صحف عالمية: الرئيس التركي أردوغان يزعج إدارة بايدن.. والعقوبات الغربية لن تضعف بوتين

صحف عالمية: الرئيس التركي أردوغان يزعج إدارة بايدن.. والعقوبات الغربية لن تضعف بوتين
فلاديمير بوتين ورجب طيب أرودغان

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الأحد 24 يوليو 2022، آخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، وسط شكوك حول جدوى اتفاق إسطنبول بعد مزاعم بقصف روسي لميناء أوديسا بجنوب أوكرانيا.

وناقشت الصحف تقارير كشفت أن الرئيس التركي، رجب طيب أرودغان، لا يزال يشكل مصدر إزعاج للإدارة الأمريكية على مختلف الجبهات، رغم توسطه في إبرام اتفاق تصدير الحبوب بين روسيا وأوكرانيا.

وأوردت الصحف تقارير أخرى ترى أن العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا لن تضعف من قوة الرئيس فلاديمير بوتين، بل تمنحه مزيدًا من النفوذ.

صداع أردوغان

قالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لا يزال يشكل مصدر إزعاج كبير لنظيره الأمريكي، جو بايدن، على الرغم من مساعدته في إلغاء حظر الحبوب الأوكرانية، لكنه أثار قلق المسؤولين الأمريكيين على جبهات أخرى.

وذكرت الصحيفة، في تحليل إخباري، أنه عندما توصلت روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق إسطنبول، الجمعة، لإلغاء حظر صادرات الحبوب الأوكرانية، لعب أردوغان دور رجل دولة طيب، ورحبت إدارة بايدن بالاتفاق الذي يمكن أن يخفف من أزمة الغذاء العالمية، لكن بشكل خاص، ظل الرئيس التركي مصدر ازعاج لمسؤولي الإدارة.

وأشارت إلى أنه قبل أيام من ترؤسه اتفاق الحبوب، جدد “المستبد” التركي تحذيره من أنه قد يستخدم حق النقض ضد خطط حلف شمال الأطلسي (الناتو) لقبول السويد وفنلندا كعضوين في الأشهر المقبلة، وهو عمل من شأنه أن يحرج جهود التحالف وإدارة بايدن بشدة في مواجهة روسيا.

وأوضحت أنه بالإضافة إلى ذلك، أعرب الكونغرس الأمريكي الشهر الجاري عن مخاوفه بشأن تعهد بايدن خلال قمة ”الناتو“ في إسبانيا التي عقدت الشهر الماضي، ببيع عشرات الطائرات المقاتلة من طراز “إف – 16” إلى تركيا.

وأضافت أن سفر أردوغان إلى طهران، الثلاثاء، لعقد اجتماعات مع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أثار القلق لدى المسؤولين الغربيين أيضاً، إذ يرى محللون أن صور اثنين من المنافسين الأمريكيين الرئيسيين مع أردوغان، وزعيم دولة عضو في ”الناتو“، تتعارض مع الرواية الغربية عن إيران وروسيا المعزولة بشدة.

وفي مثال آخر عن القلق الأمريكي، أفادت الصحيفة بأن متحدث باسم البيت الأبيض كرر الجمعة، مخاوف بلاده بشأن تهديدات أردوغان بشن غزو جديد لشمال سوريا مستهدفًا المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة والذي يعتبرهم إرهابيين.

واعتبرت أن تصرفات أردوغان، بالإضافة إلى قدرة بايدن المحدودة على كبح جماحها، تؤكد الوجه الغريب للزعيم التركي كحليف عسكري يتعارض بشكل متكرر مع أجندة حلفائه الغربيين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن الكثير من سلوك أردوغان الإشكالي كان نتيجة لضعفه السياسي في تركيا، حيث ارتفع معدل التضخم إلى ما يقرب من 80% الشهر الماضي، موضحًا أنه على أمل تحويل الانتباه عن اقتصاده السيئ، تحول أردوغان إلى عروض مدهشة للقومية والديماغوجية بسبب التهديد من حزب العمال الكردستاني والجماعات الكردية في سوريا.

وفيما يخص توسع ”الناتو“، أشارت إلى أن أردوغان أثار اعتراضات، وشكا من أن كلا العضوين الجديدين المحتملين (أي فنلندا والسويد) قد قدما الدعم السياسي والمالي لحزب العمال الكردستاني، حيث شعرت واشنطن وحلفاؤها في ”الناتو“ بالقلق من أن التوسع المخطط قد ينهار في فوز دعائي كبير لبوتين، الذي عمل منذ فترة طويلة على تقسيم الحلف.

ولفتت إلى أن بايدن نفى مرارًا أنه عرض طائرات ”إف – 16“ لشراء رضا أردوغان مقابل توسع ”الناتو.“ وبمجرد أن يطلب البيت الأبيض رسميًّا أن يوافق الكونغرس على بيع الطائرات، سيحتاج بايدن إلى دعم المشرعين المؤثرين الذين انتقدوا أردوغان بشدة.“

واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول: “يحذر بعض أشد منتقدي أردوغان من حلقة لا نهاية لها، حيث يفوز الزعيم التركي بتنازلات من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في الناتو، مثل: الطائرات المقاتلة الجديدة، ونهج أكثر صرامة ضد مقاتلي الميليشيات الكردية، فقط لتصعيد مطالبه في المستقبل”.

قصف أوديسا وشكوك حول اتفاق إسطنبول

سلطت صحيفة (الغارديان) البريطانية الضوء على قصف ميناء أوديسا جنوب أوكرانيا السبت، في هجوم زعمت كييف أن روسيا نفذته بصواريخ متطورة، ونفته موسكو على الفور عبر وزير الخارجية التركي.

وقالت الصحيفة إنه بالكاد بعد 12 ساعة من توقيع روسيا اتفاقًا مع أوكرانيا بشأن السماح باستئناف صادرات الحبوب من الموانئ الجنوبية للبلاد، استهدفت روسيا ميناء أوديسا الرئيس في البلاد الذي سيتم من خلاله شحن الحبوب، بضربات بصواريخ كروز.

وأضافت أن الهجوم أثار شكوكًا جديدة حول جدوى اتفاق إسطنبول، الذي كان يهدف إلى إطلاق نحو 20 مليون طن من الحبوب لدرء المجاعة في أجزاء من العالم النامي. ووصفت الهجوم بأنه من أكبر الهجمات على المدينة منذ بدء الحرب في فبراير الماضي.

وتابعت أنه بعيدًا عن الغزو الروسي والهجمات المدفعية المباشرة التي ضربت المدن الساحلية الأخرى في أوكرانيا، السبت، لا تزال أوديسا مهددة بصواريخ الغواصات والقاذفات الإستراتيجية، في حين أن ميناءها المزدحم خنِق حتى الآن بسبب الحصار البحري الروسي.

وأوضحت أن الخطر الأكبر هو أنه حتى إذا لم تتحرك القوات الروسية في أوديسا، وإذا فشلت أوكرانيا في دفع القوات الروسية على طول الساحل الجنوبي، فإن أوديسا ستظل في موقعها المحصور والضعيف، وستظل دائمًا عرضة للهجوم، وللحصار المستمر.

واعتبرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن الهجوم على أوديسا يمثل انتهاكًا صارخًا لشروط الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة الذي وقعته روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، الجمعة، الذي نص على امتناع البلدين عن مهاجمة منشآت الموانئ أو السفن المدنية المستخدمة في نقل الحبوب.

وتزامنًا مع قصف أوديسا، قالت الصحيفة إن روسيا قصفت أيضًا مطارًا عسكريًّا ومحطة للسكك الحديدية في وسط أوكرانيا؛ ما أسفر بحسب زعم المسؤولين الأوكرانيين عن مقتل 3 وإصابة 13 آخرين، في هجوم آخر بعيد المدى وصل إلى ما هو أبعد من الخطوط الأمامية المباشرة.

ونوهت إلى أن أوكرانيا تواصل الاستفادة من الأسلحة الغربية لإعاقة التقدم العسكري الروسي، حيث قال مسؤولون روس وأوكرانيون إن القوات الأوكرانية استخدمت قاذفات صواريخ هيمارس الأمريكية في حملة قصف منهجي تهدف _على ما يبدو_ إلى قطع الإمدادات الحيوية عن منطقة خيرسون الجنوبية ذات الأهمية الإستراتيجية، التي احتلتها روسيا منذ بداية الغزو.

وأشارت إلى أن القاذفات الأمريكية سمحت لأوكرانيا بقصف جسرين إستراتيجيين فوق نهري دنيبرو وإنهوليتس، ما جعل حركة مرور الدبابات والشاحنات بين خيرسون وروسيا شبه مستحيلة، وذلك في وقت أعلن فيه مسؤولون أوكرانيون أنهم يستعدون لشن هجوم مضاد لتحرير منطقة خيرسون.

العقوبات لن تضعف بوتين

رأت صحيفة (التايمز) البريطانية أن العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بسبب الحرب ستضعف من قدرات البلاد الاقتصادية، لكنها لن تضعف بوتين بل ستقويه، حيث تزيد العقوبات من اعتماد السكان والنخبة على الكرملين حتى لو كانت تسبب الألم.

وقالت الصحيفة في تحليل إخباري إنه على الرغم من أن العقوبات والتغييرات الدراماتيكية التي شهدتها روسيا خلال الأشهر القليلة الماضية كان لها أثرها الفوري، إلا أن البلاد بدأت تتكيف ببطء مع ظروفها الجديدة، مشيرة إلى أن السقوط السريع لروسيا كما كان متوقعًا في الغرب بات شيئًا من الخيال.

وذكرت أن روسيا لا تزال تمتلك المقومات التي تجعلها باقية في حربها ضد أوكرانيا. وأن الخطأ الأكبر للعقوبات يأتي في دفعها عن غير قصد النخب الروسية إلى الاقتراب من الدولة وتسريع تحولها إلى الصين.

وأكدت أنه إذا كانت هناك صلة قوية بين الألم الاقتصادي والنتائج السياسية المواتية، لكانت إيران أوقفت طموحاتها النووية منذ سنوات، ولن تستمر كوريا الشمالية في اختبار صواريخ بعيدة المدى تعيش روسيا نفسها تحت العقوبات منذ 2014، لكن احتمال فرض قيود أكثر صرامة لم يمنعها من شن هجومها في فبراير.

وتحت عنوان ”سجل إنجازات سيئ“، أوضحت الصحيفة أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل العقوبات تميل إلى أن يكون لها سجل إنجازات ضعيف في إجبار البلدان على تغيير مسار السياسة، أولاً، غالبًا ما تخلق العقوبات فرصًا لتعزيز سلطة النظام. يرتفع سعر السلع الخاضعة للعقوبات بشكل حاد، ما يوفر للقيادة السياسية في البلد المستهدف فرصة لتحويل الموارد إلى الحلفاء السياسيين الرئيسيين الذين يعدون بتوريد هذه السلع، وثانيًا، كلما طال بقاء العقوبات سارية، زادت قدرة البلد المستهدف على التكيف مع الظروف الجديدة. هذا يحدث بالفعل في روسيا. ومثال على ذلك، أصبح الروبل قويًّا للغاية عكس ما كان عليه في مارس.

وفيما يتعلق بالزعيم الروسي، قالت إن بوتين يشاهد الدول الغربية الآن وهي تعاني التضخم والأزمات الاقتصادية التي تهدد القادة الغربيين، وهو أمر تمناه الرئيس الروسي منذ اليوم الأول من فرض العقوبات ضد بلاده ويعد انتصارًا لروايته التي يروج لها بأن العقوبات ”ستؤثر على الغرب أكثر من روسيا“.

وأردفت أنه حتى قبل الحرب، كان هناك ميل لرؤية قيمة أكبر في إقامة علاقات أقوى مع غير الغرب، بقيادة الصين، أكثر من السعي لإصلاح علاقات روسيا المتوترة مع أوروبا. الغرب كما يراه الكرملين في حالة انحدار، لذلك تعتزم روسيا إعادة توجيه مركز ثقلها نحو الشرق ولن تؤدي العقوبات إلا إلى تعزيز هذه القناعة.

واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول، تعمل العقوبات على ترسيخ القطيعة الروسية عن الغرب، وسيواصل بوتين بذل قصارى جهده لتحويل العقوبات لصالحه واستخدام وجودها لتبرير مزيد من القمع في الداخل، وسياسة أكثر عدائية للغرب في الخارج.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن