عودة حماس لمربع سوريا وإيران عبر بوابة موسكو..!

مشعل

فسر محللون سياسيون فلسطينيون، دعوة رئيس المكتب لحماس خالد مشعل، لزيارة رسمية للعاصمة الروسية موسكو، بأنها نابعة من رغبة الأخيرة في لعب دوراً بارزاً في منطقة الشرق الأوسط، مستبعدين خلال أحديث منفصلة مع مراسل “وكالة قدس نت للأنباء”، أن تكون تلك الدعوة بوابة لعودة العلاقات بين حماس وكلا من إيران وسوريا إلى سابق عهدها.

وأعتبر المحللون أن هذه الدعوة ستتضمن جملة من النصائح لحماس، تساهم مستقبلاً بدمجها في منظمة شبكة العلاقات الدولية والإقليمية التي بدأت تتشكل، مشيرين إلى وجود مخاوف حقيقية قد تصيب القضية الوطنية الفلسطينية إذا استبعدت من تلك الشبكة، مبينين بأن الفلسطينيين بحاجة إلى انفراج حقيقي في العلاقات العربية والدولية، هذه الفترة.

وقالت حركة حماس إن رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، قبل دعوة رسمية لزيارة روسيا، خلال لقائه وزير خارجيتها سيرغي لافروف اليوم الاثنين، في العاصمة القطرية الدوحة. وأشار مصدر مسؤول في الحركة في بيان رسمي، الى أن وفد حماس برئاسة مشعل بحث مع لافروف والوفد المرافق له تطورات القضية وآفاق المصالحة الفلسطينية والوضع في المنطقة والتحركات السياسية تجاهها.

وبين المسؤول أن :”الطرفان ناقشا الإرهاب الصهيوني في الضفة واعتداءاته على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، كما تم بحث العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول الموضوعات المطروحة”.ولفت إلى أن لافروف وجه دعوة لقيادة الحركة لزيارة موسكو، وهو ما قبلته الحركة وسيحدد الموعد لاحقاً.

وقال الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب:” إن موسكو تحاول العودة إلى منطقة الشرق الأوسط كلاعب كبير ومؤثر في الخريطة السياسية سيما وأن المنطقة باتت مركزاً للعلاقات الدولية، نتيجة إلى التغيرات التي حدثت خلال السنوات السابقة.

وذكر حبيب ، أنه من الواضح أن ما يجرى في سوريا بالتزامن مع الاتفاق الإيراني الأخير، يشير إلى وجود حلاً ما تنتظره المنطقة، مبيناً أن حركة حماس أصبحت قطباً لا يمكن تجاوزه في الصراع الحاصل بالشرق الأوسط، وأن موسكو تسعى للحصول على خيوط تمكن دورها بالمنطقة.

واستبعد أن تكون هذه الدعوة خطوة في اتجاه عودة العلاقات إلى سابق عهدها بين حماس وسوريا وطهران، معللاً ذلك بالتصريحات السابقة بين الطرفين، وقال حبيب:” الأمر بالغ التعقيد ولكن حماس حركة ذكية ولديها تقبل لتعديل سياساتها بما يتفق مع مصالحها ورؤيتها، وبالتالي كل شيء ممكن ولكن الأمر ليس سهلاً”.

وحول إذا ما كانت موسكو ستلعب دوراً في المصالحة الفلسطينية، أوضح المحلل السياسي حبيب أن المصالحة شأن داخلي ويحتاج إلى إرادة حقيقية من أطراف الانقسام، مؤكداً في الوقت ذاته على أهمية أن يكون هناك دعم خارجي لملف المصالحة.

وبدوره اتفق المحلل السياسي حسن عبدو، مع نظيره حبيب بأن هذه الدعوة وقبولها من حماس مرتبطة، بتصاعد الدور الروسي في المنطقة أكثر من أي شيء أخر، قائلاً:” من الملاحظ أن موسكو بدأت تلعب دوراً مهماً في المسرح السياسي بالشرق الأوسط وبالتالي تواصلها مع حماس كونها لاعب مهم على صعيد القضية الفلسطينية والصعيد الإقليمي، جاء لتعزيز هذا الدور.”

واعتبر عبدو خلال حديث مع مراسل “وكالة قدس نت للأنباء”، أن موسكو تسعى لسد فراغ الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة، مستبعداً أن يكون للزيارة انعكاس إيجابي على علاقات حماس بسوريا وطهران، مشيراً الى أنها ستحمل جملة من النصائح لحماس هدفها الاندماج في الفضاء السياسي في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح أن شبكة العلاقات الإقليمية اليوم لا تقبل، لاعبين من غير الدول كحماس وغيرها، دون أن يكون “اعتدال” حقيقي على المستوى السياسي هو ما ستحاول موسكو نصح حماس به، سيما وأنه من الممكن أن تتعرض حماس لتجفيف كافة ينابيع الدعم المقدم لها مستقبلاً إذا ما مارست “الاعتدال” السياسي.

وقال عبدو إن :”نصائح موسكو لحماس ستنصب في اتجاه تحسين مستقبلها، وإدخالها في منظمة شبكة العلاقات القادمة”، وإذا ما كانت موسكو ستلعب دوراً في المصالحة الفلسطينية:” لا اعتقد أن المصالحة ستتم بعيداً عن الدور المصري سيما وأن هناك اتفاق (فلسطيني – فلسطيني) تم برعاية مصرية وجزء منه يضع المصريين جزء من آليات التنفيذ”.

ولفت إلى أن حماس خاصة والفلسطينيين بحاجة إلى انفراج حقيقي في العلاقات العربية والدولية، قائلاً:” نحن الفلسطينيين، متخوفين من خروجنا من دائرة الإقليم بدون حلفاء، وأن يكون من تداعيات التوافق الإقليمي والدولي خروج للأطراف الفلسطينية من الحلفاء وهنا يكمن الخطر الحقيقي على القضية الوطنية الفلسطينية”.

من جانبه ربط مدير دائرة الاخبار بقناة “الاقصى” الفضائية المقربة من حماس، عماد زقوت، بين دعوة مشعل الى زيارة موسكو وتصريحات مستشار المرشد الأعلى لجمهورية إيران للشؤون الدولية، علي اكبر ولايتي، حول الزيارة الأخيرة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس للعاصمة السعودية الرياض.

وكان مستشار المرشد الأعلى لجمهورية إيران للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، قال في حديث لقناة “الجزيرة” القطرية إن “الزيارة الأخيرة لخالد مشعل للرياض لن تؤثر على علاقة حماس بطهران.”

واضاف ولايتي “علاقة حماس بإيران علاقة صداقة وبالتالي لا تتدخل بلاده في شؤون الحركة الداخلية” واصفا اياها بأقوى حركات المقاومة الفلسطينية.

وقال زقوت في مقال نشر على مواقع التواصل الاجتماعي “أن يأتي توجيه دعوة لمشعل بزيارة موسكو في اليوم التالي لتصريحات ولايتي لقناة الجزيرة ، فهذا يعطينا مؤشرا بأن طهران يبدو أنها طلبت من موسكو التدخل لإقناع حماس بعودة العلاقة كما كانت معها ،وهذا أشارت له حماس في تصريحها الذي أصدرته بعد لقاء مشعل لافروف ،وقالت إن الجانبين ناقشا الوضع في المنطقة والتحركات السياسية تجاهها. ”

وأضاف زقوت “من المؤكد أن هذه التحركات لن تؤثر على علاقة حماس بالرياض حسب ما جاء في تصريح سابق للدكتور موسى أبو مرزوق أن علاقة حماس بالسعودية لن تكون على حساب علاقتها مع إيران والعكس صحيح (..)وبالتالي يبدو أن حماس ينتظرها موقع اللاعب الإيجابي في المنطقة وهي تعمل وفق فنِّ الممكن في السياسة مع الحفاظ على مبادئها وجلب الخير لشعبنا الفلسطيني.”

واشار زقوت الى ما وصفها محاولات ايران “التشويش” على زيارة وفد حماس الاخيرة للسعودية ولقائه بالملك سلمان بن عبد العزيز قائلا :”كانت تلك الزيارة بداية الانفراجة السياسية والانفتاح العربي تجاهها (حماس) ويبدو كان لتلك الزيارة ارتدادات سياسية على إيران التي حاولت التشويش على الزيارة ببعض الفبركات الإعلامية التي لم تسمن ولم تغني من جوع ما جعلها تعيد حساباتها السياسية مجددا ،وأرسلت مؤشرات إيجابية للحركة والتي سبقت لقاء سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن