قبيل حسم الانتخابات الأمريكية.. كيف غير ترامب العالم في 4 سنوات؟

قبيل حسم الانتخابات الأمريكية.. كيف غير ترامب العالم في 4 سنوات؟
قبيل حسم الانتخابات الأمريكية.. كيف غير ترامب العالم في 4 سنوات؟

كان ميت رومني، أحد منافسي دونالد ترامب الجمهوريين، هو الذي حذر حزبه قبل 4 سنوات من أنه في ظل رئاسة ترامب ستتوقف أمريكا عن كونها المدينة المشرقة أعلى التلة، وكانت هذه التنبؤات نتيجة القلق من شخصية ترامب، حيث لم تكن سياسته الخارجية معروفة آنذاك.

وفي السنوات الأربع لإدارة ترامب، هبطت سمعة الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها، وباتت التحالفات القديمة تحت ضغط شديد، وبدأت فكرة تمسك أمريكا بمبادئها تتهاوى، وفقا لصحيفة ”التايمز“ البريطانية.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها عن تأثير ترامب حول العالم خلال فترته الرئاسية المنتهية، أنه بعد اعتماد ترامب نهج الصفقات في الشؤون الخارجية، كان من الصعب تصور أن هناك خطة كبرى، وعلى الرغم من أن العديد من المراقبين يودون اعتبار نهج ”أمريكا أولا“ كابتكار ترامب، إلا أن الحقيقة أن الانعزالية الأمريكية لها تاريخ طويل يعود إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية.

وأشارت إلى أن ترامب أثبت أنه شخصية انتقالية إلى عهد جديد، مستفيدا من تحذير باراك أوباما من توريط أمريكا في صراعات لا تنتهي، والتي كانت نتيجة لصدمة سنوات الرئيس الأسبق بوش.

لم يبدأ ترامب حروبا جديدة، وربما كانت التوترات التي تفاقمت مع إيران من خلال الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي وتراكم العقوبات قد اقتربت إلى التحول لمواجهة عسكرية، كما يمكن أن تؤدي التوترات المتزايدة مع الصين إلى مواجهة عسكرية.

وقد يكون ترامب أكثر مسؤولية من أي زعيم عالمي آخر على تسليط الضوء على التحدي الذي يشكله صعود الصين وتركيز الانتباه عليه، وعلى الرغم من انسحاب أمريكا من مؤسسات متعددة الأطراف، ما زاد من قوة الصين، إلا أن الأوان لم يفت بعد لعكس هذا المسار.

في حين كانت خيارات ترامب الأخرى، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإنهاء فرص قيام دولة فلسطينية، لا يمكن عكسها، وعلى الرغم من أنه لم ينفذ تهديداته بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي، إلا أن مجرد توجيه هذه التهديدات أجبر أوروبا على التفكير بشكل مختلف حول أفضل السبل لضمان أمنها في عصر لم تعد فيه الثقة في أمريكا مطلقة.

حلف شمال الأطلسي وروسيا

أوضح ترامب منذ بداية حملته الانتخابية في عام 2016 أنه يرى أن تركيز حلف شمال الأطلسي على الأمن الأوروبي ”مهمة عفا عليها الزمن“، وأقلق حلفاء الناتو بتلميحه إلى الانسحاب من المنظمة التي وصفها بأنها ”بالية“ والسعي إلى اتفاق جديد مع روسيا. ونجح الضغط في إجبار بعض البلدان الأوروبية على زيادة إنفاقها الدفاعي.

وأعلم تعهده بسحب 12 ألف جندي أمريكي من ألمانيا، بعد أن اتهم برلين بالتقصير في الإنفاق الدفاعي عن القارة الأوروبية، أي بأنها لم تعد قادرة على الاعتماد بشدة على أمريكا لضمان أمنها، وهو درس لن تنساه أوروبا.

وقد غذى تقارب ترامب من موسكو والرئيس بوتين كراهية ترامب تجاه حلف شمال الأطلسي جزئيا.

الشرق الأوسط

أسعدت تحركات ترامب في الشرق الأوسط الإسرائيليين، لكنها أغضبت الفلسطينيين وأفزعتهم، حيث اُنهيت المساعدات المالية الأمريكية للفلسطينيين، واُغلقت مكاتبهم في واشنطن واعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك، ويبدو من المستبعد أن يتمكن رئيس أمريكي آخر الآن من نقلها إلى خارج القدس.

كما يبدو من المرجح أن تصبح الجوانب الأخرى لسياسة ترامب في الشرق الأوسط دائمة، فبفضل جهوده قد لا يستطيع الفلسطينيون إقامة دولتهم الخاصة أبدا.

وفي الماضي كانت الدول العربية تشترط إقامة الدولة الفلسطينية على إسرائيل قبل الاعتراف بها، ولكن ذلك تغير مؤخرا.

إيران

أعاد قرار ترامب بالتخلص من الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعه الرئيس السابق أوباما الولايات المتحدة إلى مسار المواجهة مع إيران وعزل واشنطن عن حلفائها الأوروبيين، وزعم ترامب أنه يريد التوصل إلى اتفاق نووي جديد أفضل مع إيران، لكن حملة العقوبات ”القصوى“ التي فرضها على إيران، والتي دمرت اقتصادها، لم تجبرها على العودة إلى طاولة المفاوضات.

وأضر انهيار الاتفاق بالمعتدلين الإيرانيين الذين دافعوا عن المفاوضات وعزز يد المتشددين الذين يقولون إنه لا يمكن الوثوق بالأمريكيين، ومن الممكن أن تكون قضية التفاوض مع أمريكا قد ضاعت مع طهران.

وأذهل قرار ترامب بقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني المنطقة وزاد من حدة التوترات مرة أخرى، وتعهدت طهران بالرد، ولكن وصول وباء الفيروس التاجي إلى إيران أحبط الخطط لاتخاذ المزيد من الخطوات.

كوريا الشمالية

كانت تعبيرات ترامب الكئيبة خلال اجتماعه الانتقالي الأول مع أوباما نتيجة تلقيه تحذيرا عن برامج كوريا الشمالية النووية والصواريخ الباليستية، حيث قال له أوباما إنه قبل انتهاء فترة ولايته، من المحتمل أن تكون كوريا الشمالية قادرة على ضرب الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من إقامة مؤتمرات القمة والتباهي بصداقة ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، لم يتغير أي شيء في العلاقة الأمريكية الكورية الشمالية، حيث واصل كيم إجراء التجارب النووية وإطلاق الصواريخ، في حين فشل ترامب المتحمس للتوصل إلى اتفاق ثنائي، في الضغط من أجل اتخاذ أي إجراء متعدد الأطراف في الأمم المتحدة.

ولا تزال كوريا الشمالية تعمل بصورة غير مشروعة، وعلى الرغم من إعلان الرئيس أنه ”لم يعد هناك تهديد نووي من كوريا الشمالية“، يقول الخبراء إنها تتقدم إلى درجة قد تضطر الولايات المتحدة قريبا لقبولها كقوة نووية والاكتفاء بنظام للرقابة.

الصين

قد يكون إرث ترامب هو إشرافه على بداية حرب باردة جديدة بين أمريكا والصين، ويرتبط ذلك بحزم وقوة بكين المتزايدة، وهو خطر ربما كان ترامب أسرع في إدراكه من قادة العالم الآخرين.

وبعد أن بدأ بهاجس بالعجز التجاري، أصبح تشكيك ترامب في الصين منهجيا في واشنطن وسط مخاوف بشأن ممارساتها التجارية غير العادلة ونفوذها المتزايد.

إلا أن نقص اهتمامه بالعمل مع المؤسسات متعددة الأطراف قد عمل لمصلحة الصين، حيث كان من المفترض أن تنضم الولايات المتحدة إلى الشراكة عبر المحيط الهادئ للمساعدة في مواجهة استخدام الصين للأدوات الاقتصادية لأغراض جيوسياسية في المنطقة، ولكن ترامب انسحب منها واصفا إياها بأنها ”احتيال تجاري عملاق“.

والآن تتسابق بكين لضم جيرانها في ”الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة“ المنافسة، لتخلق أكبر كتلة تجارية في العالم.

وقد انسحب ترامب تدريجيا من مؤسسة دولية تلو الأخرى، من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى اليونسكو ومنظمة الصحة العالمية، ما فتح المجال أمام نفوذ صيني أكبر، وبعث برسالة مفادها أن النظام الدولي القائم على القواعد قد لا يحظى بعد الآن بدعم أحد أهم بُناته الأصليين.

مراقبة الأسلحة

لقد كان الرئيس الجمهوري رونالد ريغان، الذي جمع واشنطن وموسكو لأول مرة للتوقيع على معاهدة للأسلحة النووية، قلقا من احتمالات الإبادة العالمية إذا خرج سباق التسلح بين القوة العظمى عن نطاق السيطرة.

وفي عام 2018، دعا ترامب إلى إلغاء إحدى أول تلك المعاهدات، والتي تحد من نشر الأسلحة النووية والتقليدية متوسطة المدى.

واستشهد بعدم امتثال روسيا، ولكن هدفه الأكبر كان إجبار الصين على الانضمام إلى اتفاق ثلاثي للحد من الأسلحة، ولكن دون وسيلة للضغط على الصين، فشل هذا الجهد، وعلى الرغم من أن ترسانة الصين أصغر بكثير من حجم ترسانة روسيا، إلا أن قرار ترامب بالتخلي عن المعاهدة أضر بقدرة واشنطن على رؤية ما تفعله روسيا.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن