صحيفة عبرية: ماذا يعني عدم إبرام تهدئة مع حماس في غزة؟

صحيفة عبرية: ماذا يعني عدم إبرام تهدئة مع حماس في غزة؟

تحدثت صحيفة “معاريف” العبرية اليوم الثلاثاء، عن السيناريو المرتقب حال فشلت الجهود الحالية لإتمام تهدئة في غزة بين “حماس” وإسرائيل، متحدثةً عن شرط السلطة الفلسطينية للعودة إلى غزة.

وقال الخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان، إن “عدم إبرام التهدئة مع حماس يعني أن تبقى إسرائيل كدولة كاملة تعيش حياتها بين يومي الجمعة من أول الأسبوع إلى آخره تنتظر التطورات على حدود غزة، وهي تحبط كل جهد من أجل إبرام هذه التهدئة”.

وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف أن “تل أبيب تتهم أبو مازن بعرقلة هذه الجهود، وبات لديها متهم ومذنب وحيد في الوضع المزري الذي وصلت إليه غزة، لكن هذا ذر للرماد في العيون، فالكل يعلم من يعيق التوصل لهذا الاتفاق، والواقع يقول إن الحكومة الإسرائيلية مسؤولة بدرجة ليست أقل من الرئيس عباس عن عرقلة التوصل للتهدئة مع حماس”.

وأوضح أن “الهدوء النسبي غير المستقر الذي يتفاخر به ليبرمان يتضعضع، والصورة الحقيقية عن الظروف غير المستقرة على غزة التي تم بحثها مع وزير المخابرات المصرية عباس كامل في زيارته لتل أبيب مؤخرا، يتم إخفاؤها عن الجمهور الإسرائيلي”.

وأكد أن “أبو مازن يبدي استعدادا جديا لأن تعود السلطة الفلسطينية لقطاع غزة شرط أن يتم تفكيك سلاح حماس، ونقل كل الوحدات العسكرية والمسلحة لولاية أجهزته الأمنية، بحيث تصبح غزة والضفة الغربية كيانا سياسيا واحدا”.

وأشار ميلمان، وهو وثيق الصلة بقادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، إلى أن هذه “مطالب يعلمها الجنرالات الذين يديرون المفاوضات مع حركة حماس عبر مصر، وهم: رئيس الشاباك نداف أرغمان، ورئيس الاستخبارات العسكرية “أمان” تامير هايمان، ورئيس مجلس الأمن القومي مائير بن شبات، ورئيس الموساد يوسي كوهين. وهؤلاء يعلمون أن حماس ترفض هذه الشروط، ما يعني أن المصالحة معطلة، والسلطة الفلسطينية لن ترسل الأموال لغزة”.

وأكد أن “وزير المخابرات المصرية أطلع نظراءه الإسرائيليين على أن أبو مازن يريد استئناف المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية، لكنه غير واثق من جديتها بدفع عملية السلام، في ظل استمرار البناء الاستيطاني، وهذا يعني عدم جاهزية تل أبيب لأي مفاوضات، واليوم يجد الجانبان نفسيهما في مأزق مسدود”.

وأوضح أن “إسرائيل تعتقد أنه طالما أن ترامب في البيت الأبيض لعامين آخرين، وربما ستة قادمة، فلم تستعجل استئناف المفاوضات، لاسيما أن التنسيق الأمني بين الشاباك والجيش مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية مستمر، ما يساعد إسرائيل جدا في الكشف عن العمليات المسلحة، ويساعد أبو مازن في استقرار سلطته.. وفي هذه الحالة لماذا يساعد أبو مازن الحكومة الإسرائيلية في حل مشكلة غزة؟ ماذا ستعطيه مقابل ذلك؟”.

وأضاف أن “مصر تريد أن تستقر الحدود الشرقية مع قطاع غزة لعدة سنوات، وهي مستعدة من أجل ذلك أن تصل لتسوية بين حماس وإسرائيل، حتى من غير دور للسلطة الفلسطينية، لكن الجهود التي يبذلها عباس كامل ونيكولاي ملادينوف والقطريون لم تجد طريقها للنجاح بعد”.

وخلص إلى الاستنتاج أن “الجهود المبذولة لتحقيق تسوية طويلة الأجل توقع إسرائيل في تناقض ظاهر: فهذه التهدئة من وجهة نظرها ستعيد إعمار غزة واستعادة الأسرى المفقودين في غزة، لكن حماس تشترط مقابل ذلك إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وإسرائيل ليست مستعدة لإبرام هذه التسوية وفق هذه المطالب، لأنها لا تريد لصفقة التبادل أن تكون منفصلة عن باقي الرزمة مجتمعة”.

وأشار إلى أن “هذه الفرضيات من شأنها إحباط أي جهود لتمرير هذه التهدئة مع حماس، وتجعل عشرات آلاف المستوطنين في غلاف غزة رهائن لعدة أسرى في غزة وبعض الجثامين، وهذا يعني أننا في طريق مسدود. وفي غياب استراتيجية واضحة واكتفاء بالعناوين، فإن إسرائيل كتب عليها أن تعيش بين أيام الجمعة مع مسيرات غزة المستمرة”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن