“فوضى الإشاعة” هل تطيح باستقرار المطبخ السياسي الفلسطيني؟

القدس / الوطن اليوم

قال الكاتب والمحلل الفلسطيني، هاني المصري، إن ما شهدته الساحة الفلسطينية خلال الأيام القليلة الماضية من تداول لأخبار وصفتها السلطة الفلسطينية بالإشاعات هو انعكاس لأزمة شديدة وستؤدي إلى تفجّر أزمات في ظل عدم اقتناع هذه القيادة بأن طريق المفاوضات فشل، وأننا بحاجة إلى مسار آخر يقوم على المقاومة والمقاطعة ومواجهة الاحتلال والوحدة الوطنية.

وتناقلت وسائل الإعلام العربية مؤخراً أنباء عن إقالة عباس المقربين له وهم ياسر عبده ربه، وإقالة عزام الأحمد من إدارة ملف المصالحة، إضافة إلى استقالة رئيس الحكومة رامي الحمد الله.

كل هذا وما تبعه من أنباء تم تداولها عن اجتماع  وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بأمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة، ياسر عبد ربه، وبرئيس الحكومة الأسبق، د. سلام فياض، والقيادي المفصول من فتح، محمد دحلان،  إلى ما أثير اليوم عن استقالة أمين سر منظمة التحرير وضعت الساحة الفلسطينية بمطبخا السياسي في دائرة من الفوضى الخلاقة التي لم تشهدها الساحة الفلسطينية التي اعتمدت السرية وإخفاء الخلافات عن الشارع الفلسطيني.

وأضاف المصري  ‘ما تشهده الساحة الفلسطينية والمطبخ السياسي الفلسطيني من صراعات هو علامة انهيار، وإذا لم يتغير المسار الفلسطيني بأكمله فإن ما يتبع هذه الأزمة سيكون سيء، خصوصًا أن ما يحدث يؤكد فشل خيار المفاوضات وفشل في شق طريق آخر’.

يشار إلى أن  الرئيس الفلسطيني محمود عباس اضطر للنزول الى شوارع رام الله ليلة أمس الأول لدحض إشاعة دخوله للمستشفى للعلاج من نوبة قلبية حادة،  وسبق ذلك بعدة ساعات بيان للحكومة الفلسطينية ينفي استقالة الحمد الله.

وأضاف المصري أن ما يحصل هو انعكاس لأزمة شديدة ستؤدي إلى تفجر أزمات في ظل عدم اقتناع هذه القيادة بأن طريق المفاوضات فشل وأننا بحاجة إلى مسار آخر يقوم على المقاومة والمقاطعة ومواجهة الاحتلال والوحدة الوطنية . وقال إن انعكاس هذه الأزمات على الشارع الفلسطيني كبير  فهذه القيادة  تنشغل بقشور وبأزمات داخلية في ظل حصار على غزة والقدس، وفي ظل استمرار الاستيطان وفشل مسار أوسلو وقضايا أخرى كثيرة تهدد الفلسطينيين وقضيتهم ‘كل هذا يتم إهماله ويتلهون بصراعات داخلية’.

وتابع أن ما يجري في الأيام الأخيرة حروب شخصية على أبواب مؤتمر حركة فتح وبدلا من مواجهة الاحتلال  يناقشون من عيّن هذه الوزيرة ومن توسّط لها، وهذه الأوضاع إن لم يتم تداركها فان هذا يشير إلى علامة انهيار. وقال إن هذا المسار فشل كليا ولا ينفعه الترقيع ويجب تغييره .

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي فراغ ياغي إن ما يحصل نتاج لأزمة في القيادة والسلطة والمؤسسة. وأضاف أن عدم توفر خطة عمل فلسطينية أدى لاندلاع هذه الأزمة التي تعتبر نتاجا للوضع السياسي المزري، وعدم وجود خطة تخرج القيادة والمؤسسة حتى البيت الفتحاوي نفسه من هذا المأزق وضعها في هذا الاتجاه.

وأضاف ياغي أن البيت الفلسطيني بحاجة إلى بناء جديد وهذا لا يمكن أن يتأتى سوى بإجراء الانتخابات، خصوصًا وأن القيادة الفلسطينية تعاني من أزمة واضحة لا تخفى على أحد وبالتالي أصبحت حديث الناس.

وقال ياغي إن ما تردد لا يدخل في إطار الإشاعات فحوار عضو مركزية فتح الأحمد على الهواء مباشرة ونقاشه العلني مع  الحمدالله  وما تخلل هذا الحوار أظهر علنا ما كان يقوله الناس في السر.

هذه ‘الاشاعات’ كما وصفتها السلطة الفلسطينية أعقبت موجة خلافات حول شرعية نقابة الموظفين الحكوميين التي أصبحت في متناول قرارات اعتقال رئاسية بحق رئيسها وأعضائها للحد الذي طوقت به الشرطة الفلسطينية أعلى مؤسسة تشريعية لمنع أمينها العام، إبراهيم خريشة، من الدخول للمجلس التشريعي بعد عزله من منصبه والحاقه بمؤسسة ديوان الموظفين، بادعاء أن خريشة كان قد تقدم باستقالته من منصبه قبل عامين وأن استقالته تم قبولها ولا يحق له دخول التشريعي، لتصبح كل القضية أمام القضاء الفلسطيني للحسم في شرعية النقابة من عدم شرعيتها.

إبراهيم خريشة، عضو المجلس الثوري لحركة فتح و أمين عام المجلس التشريعي الفلسطيني قال إنه لا يجد تفسيرا  لما يحصل من تداول أنباء وهو يسأل نفس أسئلة المواطنين في الشارع الفلسطيني ‘ما الذي يحصل’.

وحول أزمته مع الرئاسة على إثر صدور مذكرة اعتقال بحقه ومنعه من دخول التشريعي قال خريشة إن قضيته أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإن اتصالات تجري لإنهاء هذه المشكلة مضيفا ‘نأمل خيرا وموقفنا من النقابة واضح وهو ما أصدرته الكتل البرلمانية من بيانات حول النقابة’.

ونفى عبد الله عبد الله، عضو المجلس الثوري لحركة فتح ، وجود أي خلافات قائمة بين رئيس السلطة، محمود عباس، وعضو اللجنة المركزية للحركة، عزام الأحمد، على خلفية الواقعة الإعلامية الأخيرة.

وأكد عبد الله في تصريح صحافي، اليوم الأحد، أن ما تروجه وسائل الإعلام عن وجود خلافات عميقة بين الأحمد وعباس من جهة، والأحمد ورئيس الحكومة رامي الحمد الله من جهة أخرى عارية عن الصحة تماماً. وأوضح أن العلاقات بين الشخصيات الثلاثة جيدة، ولا توجد بينهما أي خلافات على ملفات سياسية أو غيرها من الأمور التي تتداولها وسائل الإعلام.

من جهته أصدر الإعلامي ماهر شلبي توضيحا حول حلقته الاخيرة في برنامجه التلفزيوني ‘حكي عَ المكشوف’ والتي استضاف فيها مساء الخميس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الاحمد. وقال في التوضيح: ‘بخصوص البيان الذي أصدره ياسر عبد ربه والذي قال فيه إنه سيتوجه الى القضاء لمحاكمتي وأنه سيقطع لساني ولسان من هم على شاكلتي فأنا سأترك الموضوع للقضاء ليقول كلمته. أما محاولة البعض تشويه ما قلته في البرنامج فلا يمكن أن يرد في خاطري من قريب أو بعيد وأنا المتمسك بوطني وبكل حبة تراب فيه المطالبه بابعاد أي مواطن عن الوطن لانتقاده السلطة إذن لكنت أول المبعدين. أن ما قلته في سياق محدد وفي موضوع محدد وهو أن بعض كبار المسؤولين في السلطة والمنظمة لا يملون من التشويه والاصطياد في أي مناسبة لاظهار أنهم في موقع المعارضه والمدافع عن حقوق الشعب فهم يريدون السلطة والمعارضة ، الصيف والشتاء في ذات الوقت هؤلاء من قصدت وقلت بإمكانهم ترك السلطة والبحث عن بلد آخر يعيشون فيه،وإذا فهم كلامي على وجه آخر فأنا لدي من الشجاعة والجرأة الكاملة وليس لسبب آخر أن اعتذر عن أي فهم خاطئ’.

نقلا عن عرب 48

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن