غزة: طائرات الاحتلال تحرق بالمبيدات الأراضي الحدودية

المبيدات الأراضي الحدودية

غزة / الوطن اليوم

أقدمت طائرات إسرائيلية خفيفة على رش كميات كبيرة من المبيدات الكيماوية، على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، ما ألحق أضراراً بالمزروعات القريبة من الحدود.

وقالت مصادر متعددة، إن طائرات إسرائيلية خفيفة حلقت على ارتفاعات منخفضة خلال اليومين الماضيين، وأقدمت على رش مساحات واسعة من الأراضي المفتوحة في في عدة محافظات.

وكانت مصادر في وزارة الزراعة في غزة قالت: «إن الاحتلال أقدم على رش مبيدات كيماوية شديدة السمية للأعشاب على الشريط الحدودي، ما أدى إلى تطاير الرذاذ على الأراضي المزروعة بمختلف أنواع الزراعات الحقلية مثل الذرة والشمام والبطيخ والبامية والملوخية، وحرقها بالكامل».

وبيَّن مدير عام الإدارة العامة لوقاية النبات بوزارة الزراعة وائل ثابت في تصريح صحافي، أن طائرات رش إسرائيلية قامت خلال اليومين الماضيين برش مبيدات أعشاب على الشريط الحدودي شرق وادي السلقا شرقي المحافظة الوسطى، مما أدى إلى تطاير الرذاذ على أراضي المزارعين، مضيفاً أنه وبعد معاينة الأراضي الزراعية تبين احتراق أكثر من 91 دونماً مزروعة بمختلف المحاصيل الزراعية.

ولفت ثابت إلى أن بعض المحاصيل الزراعية الواقعة شرق بلدة القرارة بمحافظة خان يونس تضررت أيضا بسبب تطاير رذاذ المبيدات عليها، مؤكداً في الوقت نفسه أن الاحتلال قام قبل نحو ثلاثة أشهر برش المنطقة بمثل هذه المبيدات دون أن يُبين لنا عن طريق الارتباط الفلسطيني ماهية هذه المبيدات.

وأوضح مدير عام الإرشاد والتنمية في وزارة الزراعة بغزة نزار الوحيدي: أن المبيدات التي تم رشها تصنف ضمن مبيدات الأعشاب، وهي تهدف إلى قتل وحرق أعشاب نمت على طول الحدود، وربما يريد الاحتلال من وراء ذلك كشف المنطقة لسهولة مراقبتها، خاصة أن الأعشاب تحجب الرؤية.

وشدد الوحيدي على أن المبيدات المذكورة وصلت إلى مناطق زراعية واسعة وألحقت أضراراً كبيرة بالمزارعين وكبدتهم خسائر فادحة.

وأشار الوحيدي إلى أن مثل هذه المبيدات الخطيرة يرشها الاحتلال باستمرار على الحدود الشرقية دون رقيب أو حسيب، ما يجعل المزارعين دائماً عرضة لمخاطرها.

يُذكر أنه، في العشرين من تشرين الثاني الماضي، كانت طائرات الاحتلال الشراعية قامت برش المحاصيل الزراعية الواقعة على الحدود الشرقية لمحافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، والتي أدت إلى إحراق مساحات شاسعة منها ما كبد المزارعين خسائر فادحة.

وكان عشرات المزارعين في المناطق الحدودية وجهوا الاتهام المباشر في حينه لقوات الاحتلال بحرق محاصيلهم الموسمية القريبة من الشريط الحدودي مع الأراضي المحتلة عام 1948م عمدًا، بعد رشها بالمبيدات الحشرية السامة والقاتلة، مؤكدين قيام طائرات شراعية يستقلها مزارعون إسرائيليون على مدار أربعة أيام برش المحاصيل التي تقع داخل نطاق الأراضي المحتلة «بمحاذاة الشريط الحدودي»، وتعمد رش المحاصيل المزروعة خارج الشريط أيضاً.

مزارعو الشريط الحدودي من جهتهم طالبوا بضرورة جلب ومثول قادة الاحتلال الإسرائيلي أمام المحكمة الجنائية الدولية، لمحاكمتهم على ما اقترفت أيديهم من جرائم جديدة، تُضاف إلى جملة الجرائم التي ما انفكوا يرتكبوها بحق الفلسطينيين أينما وجدوا، والتي آخرها حرق عشرات الدونمات الزراعية بالمبيدات الكيماوية للأعشاب وتكبيد المزارعين خسائر فادحة.

المزارع محمد البسيوني (37 عاماً)، وقف على مسافة غير بعيدة عن أرضه البالغة مساحتها 15 دونماً، والتي تبعد عن السلك الفاصل مسافة تتراوح ما بين 700 إلى 1000 متر تقريباً، وهو يتأمل ما لحق بمزروعاته التي شملها وعائلته بكل رعاية وحب لتكبر وتترعرع ويُزهر حبها من أجل جنيِّها وبيعها في السوق، لتعويض بعض من خسائره المتتالية، بدأ يفرك كفيه ويضرب يداً بيد حسرة على ما حل بهذه المزروعات التي ذبلت أغصانها وتدلت أوراقها وجفت حبوبها من شدة ما رُشت به من مبيدات حشرية كيماوية شديدة السمية.

وقال البسيوني، بالأمس القريب دمر الاحتلال أرضي الزراعية وما احتوته من بئر الماء وقتل بعض المواشي والطيور خلال العدوان الأخير، واليوم رشوا أرضنا الزراعية التي عملنا على تسويتها وزراعتها وبذلنا الغالي والنفيس في سبيل أن نرى مزروعاتنا تكبر وتترعرع لجنيها وبيعها وتعويض ما خسرناه في السابق، بالمبيدات الحشرية التي أحرقت الأخضر واليابس وأعادتنا إلى نقطة الصفر من جديد.

وطالب القيادة  والمؤسسات الحقوقية والمنظمات الدولية برفع قضية باسمهم جميعاً أمام المحكمة الجنائية الدولية؛ لمحاكمة قادة الاحتلال على ما اقترفت وتقترف أيديهم بحق المزارعين والصيادين ورجال الأعمال وكافة أبناء الشعب الفلسطيني.

وأضاف المزارع البسيوني الذي يعيل أسرة مكونة من 9 أفراد، «إن هذه تعتبر المرة السادسة التي يُدمر فيها الاحتلال أرضي وأرض والدي الزراعية التي تبلغ مساحتها نحو 100 دونم وملاصقة للحدود شرق القطاع، حيث اقتلع في السابق أشجار الزيتون التي كانت مزروعة بما مساحته 8 دونمات، وأيضاً اقتلع أشجار الجوافة التي كانت مزروعة على مساحة 5 دونمات، بالإضافة إلى اقتلاع أشجار الحمضيات التي كانت مزروعة على مساحة دونمين من الأرض، واليوم يلحقنا حتى على ما نزرعه من مزروعات حقلية فيعمل على حرقها بالمبيدات أو تدميرها بالجرافات.

من جهته أكد المزارع ماجد وهدان على أن ما يقوم به الاحتلال  من عدوان متواصل عليهم سرعان ما تزيد وتيرته خلال الحرب وما بعده، حيث يقوم أثناء الحرب بعمليات تجريف لأراضيهم الزراعية، أو إحداث حفراً عميقة بداخلها من خلال قصفها بصواريخ تصل إلى أكثر من طنين، كما يقوم بعدها بملاحقتنا أينما وجدنا فيحرق مزروعاتنا أو يحرمنا من التصدير أو يعتقل التجار على حاجز بيت حانون أثناء الذهاب والعودة إلى الضفة الغربية أو غيرها.

وأضاف، ناهيك عن تهديده المباشر لحياتنا، مؤكداً على أن ما يقوم به الاحتلال لن يثني المزارعين عن مواصلة صمودهم فوق أراضيهم، وتحدي كل إجراءات الاحتلال العدوانية التي يقوم بها؛ بهدف تفريغ الأرض من أصحابها لصالح ما يُسمى بالحزام الأمني.

ولفت إلى أن تربة كافة الأراضي الحدودية هي من أكثر التربة خصوبة، كما أنها غنية بالمياه الجوفية العذبة الصالحة للزراعة الحقلية وكافة أنواع الزراعات، وأيضاً التشدد في عودتهم إلى مساكنهم متى أرادوا دون إذن مسبق من أحد، موضحاً أن كافة مزروعاته التي كانت جاهزة للقطف أصبحت أثراً بعد عين، بعد أن تعرضت للحرق الكامل بالمبيدات الكيماوية التي رشتها، أول من أمس، طائرات الرش الإسرائيلية.

بدوره قال المزارع فريد السميري من سكان منطقة «سريج» الحدودية شرقي القرارة، إنه تفاجأ بما حل بأرضه المزروعة بمحصول «السبانخ، والفول، والجرادة»، والواقعة على بعد أكثر من 600 متر من الشريط الحدودي، والتي بدت محروقة بشكل شبه كامل بعد أن طالتها المبيدات الزراعية التي رشتها طائرات الاحتلال.

وأضاف السميري وهو يمسك بكلتا يديه محصول السبانخ وبدأ يقطع ويرمي به، ويقول بصوت عالِ: «هذه المحاصيل تعرضت للإبادة من قبل طائرات الاحتلال الزراعية، ولم نلتقط أنفاسنا بعد، من هول الدمار والخراب الكبير الذي لحق بها، جراء العدوان الأخير».

وناشد مؤسسات حقوق الإنسان بضرورة الوصول لكل مزارع على حدة، وأخذ توكيل رسمي منه؛ من أجل رفع قضايا على قادة الاحتلال الذين لم تورعوا يوماً عن إلحاق الأذى والضرر الجسيم بالفلسطينيين، وخاصة ممن يساهموا في الناتج المحلي من مزارعين وصيادين وتجار وأصحاب مصانع، بهدف إبقاء الاقتصاد الفلسطيني اقتصاداً ملحقاً بالاقتصاد الإسرائيلي على الدوام.

الايام

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن