومة.

يعدّ مهاتير محمد أكبر تهديد لرئيس الوزراء الحالي الذي يواجه اتهامات بالفساد في ظل بقاء أنور إيراهيم وهو أكبر زعيم معارض يتمتع بشعبية في البلاد قابعاً في السجن.

بدا صاحب أطول فترة حكم لرئيس وزراء في ماليزيا مهاتير محمد نشطاً خلال الأشهر الماضية في برامج عامة وهو يتطلع لأن يكون الأكبر سنا بين زعماء العالم .

عائلة أنور إبراهيم تتنفس الصعداء

إذن قد يشكل هذا التحالف أملا أخيراً لعائلة أنور إبراهيم بالإفراج عنه وإعادته إلى السلطة، وحلما بالتغيير لأطياف شعبية وسياسية تتطلع إلى تعديلات دستورية واسعة تعدّ بها المعارضة من بينها منع الترشح لمنصب رئيس الوزراء أكثر من ولايتين متعاقبتين.

مراقبون للمشهد الماليزي يتوقعون بعد إعلان الفوز في الانتخابات العامة فإن الحكومة الجديدة ستطلب عفواً ملكياً عن نائب رئيس الوزراء الأسبق أنور إبراهيم وترشحه لخلافة مهاتير محمد ليكون ثامن رئيس وزراء في ماليزيا.

الحكومة تحذر

بالنسبة للحكومة الماليزية فقد دشنت حملة انتخابية غير معلنة بمناصرة قضايا إسلامية مثل قضيتي فلسطين والروهنجيا، إلى جانب تحذيرها من اضطرابات سياسية إذا ما وصلت المعارضة إلى السلطة بسبب نعرات عرقية.

شكوك مشروعة

اتفقت المعارضة الماليزية على اختيار مهاتير محمد مرشحا لرئاسة الوزراء لمنافسة حليفة السابق نجيب عبدالرزاق ، اختيار يرى فيه كثيرون أنه في الاتجاه الصحيح لخوض الانتخايات لكنهم يشككون في قدرات مهاتير محمد الصحية واستمرا التوافق بين توليفة الأحزاب التي تدعمه.

تسيطر المعارضة في ماليزيا على الحكم في ولايتين من بين 14 ولاية تتشكل منها البلاد، وهما ولايتي سلانجور بينانج، ويمثل التحالف بين مهاتير وأنور تحولاً عن الخصومة المريرة بينهما التي طبعت المشهد السياسي الماليزي طوال نحو عقدين من الزمن.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن