عام مضى على الحرب والمعاناة متواصلة في غزة

thumb

الوطن اليوم / وكالات

سبقت الأيام الماضية لمثل هذا اليوم من العام الماضي 7/7 حالة من التوتر والقلق لدى الغزيين، من تصاعد الأوضاع الأمنية بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي ، خاصة بعد إطلاق المقاومة صواريخ على إسرائيل رداً على العملية البشعة التي اقترفها المستوطنون بحق الطفل محمد أبو خضير في مدينة القدس المحتلة، عندما اختطفوه وقتلوه حرقاً.

وتدحرجت الكرة شيئاً فشيئاً حتى استهدفت اسرائيل نفقاً شرق مدينة رفح في منطقة المطار، أدى إلى استشهاد ستة من عناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس. ومن هنا تطورت الأوضاع حتى أعلنت الحرب في اليوم ذاته على قطاع غزة من قبل الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو. وحدث ما لم يتمناه  الغزيون.

فغزة التي تعرضت لحربين سابقتين في العام 2008 و2012، لم تستفق بعد حتى تدخل في حرب جديدة لا يحمد عقباها. ولكنها وقعت في السابع من تموز وكانت أشرس من سابقتها، من حيث الدمار والشهداء والجرحى، فقد أعلن عن استشهاد ما يقارب من 2300 شهيد، وأكثر من 13.000 جريح ، بينهم آلاف المعاقين بشكل دائم، وتدمير عشرات الآلاف من المنازل والممتلكات.

في مثل هذا اليوم، تحولت الحياة في القطاع رأساً على عقب من حالة سلم إلى حرب، حيث قطع الصائمون الطقوس الدينية في المساجد ، والزيارات الاجتماعية، والحركة التجارية، فأغلقت أبواب المساجد خشية استهدافها من قبل الطيران الإسرائيلي، وأغلقت الأسواق، وتحول حياة القطاع من شماله وحتى جنوبه إلى مأساة ومعاناة استمرت 51 يوماً.

فمن مشهد أشلاء الشهداء المقطعة ، وقصف المنازل على ساكنيها، ونزوح الآلاف من المواطنين في المناطق الحدودية على مراكز الإيواء في مدارس الأونروا، والأقارب ، قصص وحكايا كثيرة ، يندى لها الجبين، وهي من ستكون شاهدة على إجرام الاحتلال في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

ففي شهر رمضان، افتقد الآلاف من الفلسطينيين على مائدتي السحور والإفطار في اليوم الأول، آباءهم وأشقاءهم وزوجاتهم وبناتهم وأطفالهم الذين قضوا في الحرب المسعورة التي وقعت الصيف الماضي، والتي خرج منها القطاع مدمراً ينتظر الإعمار حتى يومنا هذا، الذي يصادف الذكرى الأولى للحرب على غزة.

ورغم قسوة ما مر به القطاع من حرب إسرائيلية قاسية إلا أن، ذوي الشهداء والجرحى لم يحصلوا على حقوقهم من قبل مؤسسة أسر ورعاية الشهداء والجرحى، بانتظار توفر المال اللازم. فيما المدمرة منازلهم لازالوا يشاهدون ركام منازلهم وهم مشتتين في الكرفانات والخيام وشقق الإيجار ولم يتم بناء حتى ولو منزل واحد، بينما المتضررين جزئياً فيصارعون غلاء أسعار مواد البناء والقيود الإسرائيلية على دخول الإسمنت والحديد.

عام مضى، والمعاناة لازالت تراوح مكانها ولم تحرك ضمائر المتبرعين لإعادة إعمار قطاع غزة في مؤتمر القاهرة، للإيفاء بالتزاماتهم وتقديم ما كتبوه على أنفسهم أمام العالم، فيما مؤسسة وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تعلن بين الفنية والأخرى عن نقص الدعم ما ينعكس على برامجها. وأكدت أن الأوضاع الإنسانية بعد الحرب على غزة مأساوية وبحاجة إلى تضافر الجهود لمساعدة المواطنين والارتقاء بحياتهم.

ولسان حال المواطنين المنكوبين من تلك الحرب، ما الثمن المطلوب دفعه بعد كل هذه المأساة لإعادة إعمار ما تم تدميره؟.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن