لبنان: خلافات حادة بين القوى السياسية تضع انتخابات الرئاسة في مهب الريح

لبنان جعجع

تتعامل القوى السياسية اللبنانية مع ملف الانتخابات الرئاسية، وكأنه لا شيء مستعجلا يتعلق بهذه الانتخابات، رغم أن أقل من ستة أسابيع تفصل البلاد عن انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال سليمان. ويقول مرجع لبناني بارز إن اتباع سياسة «اللعب على حافة الهاوية» التي يمارسها الأطراف المعنيون لتحسين شروطهم التفاوضية قد تكون لها عواقب وخيمة.
وقال المرجع ان الناخبين الإقليميين لم يتحركوا بعد في هذا الملف، فيما اللاعبون اللبنانيون غائبون تماما، متوقعا العجز عن إجراء الاستحقاق في موعده إذا ما استمرت هذه السياسة، وبالتالي حصول فراغ رئاسي لفترة ما، قبل الوصول إلى قواسم مشتركة حوله، مشددا على أن فكرة تمديد ولاية الرئيس سليمان «لم تعد واردة لمعارضة أكثر من فريق أساسي لها». وفيما يحدد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، اليوم، الأسس التي ستحكم فترته «الرئاسية» إن هو نجح في الوصول إلى سدة الرئاسة الأولى التي تخلو في 25 مايو (أيار) المقبل مع رحيل الرئيس سليمان بانتهاء ولايته، غابت الاهتمامات الرئاسية عن الساحة السياسية اللبنانية التي انشغلت بمعالجة الملفات المطلبية الكثيرة.

ويطلق جعجع الذي اتخذ قرار الترشح منفردا، مفاجئا حلفائه وخصومه، اليوم، برنامجه الانتخابي تحت عنوان «الجمهورية القوية» وبشعار يقول إن «الوضوح والجرأة هما اللذان يبنيان وطنا مع الحليف والصديق والخصم». ويتطرق البرنامج إلى جميع القضايا الأساسية التي يواجهها لبنان سياسيا وأمنيا واقتصاديا، وسيقدم نظرة جعجع إلى الحلول الواجب اتباعها حيالها.

وكشف مصدر في «القوات» عن أن وفدا من نوابها سوف يجري بعد إعلان البيان جولة على مختلف القوى السياسية حاملا إليها البرنامج الانتخابي لجعجع طالبا تصويتها لمصلحته. وأشار المصدر إلى أن أي أحد لن يستثنى من الجولة، حتى حزب الله.

لكن جعجع لم يحظ حتى الساعة بتأييد أي من الأطراف السياسية اللبنانية. وإذا كان من الطبيعي أن يكون لقوى 8 آذار التي تضم حزب الله وحلفاءه، موقف سلبي من هذا الترشيح، فإن قوى «14 آذار» ما تزال من دون موقف حتى الساعة بسبب وجود أكثر من مرشح منها، ما يجعل من تيار «المستقبل» الذي يقوده الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري صاحب الكتلة النيابية الكبرى في البرلمان اللبناني في موقف دقيق لا يمكنه من إعلان مرشحه بعد.

ويقول مصدر قيادي بارز في تيار «المستقبل» إن موقف الحريري واضح لجهة تأييده وصول مرشح من قوى «14 آذار» إلى منصب الرئيس، وهو ما أعلنه مرات عدة. وأشار المصدر إلى أن موقف الحريري يتمثل بضرورة توحد هذه القوى حول مرشح واحد للحفاظ على وحدتها وثقلها الانتخابي (في البرلمان).

وإذ يرفض المصدر نفي أو تأكيد ما يقال من أن «المرشح المفضل للحريري هو جعجع»، يشير إلى أن تيار «المستقبل» ينتظر نتائج «الاتصالات بين الطامحين للرئاسة في 14 آذار» باعتبار أن هذا الموضوع مسيحي بالدرجة الأولى، في إشارة إلى التقاسم الطائفي للمناصب السياسية المعمول به في لبنان، وفيه تكون رئاسة الجمهورية من حصة الموارنة.

ويعول «المستقبل»، على ما يبدو، على نتائج الاتصالات القائمة داخل قوى «14 آذار» للوصول إلى مرشح واحد، وهو ما يبدو واضحا من الجهد الذي يبذله رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة الذي التقى المرشح الآخر للرئاسة، الرئيس الأسبق أمين الجميل أخيرا، علما بأن الأخير تلقى أمس اتصالا هاتفيا من الرئيس سعد الحريري للغاية نفسها.

لكن اللافت كان تصاعد الكلام الذي يصدر عن نواب «المستقبل»، ويشتمّ منه رائحة التأييد لجعجع. فقد أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب زياد القادري، أن «وصول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى رئاسة الجمهورية يلبنن القرار اللبناني أكثر». وأشار إلى أن «الاستحقاق الرئاسي مرتبط بشكل طبيعي بالعوامل الإقليمية والدولية، وخصوصا أن هذا الصراع الإقليمي والدولي يأخذ مداه الحاد في سوريا وغيرها من البلدان، وبالتالي هو أمر مؤثر في السياسة الداخلية اللبنانية».

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن