غارات إسرائيل تُطفئ فوانيس أول ليالي رمضان في غــزة

غارات إسرائيل تُطفئ فوانيس أول ليالي رمضان في غــزة

غزة – علا عطاالله – الأناضول

لم تتمكن “سلمى حميد” “42 عاما” من إعداد مائدة الطعام لوجبـة “السحور”، كما يشتهي زوجها وأولادها، فأصوات الغارات الإسرائيلية العنيفة على أنحاء قطاع غزة، والقريبة من منزلها جعلتها عاجزة عن تلبية طلبات أسرتها بـ”مائدة” متعددة الأصناف والألوان.

ولم تضع حميد سوى قليل من الخبز والمُربى والجبن، لسحور أول أيام شهر رمضان، خوفا من القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وهزّ القصف الإسرائيلي منزل حميد، وأحاله، كما تقول، إلى كتلة من الخوف والقلق، أنساها فرحة استقبال شهر رمضان وكيفية الاستعداد له.

وأضافت حميد لوكالة الأناضول:”أصوات القصف، والخوف من شظايا الغارات الإسرائيلية، كبلّت يداي عن إعداد مائدة مميزة لوجبة السحور، ولم أتمكن سوى من وضع القليل، و ما هو جاهز في الثلاجة”.

وفيما كانت أصوات القصف تتوالى على قطاع غزة، احتضنت “ربى الزعانين”، صغارها الـ”خمسة” في غرفة واحدة، خوفا من شظايا الصواريخ، والغارات المتكررة.

وتقول الزعانين إنها فقدت الليلة الماضية أي طعم بقدوم شهر رمضان، ولم تتمكن، كما تؤكد لوكالة الأناضول، من أداء صلاة الفجر وقراءة القرآن بخشوع.

وأضافت:” الغارات على وسط قطاع غزة كانت عنيفة، للغاية، وشعرت أن حربا جديدة تشنها إسرائيل علينا، وللأسف أطفالي بدلا من أن يهللوا فرحين بفوانيسهم، والأضواء الجميلة التي تبعث منها، وأغانيها الرمضانية، أخذوا يبكون ويصرخون خوفا من القصف”.

وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة مواقع مختلفة في وسط وجنوب قطاع غزة فجر اليوم الأحد، بعد ساعات من شنها لغارات متكررة مساء أمس السبت.

وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون قطاع غزة بردٍ قاس، وفق تصريحات نقلتها الإذاعة العبرية، عقب إطلاق فلسطينيين لصاروخين، أصاب أحدهما مصنعا إسرائيليا في بلدة سديروت المحاذية للقطاع، وأشعل النيران داخله.

وقال يعلون:”نحن نعمل لاستعادة الهدوء في الجنوب ولن نتسامح مع محاولات المنظمات الإرهابية في غزة لتعطيل الحياة اليومية لسكان الجنوب وكما عملنا في الأيام الماضية سنعمل أيضا بقوة ونهاجم الإرهابيين الذين يطلقون النار على إسرائيل”.

وعلى وقع الغارات الإسرائيلية العنيفة لم يتمكن “أسامة مهنا” “23 عاما” من النوم، ليلة أمس، وقال ساخرا لوكالة الأناضول:” غزة في أول سحور لم تكن في حاجة لصوت “المسحرّاتي”، فالطائرات الإسرائيلية تكفلّت بإبقائنا مستيقظين، طوال ساعات الليل”.

وإن كان مهنا قد ظل مستيقظا فإنّ أصوات الغارات الإسرائيلية العنيفة، كفيلة بانتزاع النائمين من فراشهم كما تقول “رشا نعيم” الأم لسبعة أطفال.

وقالت نعيم لوكالة الأناضول إنّ أطفالها استيقظوا من شدة الرعب الذي أصابهم جراء أصوات الغارات العنيفة المتكررة.

وتابعت:” وكأن قدر سكان غزة، أن ينعموا بليالٍ قاسية ومرعبة، ألا يكفي ما نعانيه من حصار، وانقطاع شبه دائم للكهرباء، لقد باتت حياتنا أشبه بحكاية لا تنتهي من القلق”.

وتحاصر إسرائيل غزة، منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية في يناير/ كانون الثاني 2006، ثم شددت الحصار إثر سيطرة الحركة على القطاع منتصف العام التالي، وما زال الحصار متواصلا رغم تخلي حماس عن حكم القطاع، عقب الإعلان عن حكومة التوافق الفلسطينية في الثاني من يونيو/ حزيران الجاري.

وإن كانت الليلة الماضيّة قد مضت على وقع الغارات فإن “أنس ناجي” “19 عاما يخشى من أن يكون فطور غزة وسحورها وتراويحها على وقع الغارات الإسرائيلية.

وأضاف لوكالة الأناضول:” كل ما نخشاه أن تتشابه هذه الليالي، والأيام، وأن تشن إسرائيل حربا قاسية على غرار الحربين السابقتين، فالوضع بات مخيفا ويبعث على القلق الشديد”.

وسبق أن شنت إسرائيل حربين على غزة، الأولى بدأت في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008 وأطلقت عليها عملية “الرصاص المصبوب”، أسفرت عن مقتل وجرح آلاف الفلسطينيين، وتدمير هائل للمنازل وللبنية التحتية.

وشنت إسرائيل حربا ثانيا في نوفمبر/تشرين ثاني 2012، استمرت لمدة 8 أيام أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الفلسطينيين.

وتتمنى الفتاة دارين رمزي 12 عاما لو أن الطائرات الإسرائيلية تتوقف عن التحليق في سماء قطاع غزة، وبث الرعب بغاراتها المتكررة.

وتقول رمزي لوكالة الأناضول:” نتمنى أن نحمل الفوانيس، ونحتفي بقدوم شهر رمضان بعيدا عن الخوف، وأجواء الرعب، وأن نذهب إلى صلاة التراويح دون أن نخشى قصفا قد يفاجئنا في الطريق إلى المسجد”.

وأدى المصلون في مساجد قطاع غزة، مساء أمس السبت، صلاة تراويح أول ليلة من ليالي شهر رمضان، بالتزامن مع سلسلة من الغارات شنتّها إسرائيل على أنحاء متفرقة في قطاع غزة.

وبالرغم من أنّها لم تأبه بالغارات الإسرائيلية وذهبت لصلاة التراويح إلا أنّ نهى صيام، 36 عاما، تمنت أن تشهد الليالي القادمة لغزة هدوءا بعيدا عن الغارات والقصف الإسرائيلي.

وأضافت لوكالة الأناضول:” ما نخشاه الآن هو عدوان كبير، يطفئ نور فرحتنا بالشهر الكريم، وينسي الصغار لون الفوانيس″.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن