“صفقة القرن” بعد رمضان.. فماذا على الفلسطينيين أن يفعلوا؟

الكاتب: ماجد سعيد

منذ أكثر من سنة ونحن نسمع بين الفينة والأخرى من مسؤول أميركي عن قرب اعلان خطة الرئيس ترامب المعروفة بـ “صفقة القرن”، واخر هذه التصريحات ما جاء على لسان كبير موظفي البيت الأبيض وصهر الرئيس الأميركي ومستشاره، جاريد كوشنير، الذي قال إن الإدارة الأميركية تعتزم الكشف عن تفاصيل الخطة الأميركية لتسوية القضية الفلسطينية “صفقة القرن” بداية حزيران/ يونيو المقبل، أي بعد انتهاء شهر رمضان المبارك. كوشنير ليس الأول من المسؤولين الأميركيين الذي يتحدث عن قرب الإعلان عن صفقة القرن، وهو ذاته لم تكن تصريحاته الاولى عن هذا الأمر، لكن أركان الإدارة الأميركية يقومون بذلك وكأنهم يتعمدون خلق الإثارة والتشويق لدى المنطقة والعالم،

هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن مثل هذه الإعلانات المتكررة يبدو أنها تأتي للتأكيد على إصرار واشنطن على إعادة رسم خارطة المنطقة من جديد وهي رسالة الى المعنيين بذلك. وبغض النظر عن جدية هذا الإعلان الذي ربما يكون هذه المرة حقيقيا أكثر من المرات السابقة خاصة إذا ما نظرنا إلى أن نتنياهو مع هذا الموعد سيكون قد انتهى من تشكيل حكومته، فان خطة السلام الاميركية باتت معالمها الرئيسة واضحة للجميع، دولة فلسطينية في غزة وجزء من سيناء المصرية وحكم ذاتي على جيوب للفلسطينيين في الضفة الغربية مع إشراك كل من الأردن ومصر فيها بأدوار مختلفة.

القيادة في الضفة الغربية رفضت التعاطي مع هذه الخطة وأعلنت موقفها الواضح منها ومن العلاقة مع الإدارة الاميركية، على عكس حركة حماس التي تقول خلاف ما تفعل، ببحثها عن اتفاق منفصل مع إسرائيل تحت مسمى “تهدئة”.

الرئيس عباس الذي يشعر بخطر هذا الاتفاق على القضية الفلسطينية اوفد الى كل من القاهرة والدوحة لبحث إحياء المصالحة والضغط على حماس لتحقيق ذلك. هذه المحاولة ربما تكون الأخيرة، قبل أن يلجأ الرئيس الى ما هدد به مرارا من الذهاب الى ما يصفها بالاجراءات القاسية لمعاقبة حماس وإجبارها على التنازل، وبالتوازي مع ذلك شهد اليوم الثاني لتولي الحكومة الجديدة بداية سلسلة اجتماعات للقيادة من أجل وضع الآليات اللازمة لتطبيق قرارات المجلسين المركزي والوطني الخاصة بتحديد العلاقة مع إسرائيل وأميركا وحماس.

وعلى الرغم من رفض القيادة وعملها بكل ما أوتيت من قوة لمنع مرور صفقة القرن إلا أن ذلك لا يعني ان الادارة الاميركية ستلغيها أو تتجاوب مع المطالب الدولية، وبالتالي فإن ما يتبقى لدى الفلسطينيين لإفشال هذه الخطة هو الصمود الذي يحتاج لعناصر دعمه المادي والمعنوي اولا. اما ثانيا فبامكان القيادة بعثرة أوراق كل من تل ابيب وواشنطن بتسليم مفاتيح السلطة الى إسرائيل وهي الخطوة التي ربما تكون الأكثر تأثيرا فيما يحيكون من مخططات لتصفية القضية الفلسطينية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن