كيف تصبح غنيا؟.. هذا هو جواب 177 مليونيرًا صنعوا ثروتهم من الصفر

كيف تصبح غنيا؟.. هذا هو جواب 177 مليونيرًا صنعوا ثروتهم من الصفر

يسعى الإنسان خلال رحلته لتحقيق طموحاته، إلى أخذ الدروس والعبر من أشخاص سبقوه في تحقيق أهدافٍ مشابهة، وهذا ينطبق على السعي نحو الثراء والذي أكد موقع قناة “سي إن بي سي” الاقتصادي أنه عملية تدريجية تحتاج للوقت والصبر.

وشبَّه الموقع أصحاب الملايين العصاميين بالأشجار، إذ ينمو الشجر كل يوم أكثر بقليل عن ما كان عليه في اليوم السابق، ويستحيل رؤية التغييرات الناتجة عن هذا النمو على أساس يومي، لكن تسريع الوقت إلى عشر سنوات في المستقبل ومقارنة الصور القديمة للشجرة بصورها الحديثة، سيجعل التغيير واضحًا وكبيرًا.

وأكد الموقع أن أصحاب الملايين لا يختلفون حقًّا عن الأشجار، فهم يفعلون أشياء صغيرة يوميًّا تجعلهم أقرب فأقرب إلى النجاح، ومن المستحيل رؤية فوائد القيام بهذه الأشياء الصغيرة على أساس يومي، لكن إذا قمت بتسريع الوقت عشرة أعوام للمستقبل وقارنت صورة الفرد من الماضي بصورة له بعد أن جنى الملايين، ستجد أن التغيير واضحٌ ومهم.

السؤال عن السر

لكن معظم الناس لا يرون إلا صورة المليونير الذي يقف على قمة جبل النجاح، بحسب وصف “سي إن بي سي”، فهم يعجبون بالثروة والإنجاز، ويريدون معرفة السر، “كيف أصبحتَ غنيًّا؟”، هو السؤال الذي يريد الجميع أن تتم الإجابة عنه.

وبيّن الموقع أن هذا هو السؤال الذي طرحه المحاسب والمخطط المالي طوم كورلي في عام 2004، عندما بدأ دراسة مدتها خمس سنوات حول الأنشطة اليومية لـ 233 شخصًا غنيًّا من بينهم 177 صنعوا ثروتهم بأنفسهم، و128 شخصًا فقيرًا، ونشر رايلي النتائج لاحقًا في دراسته بعنوان “دراسة عادات الأثرياء”.

وفي “دراسة عادات الأغنياء”، سأل رايلي كل مليونير 144 سؤالًا من أجل محاولة اكتشاف “أسرارهم من أجل النجاح”، ومن ثم شارك نتائجه في عدة كتب من تأليفه أكثرها شهرة هو كتابه “عادات الأثرياء”.

وأكد رايلي للموقع أنه إن رغب أحد في سؤال أصحاب الملايين العصاميين كيف أصبحوا أثرياء للغاية؟، فإنه يرجح أنهم سيقولون: “فعلت الأمور الآتية كل يوم، وهي ما مكنني من النمو للشخص الذي أحتاج لأن أكونه من أجل الحصول على الثروة”.

الأجوبة المنتظرة

والأمور المقصودة هي: أنا أقرأ لكي أتعلم لمدة 30 دقيقة يوميًّا أو أكثر؛ بقيت على اتصال دائم بمؤثرين، وبنيت علاقات قوية معهم على مدى السنوات العشر الماضية. وفي نهاية المطاف، ساعد هؤلاء المؤثرون على فتح الأبواب أمامي.

ومنها: قمت بتجميع مهاراتي وتحسينها وممارستها بشكل متعمد كل يوم، وسعيت أيضًا للحصول على تغذية راجعة من الآخرين الذين شاهدوني وقيّموني أثناء أدائي لتلك المهارات، ثم استمعت إلى نصائح الموجهين الذين ساعدوني خلال سعيي لتحقيق حلمي وأهدافي.

ويضيف: مارست التمارين الرياضية الهوائية كل يوم لمدة 30 دقيقة أو أكثر، حتى أتمكن من الحفاظ على قوة جسدي ودماغي، مكنني جسدي القوي من العمل لساعات طويلة، ومكنني ذهني القوي على إيجاد حلول مبتكرة للمشاكل والتغلب على العديد من العقبات.

ويقول وفق المتخيل: تناولت طعامًا صحيًّا كل يوم؛ ما ساعد جسدي ودماغي على العمل بمستوى أعلى، وعندما واجهت مشاكل أو عقبات، ركزت على حل تلك المشاكل وتجاوز تلك العقبات، في كثير من الأحيان، هذه الحاجة إلى التركيز تتطلب أن أضحي بوقتي مع عائلتي وأصدقائي.

ويتابع: عملت بجد كل يوم للحفاظ على نظرة ذهنية إيجابية، خاصة عندما لا تسير الأمور كما أرغب، استطعت القيام بذلك لأنني كنت أعرف بالضبط أين أذهب، كان لدي رؤية واضحة لوجهتي والتي جعلتني أركز على القيام بالأعمال التي كنت أحتاج إليها من أجل الوصول إلى هناك، ساعدَت نظرتي الإيجابية في بقائي مركزًا على البحث والعثور على حلول لمشاكلي، جعلتني الإيجابية حلالًا للمشاكل، تعلمت أن السلبية جعلتني لا شيء سوى باحث عن المشاكل.

ويكشف من ضمن إجاباته قائلًا: أنفقت أقل مما أربح ثم استثمرت مدخراتي بحكمة، ولأني أملك مدخرات، استطعت استغلال الفرص التي أتت.

ويتحدث ضمن ذلك قائلًا: كنت أقوم بواجبي قبل المجازفة، كنت أعلم كل نتيجة ممكنة وأملك خطة للتعامل مع كل سيناريو، بما في ذلك أسوأ السيناريوهات.

ويفترض خلال إجاباته: كنت أركز على هدف محدد كل يوم حتى أحققه، ثم أضع هدفاً آخر وأسعى لتحقيقه، وفي نهاية المطاف، حققت كل الأهداف التي ساعدتني على تحقيق أحلامي.

ويتوقع رايلي من تلك الإجابات قول أحد المليونيرات: سعيت دائمًا لتجاوز توقعات كل شخص قمت بالتعامل معه، ساعد هذا في بناء الأمان والثقة؛ ما أدَّى إلى المزيد من الأعمال والمزيد من العائدات.

ومن ترجيحات الأجوبة المتوقعة: كنت أتحكم بمشاعري وحاولت أن أبقى في حالة مستقرة خلال تعاملي مع الآخرين، أدركت أن لا أحد يرغب القيام بأعمال مع شخص لا يستطيع السيطرة على مشاعره، ونتيجةً لذلك، رغب عدد أكبر من الناس بالقيام بأعمال معي.

وفي علاقته بالآخر يجيب المليونير الإجابة المنتظرة: كنت حذرًا في كيفية حديثي مع الآخرين، امتنعت عن الشتم أو استخدام لغة تسيء لأي شخص؛ لأنني لم أرغب بإلحاق الضرر بأي علاقات قيّمة بَنيتها بعد أن كرّست لها سنوات عديدة.

ويتابع” تعاملت مع الجميع بالاحترام الذي يستحقونه، الأشخاص الذين كانوا يعاملونني بشكل سيّئ، كنت أرفض القيام بأعمال معهم، والأشخاص الذين عاملوني بالاحترام الذي استحقه، كنت أقوم بأعمال معهم.

وأخيرًا يجيب المليونير وفق إجابات رايلي المفترضة: قمت بتقييد تعرضي للأشخاص السامّين والسلبيين، إنهم يسحبونك للأسفل ويصيبونك بعدوى سلبيتهم؛ ما يقوض قدرتك على إيجاد حلول للمشاكل والتغلب على العقبات بشكل خلاق.

المليونيرات يعيشون حياة روتينية

وأشار رايلي، إلى أن هناك الكثير من الأشياء التي يشعر أصحاب الملايين في دراسته بالسعادة لمشاركتها إلا أن معظم الناس يتوقفون عن الاستماع، إذ كان أصحاب الملايين هؤلاء يخسرون جمهورهم في منتصف طريق روايتهم لقائمة “أسرارهم”.

والحقيقة المحزنة على حد تعبير موقع “سي إن بي سي”، هي أن معظم الناس يبحثون عن قطار مسرع يمكنهم ركوبه للوصول إلى قمة جبل النجاح، فعندما يقول الناس إنهم يريدون معرفة أسرار النجاح، فإن معظمهم يريدون فقط معرفة الطرق المختصرة، وهم يريدون شيئًا يضمن لهم النجاح في فترة قصيرة جداً من الزمن، هم بالتأكيد لا يريدون الاستماع إلى قائمة مملة مكونة بشكل أساس من “عادات يومية”.

لكنَّ الحقيقة، أنَّ أسرار النجاح هي الأشياء المملّة التي يقوم بها المرء كل يوم، والتي تدفعه شيئًا فشيئًا إلى أعلى الجبل الطويل الحادّ للنجاح، على حد وصف الموقع، والاستمرار في القيام بتلك الأمور الصغيرة يجعل المرء ينمو ويتقدم للأمام، نحو تحقيق أحلامه وأهدافه.

وأكد الموقع أن الأشياء العادية والأشياء الروتينية التي يجب فعلها ليصبح المرء ناجحًا ليست وبكل صراحة “أسرارًا” مثيرة، بل هي عادات مملة، إلا أنها ” عادات مملة” تضمن نجاحًا طويل الأمد والثروة كنتيجة جانبية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن