طبيب تونسي نام بجوار طفل مريض: قمت بواجبي

mini_349

قضى الطبيب الشاب الليل في الاعتناء بطفل مريض يرقد بالمستشفى، وبعد الإرهاق والتعب غلبه النوم فنام بجانبه. صورة هزت التونسيين، وأسرت البعض الآخر، واجتاحت بسرعة البرق مواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت في العديد من الصحف.

في السابق لم يكن أحد يسمع باسم الطبيب الشاب، عبد الله المختار، ولكن في يومين فقط أصبح هذا الطبيب بضميره المهني، حديث كل التونسيين، رغم أنه لم يقم بإنجاز طبي فريد، بل بادر بحركة إنسانية نبيلة دغدغت مشاعر التونسيين ودفعتهم إلى الحديث عنه.

وظهر الطبيب عبد الله المختار، اختصاصي جراحة العظام، من محافظة تطاوين، مطوقا طفلا صغيرا يبلغ من العمر 3 أعوام، بدا وكأنه يحاول حمايته بيده خشية أن يسقط من الفراش، احتضن الصغير وكأنه أب يعتني بفلذة كبده.

وقال الدكتور المختار لـ”العربي الجديد”: “لقد قمت بواجبي، تعرض الطفل يومها لحادث منزلي، وأصيب بكسور في يده، وكانت العملية الجراحية معقدة لأن الإصابة بليغة، كنت يومها في دوام ليلي، بعدما عملت تقريبا 36 ساعة متواصلة، وبما أن الطفل صغير، فقد كان لا بدّ من بقاء شخص إلى جواره مخافة أن يسقط من الفراش، فبقيت إلى جانبه، ولأن كثافة العمل تقل في ذلك التوقيت، حوالى الساعة الرابعة فجرا، حيث لا يكون لدينا مرضى، وضعت يدي بجانب السرير لحماية الصغير ونمت لأني كنت منهكا ومرهقا”.

وأضاف أنّ زميله التقط الصورة، مبينا أنه طلب منه عدم نشرها خشية حدوث مشاكل له في العمل، مبينا أنه لا يزال متدربا، وأن فترة التدريب في مستشفى الأطفال بباب سعدون، تنتهي في شهر يناير/كانون الثاني 2016.

وأوضح الطبيب أن الصورة ظلت موجودة في هاتفه الجوال، وأنه فوجئ بابن عمه ينشرها على صفحته في “فيسبوك”.

وقال إنه رغم بعض الانتقادات والتعليقات التي كتبها بعض المتهكمين، من قبيل أنه نام أثناء مباشرته العمل، وأنه يجب “توبيخه” بدل شكره، فإنه يعتبر أنه أدى واجبه على أحسن وجه، خاصة وأنه عمل من الثامنة صباحا إلى مساء اليوم التالي.

وأشار إلى أنّه لا زال يذكر جيدا قصة ذلك الطفل، وأنه سيتصل بعائلته مباشرة بعد انتهاء فترة إجازته التي يقضيها حاليا في  مسقط رأسه بتطاوين، ولم يستبعد إمكانية زيارة الطفل في بيته.

وأكدّ المختار أن هذه الصورة تسببت له في شهرة كبيرة، حيث أن سكان قريته يستوقفونه لشكره على ما قام به، كما أن العديد من المكالمات وصلته لشكره، مبينا أنه قضى فترة في العمل في المستشفيات ولم يكن يسمع به أحد.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن