كيف تحول باراك لشخصية تنغص حياة نتنياهو ؟

1-114

بات ايهود باراك أحد أبرز الجنرالات الإسرائيليين القادرين على تحقيق إنجازات سياسية في إسرائيل، يمثل شوكة في حلق بنيامين نتنياهو رئيس الوزاء الإسرائيلي، الذي يعرفه منذ 50 عامًا ويشكل في كل مرحلة من مراحل حياة الأخير غصة فيها حتى أصبح باراك ينغص حياة نتنياهو.

والتقيا باراك ونتناهو سوية منذ ما يزيد على 50 عاما، حين كان باراك قائد وحدة النخبة سييرت متكال، وكان حينها نتنياهو في الوحدة ضابطا شابا وحازما، ويعرفان بعضهم البعض في مراحل سياسية وعسكرية مشتركة خاضوا فيها الكثير من التجارب.

عاد باراك هذا الأسبوع إلى الحياة السياسية، وهو أمر كان متوقعا بالنسبة للعديد من المحللين والمراسلين السياسيين في إسرائيل والذين يعرفون باراك بأنه “رجل يعود دائما” حينما يرى حالة “الحضيض” التي وصلت إليها السياسة الإسرائيلية.

وتقول “قناة 12 العبرية”: “إن باراك بالنسبة لنتنياهو هو الأسطوري السابق الذي لا يمكن التخلص منه بسهولة منذ 50 عاما”.

وتضيف بوصفها للوضع الحالي: “هم مثل العديد من الأزواج الإسرائيليين، التقوا في الجيش، كان باراك قائدا لوحدة الكوماندوز سييرت متكال، وكان نتنياهو ضابطا شابا وحازما وله مستقبل واعد، وكان باراك قائدا لشقيق نتنياهو يوني الذي قتل في عملية خاصة”.

ووفقا للقناة، فإن نتنياهو أصيب في عملية إنقاذ طائرة سايينا التي اختطفت من قبل فدائيين فلسطينيين عام 1972، والتي قادها ايهود باراك حينها، وبعد 4 سنوات قتل يوني شقيق نتنياهو في عملية عنتيبي عام 1976 بعد اختطاف فدائيين لطائرة أخرى.

واعتبر محللون إسرائيليون تحدثوا للقناة، أن حادثة مقتل شقيق نتنياهو مثلت علامة فارقة مهمة في حياة كل من نتنياهو وباراك.

وفي السنوات التي تلت تلك الحادثة، بقى باراك قائدا في الجيش حتى أصبح رئيسا للأركان ثم وزيرا للجيش قبل أن يصبح رئيسا للوزراء، وكان نتنياهو يدرس في الولايات المتحدة بعد أن ترك الخدمة العسكرية، وعين سفيرا لإسرائيل لدى الأمم المتحدة.

وفي عام 1995 ترك باراك رئاسة الأركان تحديدا وأصبح وزيرا للداخلية في حكومة رابين، ثم وزيرا للخارجية، وفي ذلك الوقت كان نتنياهو رئيسا للمعارضة، وكان من أشد المنتقدين لاتفاقيات أوسلو، حتى أصبح نتنياهو رئيسا للوزراء عام 1996، وتحول باراك إلى منافسه السياسي الأكثر وحشية له، حيث كان يستغل كل حدث في إسرائيل لمهاجمته سياسيا ويحاول أن يصفه بالفاشل، وبعدها جرت انتخابات وفاز بها باراك عام 1999، قبل أن يخسرها في انتخابات عام 2001 لصالح ارئيل شارون.

وبعد سنوات من الفراق السياسي، وفي عام 2009، عاد باراك للحياة السياسية وقاد حزب العمل للانتخابات، وحصل على 13 مقعدا فقط في أدنى مستوى على الإطلاق للحزب في تلك الفترة، وحينها أصبح نتنياهو رئيسا للوزراء واقترح على باراك أن يكون وزيرا للجيش، وقد وافق الأخير، وكانوا في عصر “ذهبي ثنائي” وكانوا يعملون على ترويج خطة لمهاجمة إيران كان يعارضها كبار مسؤولي الأمن، ولكن مع مرور الوقت كان قادة حزب العمل ينادون بترك الحكومة، لكن باراك فضل البقاء في وزارة الجيش واستمر شهر العسل مع نتنياهو حتى عام 2012.

وفي نهاية عام 2012، دب الخلاف بينهم من جديد على خلفية اتهامات نتنياهو لباراك بأنه حاول الاجتماع بمسؤولن أميركيين من وراء ظهره لمحاولة منع تنفيذ هجوم ضد إيران، ومع مرور الوقت أعلن اعتزاله الحياة السياسية مرةً أخرى عام 2013، لكنه كان لا يتوانى في مهاجمة نتنياهو من حين إلى آخر بشكل منتظم، حتى أصبح في السنوات والأشهر الأخيرة واحدا من أكثر منتقدي نتنياهو بشدة.

عاد باراك منذ أسبوع للضغط من جديد على نتنياهو، لكن قد يكون هذه المرة معاكسا للمرات الماضية، فيما يرى المحللون الإسرائيليون أن نتنياهو هذه المرة مختلفا ولم يعد خائفا من باراك لأنه خاض بالفعل الكثير من الانتخابات وحقق انتصارات مجيدة ضد كل الصعاب، وأن باراك يتذكر نتنياهو كشخصية معينة، لكنه أصبح الآن شخصا آخر.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن