صفقة التبادل الجديدة بين صمت حماس ومكر الاحتلال

الاسرى

غزة / الوطن اليوم

رجح خبيران فلسطينيان في الشأن الإسرائيلي، “بدء” انطلاق مفاوضات “جادة” حول تبادل الأسرى بين حركة “حماس”، والاحتلال الإسرائيلي، التي تحتاج لسنوات “عديدة”، من أجل التوصل لاتفاق تبادل للأسرى بين الطرفين؛ في ظل صمت “حماس”، و”مكر” الاحتلال.

قائمة الأسماء 

أكد الخبير في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، “أننا وبلا شك أمام بداية المفاوضات الجادة حول صفقة التبادل الأسرى بين “حماس” والاحتلال الإسرائيلي”، موضحا أن “إنجاز تلك الصفقة ليس بالضرورة أن يكون بالسرعة التي يتوقعها الجميع”.

فبمجرد إعلان الاحتلال رسميا عن فقدان إسرائيليين في قطاع غزة، وما سبقها من كشف خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” يوم الأربعاء الماضي، عن طلب الاحتلال عبر “وسيط أوروبي”، الإفراج عن “أسيرين، وجثتين”، فقدوا خلال حرب “العصف المأكول” عام 2014، يرى الخبير ، أن هذا يعني أننا “أمام مفاوضات تحتاج لفترة ليست بالقصيرة ولا الطويلة حول مصير هؤلاء المفقودين، تعتمد على طبيعة المفاوضات بين الجانبين وكذلك الوسيط، وقائمة الأسماء المتوقع أن يطالب بها طرفا المفاوضات”.

وقال: “نحن أمام مرحلة ليست سهلة على الجانبين (حماس والاحتلال)؛ فالمفاوضات ذات شقين؛ أمني وسياسي”.

وحول اختيار رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هذا التوقيت لرفع الحظر عن نشر تفاصيل فقدان الإسرائيليين، يرجح أبو عامر، أن ما “دفع نتنياهو لذلك هو ما أعلن عنه مشعل (سابق الذكر)، لأن الرأي العام الإسرائيلي يتابع الإعلام الفلسطيني”.

صفقة تبادل

وأضاف: “من جهة ثانية، من المتوقع أن يفرج الاحتلال عن بعض أسرى صفقة “شاليط” ممن أعاد الاحتلال اعتقالهم، وهذا بحاجة لتبرير إسرائيلي مفاده أن هناك أسرى إسرائيليين لدى “حماس”، وبالتالي لابد من تقديم بعض الأثمان المتوقعة مسبقا لهذه الصفقة”، وتشترط “حماس”، تنفيذا كاملا لاتفاق صفقة “وفاء الأحرار” قبل البدء بمفاوضات على صفقة تبادل جديدة.

وفي وقت سابق كشف مصدر ، عن استعداد الاحتلال للإفراج عن “معظم” الأسرى المحررين في صفقة “وفاء الأحرار”، الذين أعاد اعتقالهم.

وحول طبيعة الأسماء المتوقعة، يعتقد الخبير أن تكون الصفقة المتوقعة “تختلف” عن صفقة “جلعاد شاليط”؛ لأنه كان جنديا إسرائيليا حيا، أسر خلال عملية عسكرية وتأكدت إسرائيل أنه ما زال حيا”، حيث ما زالت “حماس” تلتزم صمتا مطبقا حول الأسرى الإسرائيليين لديها.

وتابع أبو عامر: “الحكومة الإسرائيلية الحالية أمام مشكلة داخلية، تتعلق بأن هذا الأسير الإسرائيلي مانغيستو ليس بجندي، وليس من أصحاب البشرة البيضاء، وهذا ينبئ أننا سنكون أمام سجال إسرائيلي داخلي ينتج مفاوضات صعبة، سيكون لها تأثير على مجريات إنجاز الصفقة المتوقعة”.

حرب نفسية

من جانبه، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة، أن إعلان الاحتلال عن إسرائيليين في يد المقاومة يأتي من باب “تحريك” موضوع مفاوضات صفقة التبادل، مشيرا إلى أن نتنياهو “سابقا كان يخشى أن يؤثر ذلك سلبا على نتيجة الانتخابات الإسرائيلية، أما الآن وبعد انطلاق المفاوضات أصبح لا مبرر له لحظر تلك المعلومات”.

وأوضح ، أن الاحتلال “يعمد لإطلاق بالونات اختبار من أجل التقاط بعض الأخبار أو المعلومات حتى وإن كانت صغيرة، في المقابل، حركة “حماس” تعتمد سياسية لا معلومة دون مقابل، ولذلك تمارس  حربا نفسية من خلال بعض الرسومات والرموز التي تشي أن هناك أكثر من جندي إسرائيلي لدى “كتائب القسام”، سواء كانوا أحياء أو أمواتا”.

وقال أبو زايدة: “نحن أمام معركة يشتبك فيها الجانب الإعلامي والسياسي والأمني بين حماس والاحتلال”، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية كافة بكل أذرعها البشرية والتقنية، “تعمل من أجل تتبع هذه القضية وتجميع أكبر قدر ممكن من المعلومات، من أجل الاستفادة منها في سير مفاوضات التبادل”.

طاقم التفاوض

وأضاف: “نحن نتحدث عن بداية انطلاق المفاوضات، ورسائل متبادلة بين الطرفين”، معتقدا أن التوصل لاتفاق تبادل بين الطرفين “يحتاج لوقت طويل وجهد كبير”، حيث استمرت المفاوضات بين “حماس”، والاحتلال من أجل إتمام صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط فترة خمس سنوات.

ويتوقع المختص أن يحتاج التوصل لاتفاق حول صفقة تبادل جديدة “لسنوات عديدة؛ لأن تفاصيل هذا الملف أكثر تعقيدا من سابقة، وذلك لوجود العديد من الجنود الإسرائيليين –ربما أحياء أو أموات- في يد المقاومة”، مرجعا ذلك لأن “المفاوض الصهيوني؛ مخادع وماكر”.

وسمحت سلطات الاحتلال لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أمس الخميس، بنشر تفاصيل حول اختفاء إسرائيليين تسللا إلى غزة قبل 10 أشهر تقريبا؛ احدهم آبراهام مانغيستو (29 عاما)، من أصل أثيوبي، فيما تحفظت على المعلومات الخاصة بالإسرائيلي المتسلل الثاني.

وأعلن الاحتلال تعيين العقيد احتياطا “ليئور لوتان” لرئاسة طاقم التفاوض بشأن الأسرى الإسرائيليين الموجودين في قطاع غزة.

وخلال حرب “العصف المأكول” أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لـ”حماس”، في 20 تموز/ يوليو 2014، عن أسرها الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن