صحف عالمية: حرب أوكرانيا تهدد سلاسل الإمداد.. وهجوم روسي وشيك على كييف

صحف عالمية: حرب أوكرانيا تهدد سلاسل الإمداد.. وهجوم روسي وشيك على كييف
صحف عالمية: حرب أوكرانيا تهدد سلاسل الإمداد.. وهجوم روسي وشيك على كييف

رأت صحف عالمية، عبر تغطيتها المتواصلة للأزمة الأوكرانية، أن الملاحة البحرية الدولية باتت في خطر بسبب الحرب، ما يؤثر على سلاسل الإمداد الاقتصادية، كما اعتبرت أن الجيش الروسي بصدد شن هجوم وشيك على العاصمة الأوكرانية كييف.

وذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن الحرب في أوكرانيا قد تسببت في حصار مئات السفن وعرضت البحارة والتجارة العالمية للخطر، محذرة من أن استمرار إغلاق الموانئ والضربات الصاروخية على السفن قد يترك آثارا مضاعفة على التجارة، بما في ذلك أسواق الحبوب.

وأضافت الصحيفة أن الحرب تسببت في إعاقة حركة الملاحة في البحر الأسود، وكان لها آثار واسعة على النقل الدولي وسلاسل التوريد العالمية.

ونقلت الصحيفة عن متتبعات ملاحية، قولها إن عشرات سفن الشحن عالقة في ميناء ميكولايف الأوكراني، في حين صرح مختصون من شركة “ويندوورد” للشحن البحري، ومقرها لندن، أن ما يقدر بنحو 3500 بحار علقوا على نحو 200 سفينة في الموانئ الأوكرانية.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن النتيجة الكارثية للحرب حتى الآن، هي إغلاق ثاني أكبر منطقة مصدرة للحبوب في العالم، مشيرة إلى أن أسعار القمح العالمية ارتفعت أكثر من 55 % منذ الأسبوع الذي سبق الغزو.

♦ تقرير استخباراتي أمريكي يتوقع مستقبلاً قاتماً: “روسيا ستُهيمن على أوكرانيا والصين أكبر الخصوم”

وقالت “يرى محللون أن أزمة إمدادات الحبوب العالمية، هي أكبر صدمة للإمدادات منذ تخفيضات أوبك للنفط في السبعينيات”، محذرة من “عواقب وخيمة بشأن نقص الغذاء في الشرق الأوسط وأفريقيا، والتضخم في جميع أنحاء العالم”.

وأضافت الصحيفة أن “ما زاد الأمور تعقيدًا لشركات الشحن، أن الآلاف من البحارة الأوكرانيين والروس عالقون في الموانئ حول العالم، ما يجعل مالكي السفن يتبارون للعثور على أطقم بديلة للحفاظ على سلاسل التوريد”.

واستشهدت الصحيفة ببعض الحوادث التي تعرضت لها السفن في البحر الأسود وبحر آزوف المجاور، وهما ممران مهمان لتصدير الغذاء والنفط، وقالت تعرضت 5 ناقلات شحن للصواريخ، وفقًا لسلطات الموانئ الأوكرانية.

وأوضحت أن البحرية الأوكرانية عاجزة عن حماية موانئ البلاد في ظل التفوق الروسي الكاسح، فضلا عن أن البحرية الأوكرانية فقدت معظم سفنها عندما استولت روسيا على مقرها البحري خلال ضم شبه جزيرة القرم عام 2014.

وأشارت إلى أن أسعار الشحن العالمية للناقلات قد قفزت إلى أعلى الأسعار اليومية منذ عقد، في حين قفزت أقساط التأمين في المناطق المتضررة من القتال إلى ما يصل إلى 5 % منذ الغزو، وهذا يعني تكلفة إضافية تقدر بمئات الآلاف من الدولارات لكل رحلة.

جبهة جديدة

ذكرت صحيفة (الغارديان) البريطانية أن الهجوم الروسي المفاجئ على كييف، أدى لتوقف الآلاف من القوات ومئات المركبات على الطرق المؤدية إلى الشمال الغربي لأيام عدة، لكن العديد من المحللين العسكريين يعتقدون أن موسكو تتغلب تدريجيا على مشاكلها اللوجستية، وقد تكون قادرة على شن هجوم على العاصمة في غضون أيام.

ونشرت الصحيفة البريطانية تقريرا من معهد دراسات الحرب المؤثر، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، كشف أن القوات الروسية تتركز الآن في الضواحي الشرقية والشمالية الغربية والغربية من كييف استعدادًا للهجوم على العاصمة في غضون 24-96 ساعة.

وتابعت الصحيفة يبدو أن القوات الروسية تتقدم شرق العاصمة إلى ضاحية بروفاري، بحسب مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الثلاثاء، في محاولة متطورة لتطويق العاصمة، ومن المرجح أن تكون الأيام القليلة المقبلة حرجة.

وقالت إنه في حين أن سقوط كييف – أو استسلامها بالمفاوضات – هو هدف رئيس للحرب الروسية، فإن النصر الروسي المحدود في الجنوب، سيكون له تداعيات هائلة على أوكرانيا.

وأشارت إلى أن هذا النصر إضافة إلى خلق قبضة اقتصادية مدمرة على البلاد، سيحد من أي تدفق للمساعدات الغربية إلى أوكرانيا، بينما يهدد سلامة البلاد من 3 اتجاهات جغرافية واسعة مع احتمال مطالبة روسيا بالمناطق الجنوبية التي تسيطر عليها في أي مفاوضات سلام مستقبلية.

خطة تطويق

في سياق متصل، نقلت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية عن مسؤول عسكري أمريكي كبير قوله، إن القوات الروسية تتحرك صوب العاصمة الأوكرانية من جبهة جديدة، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي يسعى لسحق الجيش الأوكراني ويستعد الآن لهجوم جديد على كييف.

ووفقاً للصحيفة، حذر المسؤول – الذي طلب عدم الكشف عن هويته – من أن روسيا تكثف جهودها لتطويق كييف والتحرك لقلبها.

من جانبها، قالت صحيفة (واشنطن بوست) أنه مع فرار الآلاف من ضاحية إيربين المحاصرة في كييف، ظهرت مزاعم عن انتشار ملحوظ للقوات الروسية وإخفاء المعدات العسكرية في المناطق السكنية ونشر القناصين وقطع المياه والطاقة أثناء سعيها لاستخدام المنطقة كنقطة انطلاق محتملة لغزو العاصمة.

ورأت الصحيفة أن القوات الروسية تعتبر المدينة الواقعة على الطرف الشمالي الغربي من كييف أمرًا حيويًا للتوغل بشكل أعمق في العاصمة في محاولة للاستيلاء على مقر الحكومة.

صفقة محتملة

اعتبرت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية أنه مع تعثر القوات الروسية في أوكرانيا حتى الآن، هناك تلميحات إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد يجدان نفسيهما أمام تنازلات لوقف الحرب.

وقالت المجلة يبدو أن زيلينسكي يطرح اقتراحات لحل وسط، لكن المسؤولين الأمريكيين يخشون من أن الرئيس بوتين قد يضاعف المطالب.

وأضافت المجلة أن مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية، أفريل هاينز، أخبرت المشرعين، أمس الثلاثاء، أنه على الرغم من أن بوتين فوجئ بالمقاومة الأوكرانية ورد الفعل العالمي على غزوه، فإنه من غير المرجح أن تردعه مثل هذه النكسات.

وقالت الصحيفة إنه في مقابلة تلفزيونية مع قناة (إيه. بي. سي. نيوز) الأمريكية، أشار زيلينكسي إلى استعداده لتقديم تنازلات بشأن معظم طلبات بوتين، قائلا إنه “مستعد للحوار”، وفي ما يتعلق بحلف شمال الأطلسي، أضاف “لقد سئمت من هذه المسألة منذ فترة طويلة، بعد أن فهمنا أن الناتو غير مستعد لقبول أوكرانيا.. إن التحالف خائف من الأمور المثيرة للجدل والمواجهة مع روسيا”.

وفي ما يتعلق بمسألة الأراضي الانفصالية، أوضحت المجلة أن الرئيس الأوكراني بدا أيضًا “تصالحيًا إلى حد ما”، على الأقل بشأن قضية دونيتسك ولوغانسك، حيث قال “يمكننا المناقشة وإيجاد حل وسط بشأن هذه الأراضي”.

جدل في أمريكا بسبب فنزويلا

ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن الساحة السياسية الأمريكية تشهد جدلا واسعا حول دور فنزويلا في تعويض نقص النفط الذي سيعاني منه العالم أجمع في غضون أيام، وذلك بعدما أفادت تقارير سرية بأن المسؤولين الأمريكيين يبحثون الآن تخفيف العقوبات للسماح للنفط الفنزويلي بالعودة إلى الأسواق العالمية ومعالجة ارتفاع أسعار الخام بسرعة.

وأوضحت الصحيفة أن مثل هذه الجهود تواجه مجموعة من العقبات، حيث انتقد بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي بشدة أي جهد لإعادة إحياء العلاقات مع فنزويلا – الحليف الروسي الذي تخضع صناعته النفطية للعقوبات الأمريكية – قائلين إن الجهود المبذولة لعزل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لا ينبغي أن تعزز القادة الاستبداديين الآخرين، في إشارة للرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو.

وسلطت الصحيفة الضوء على التناقض الأمريكي، وقالت إن واشنطن تعد عدوا لدودا لفنزويلا وتنتقد سياستها دائما، خاصة في ظل حكم مادورو، الذي اتهمته بتزوير الانتخابات، وحاولت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الإطاحة به مع الاعتراف بزعيم المعارضة، خوان غوايدو، كرئيس للبلاد في 2019 وفرضت واشنطن عقوبات على النفط الفنزويلي.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن