“صفقة التبادل”.. ضغوط مصرية على حماس وعرض جديد يلوح بالأفق

صحيفة سعودية تكشف موعد صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
صحيفة سعودية تكشف موعد صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس

تسابق جمهورية مصر العربية الزمن من أجل إحراز أي تقدم يُسجل في ملف صفقة تبادل الأسرى المُجمد بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجانب “الإسرائيلي”، بعد أن فشلت طوال الشهور الماضية في الوصول لنقطة تقاطع مشتركة يمكن إطلاق مفاوضات جادة منها.

الضغوطات “الإسرائيلية” والمصرية التي كانت تمارس على “حماس” منذ انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف 2014، وإعلانها أَسر جنود “إسرائيليين”، لم تنجح حتى اللحظة في إجبار الحركة على رفع الراية البيضاء وفتح ملف صفقة التبادل دون شروط.

وحركة “حماس” كذلك، شددت على أن ملف التبادل لن يخضع للابتزازات السياسية أو الضغوطات الاقتصادية على قطاع غزة، وستبقى متمسكة بشروطها حتى لو بعد 20 عاماً مرت على أَسر الجنود (الإسرائيليين)، الأمر الذي دفع مصر لتجديد نشاطها من خلال طرح مبادرة جديدة، في محاولة منها لتحريك المياه الراكدة.

– تفاصيل العرض المصري

رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، أكد استعداد حركته لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع “إسرائيل”، من أجل التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى.

وقال هنية في كلمة متلفزة بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، الثلاثاء الماضي: إن “حماس مستعدة لبدء المفاوضات من أجل تحقيق صفقة تبادل عبر طرف ثالث ووسيط”، مشدداً على أن “لدى المقاومة ما يمكن أن تحقق فيه هذه الأمنية العظيمة التي ينتظرها شعبنا”.

تصريحات هنية وصفتها مصادر مصرية رفيعة المستوى، بأنها “هامة للغاية” وتبشر بقرب إتمام صفقة تبادل جديدة بين “حماس” والجانب الإسرائيلي برعاية مصرية.

وكشفت المصادر أن القاهرة قدمت عرضاً لحركة “حماس” قبل أيام قليلة يتعلق بتحريك مياه مفاوضات صفقة التبادل من جديد بعد الفشل الذي تحقق بهذا الملف طوال السنوات الأربع الماضية.

وأكدت أن مصر عرضت على “حماس” جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع “إسرائيل”، تتناول مبدئياً التفاوض حول شرط “حماس” الرئيس؛ وهو الإفراج عن الأسرى المحررين الذين تم اعتقالهم من قِبل جيش الاحتلال بعد الإفراج عنهم ضمن “صفقة الأحرار” ويتجاوز عددهم 60 أسيراً.

القاهرة بحسب المصادر المصرية، أبلغت “حماس” أنها ستسعى بكل قوة للضغط على الجانب “الإسرائيلي” للإفراج عن “أسرى صفقة التبادل الأولى” كافة، على أن تفتح “حماس” باب الحوار مجدداً وتعيد النقاش في شروطها، لإتمام صفقة ضمن سقف زمني لا يتجاوز الـ12 شهراً.

وأضافت: “القاهرة ستفتح أبوابها مع بداية شهر مايو المقبل، لقيادة حماس والمسؤولين الإسرائيليين للتشاور والاتفاق على الخطوط العريضة التي ستبدأ بالإفراج عن الأسرى المحررين الذين أُعيد اعتقالهم، حتى تصل لصفقة شاملة تفرج بموجبها حماس عن الأسرى أو جثث الإسرائيليين الذين بحوزتها مقابل الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية”.

وأعاد الاحتلال اعتقال عدد من محرري صفقة “الوفاء للأحرار” التي تمت عام 2011، وأُفرج بموجبها عن ألف أسير من ذوي الأحكام العالية وقدامى الأسرى مقابل إطلاق سراح الجندي شاليط، الذي أُسِر من على حدود قطاع غزة صيف 2006.

وكانت “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”، أعلنت في الثاني من أبريل 2016، أن في قبضتها أربعة من جنود الاحتلال، ونشرت أسماءهم وصورهم، دون إعطاء مزيد من المعلومات.

وشددت على أن أي معلومات عن الجنود الأربعة لن يحصل عليها الاحتلال، إلا بدفع استحقاقات وأثمان واضحة قبل المفاوضات وبعدها، في حين تقول “إسرائيل” إن اثنين من الجنود قتيلان، والآخرَين مدنيان دخلا قطاع غزة بـ”الخطأ”.

– خطوات الدعم

كشفت المصادر المصرية، أن المباحثات التي ستُعقد في القاهرة حول صفقة التبادل سترافقها خطوات “دعم” من قِبل مصر و”إسرائيل” لتخفيف وطأة الحصار المفروض على قطاع غزة منذ صيف 2007

وذكرت أن من بين تلك الخطوات فتح معبر رفح بصورة دورية خلال فترات زمنية متقاربة، إضافة إلى إدخال أنواع من السلع الاقتصادية والمواد التموينية الهامة للقطاع من خلال معبر رفح، وتزويد قطاع غزة بكميات إضافية من الكهرباء للمساعدة في تخطي أزمة الكهرباء الطاحنة التي يعيشها منذ شهور طويلة.

الجانب “الإسرائيلي”، تلفت المصادر المصرية، إلى أنه سيبدأ كذلك بخطوات عملية على الأرض؛ لتشجيع “حماس” على الاستمرار في التفاوض وفتح ملف التبادل؛ منها التخفيف من الحصار الاقتصادي المفروض على القطاع ومعابره بصورة تدريجية.

وذكرت أن كل ذلك يمكن أن يتحقق في حال وافقت “إسرائيل” على شرط “حماس” الأول وأفرجت عن أسرى “صفقة شاليط”، مؤكداً أن الطرفين أمام فرصة قوية وجادة هذه المرة.

وأكد القيادي البارز في حركة “حماس” محمود الزهار، في تصريح سابق، أن الحركة وضعت شروطاً أساسية لن تحيد عنها مقابل إتمام أي صفقة للتبادل مع الاحتلال من خلال الوسيط المصري.

وقال: “حماس وضعت شروطها، وهذه الشروط لا حيدة عنها؛ وأولها إطلاق سراح الأسرى المحررين كافة ضمن صفقة وفاء الأحرار، والتعهد بعدم اعتقالهم مرة أخرى؛ ومن ثم نبدأ الحديث عما نملك أو ما تملك”، مشدداً على أن “المقاومة لن تدفع الثمن مرتين للاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد اعتقاله أسرى محررين في الصفقة الأخيرة”.

يُذكر أن وفداً من حركة “حماس”، برئاسة صالح العاروري، يوجد في العاصمة المصرية (القاهرة) منذ الثلاثاء الماضي، في حين زار وفد من المخابرات العامة المصرية قطاع غزة عدة ساعات، والتقى قيادة “حماس”، وتم الإعلان عن زيارة وفد من الحركة القاهرة، في خطوة مفاجئة.

 

هذا المحتوى نقلا عن الخليج أونلاين

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن