قائد “جفعاتي”: الحرب على غزة جزء من حرب دينية ممنوع وقفها قبل حسمها

تحت هذا العنوان “قائد لواء غفعاتي يحارب الفلسطينيين” كتب يغيل ليفي في صحيفة “هآرتس”، عن الرسالة العسكرية التي نشرها قائد لواء “غفعاتي” عوفر فاينتر، في بداية عدوان “الجرف الصامد” التي أثارت عاصفة اتهم خلالها فاينتر بأنه يعارض الحرب في غزة كحرب دينية هدفها “إخضاع العدو الذي يشتم ويجدف آلهة إسرائيل”.

ويقول ليفي إن الرسالة التي وزعها فاينتر “ليست ذات معان دينية مجردة، ذلك ان مفهوم الحرب الدينية وجه نشاط فاينتر على المستوى العملي”. فخلال جولاته مع الصحافيين في بلدة خربة خزاعة، عرض فاينتر أمام الصحافيين مسجدا دمره سلاح الجو بناء على طلبه بادعاء أنه تم إطلاق النار من داخله، وفق الصحيفة.

وجاء في الصحيفة الإسرائيلية: يضيف ليفي أن فاينتر قال للصحافيين (هل ترونه؟ لقد كان هذا مسجدا ذات مرة). قالها بنشوة دون أي شعور بالذنب أو الأسف وهو يمشي بين خرائب القرية التي طرد الجيش 13 ألف نسمة كانوا يعيشون فيها. ثم واصل وقال مفاخرا للمحلل العسكري للقناة العاشرة، الون بن دافيد (عندما قلت لك بأن خزاعة تبدو مغايرة، هذا ما قصدته.

وفي محادثة مع صحافي آخر “فاخر فاينتر بالخطوات التي يقوم بها للحفاظ على حياة جنوده”، حيث قال، كما أوردت الصحيفة: نطلق قذيفة أو صاروخا مضادًا للدبابات على كل بيت قبل الدخول إليه.

ولم يعرض فاينتر هذه الأمور كجزء من سياسة عسكرية موحدة وملزمة، حيث وللمقارنة، وصف ما حدث في قطاع آخر عندما قتل ثلاثة جنود من كتيبة “ماجلان” لدى دخولهم إلى بيت مفخخ.

ويضيف الكاتب أن “القمة وصلت بتفعيل نظام (هانيبال) في رفح، بعد اختطاف الجندي هدار غولدين. فحسب التقارير قامت قوات الجيش بتفعيل قوة نارية تتجاوز كل التناسق إذا استخدمنا مصطلحات الجيش، في سبيل إحباط عملية الاختطاف، وشمل ذلك إطلاق النار داخل البيوت وقتل حوالي 150 فلسطينيا غالبيتهم من المدنيين. وفي هذه المرة لم يتم حتى تحذير السكان كي لا يتمكنوا من الهرب”.

ويضيف أن جرائم الحرب “لا تتم بالضرورة حسب أوامر دينية، لكنه يسهل إزالة موانع ارتكابها عندما يتم التعامل مع الحرب كحرب دينية من قبل من يؤمن بأنه يقتل العدو (الذي يجدف اسم الله)، والوصية بوراثة البلاد تحتم خوض حرب بلا هوادة ضد أحفاد الفلستينيين (شعب عاش في البلاد في القرن الثاني عشر قبل الميلاد)، كما وعظ خلال عملية الجرف الصامد معلم فاينتر، الحاخام ايلي سدان، رئيس الكلية العسكرية (بني دفيد – عيلي)”.

متابعًا، وفق الصحبفة، أن “الهدف كان إسقاط بوابات غزة كما فعل شمشوم، وفتح الطريق أمام تحقيق أفكار سدان– إقامة ملكوت بيت دافيد في الخليل. وبعد إقامة هذه الملكوت (لن يبقى أثر للفلستينيين) قال سدان. ولذلك فإنه بالنسبة لفاينتر وسدان، فان الحرب في غزة ليست قتالا ظرفيا يمكن بعدها أن تأتي المصالحة، وانما جزء من حرب دينية يمنع وقفها قبل حسمها”.

ويقول ليفي إن “المعتقدات الدينية لقائد ما هي مسألة تخصه لوحده، حتى تصل إلى نقطة تولد فيها اخلاقا عسكرية تتعارض مع أخلاق الجيش الرسمية، ويتم تطوير هذه الأخلاق بوحي من التعليم قبل العسكري الذي يتلقاه القائد في كلية تعمل برعاية الدولة. كان يتحتم على قادة فاينتر الإشارة الى الحدود التي تمنع الاعراب عن وجهات نظر كهذه، وتطبيقها بشكل خاص. لكنهم فشلوا في ذلك، ومنحوا فاينتر شرعية كاملة”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن