لماذا اغتال الاحتلال الشهيد فقها بهذه الطريقة؟

مازن فقهاء
مازن فقهاء

شكلت طريقة اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للشهيد القسامي مازن فقهاء صدمة ومفاجئة لتنفيذها عبر أفراد على الأرض، وهو ما لم يكن معهود في قطاع غزة، ويطرح تساؤلات عن سبب اعتماد الاحتلال لهذا الاسلوب والرسائل والأهداف من ورائه.

واستشهد مساء أمس الجمعة الأسير المحرر المبعد الى غزة مازن فقهاء اثر عملية اغتيال بإطلاق نار من سلاح كاتم صوت في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة.

المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، بين أن مخابرات الاحتلال تمتلك وسائل عديدة وطرق متعددة لتنفيذ اغتيالاتها وهي تختار الزمان والمكان المناسبين، موضحاً أن الاحتلال يأخذ بعين الاعتبار ردود الفعل وتعبات أي عملية عند اختيار الوسيلة.

وأكد أبو عامر أن إسرائيل بذلت جهداً كبيراً في اختيار طريقة الاغتيال آخذ بعين الاعتبار حرمان حركة حماس من رد فعل واضح ومكشوف ومن حجة الرد حتى لا تنجر الأمور لحرب جديدة،  مشيراً إلى أن الاحتلال يضع الشهيد مازن على قائمة الاغتيالات منذ فترة طويلة ويعتبره “يعيش في الوقت الضائع”.

وأضاف أن هناك توجه مبكر من قبل الاحتلال لاغتيال فقهاء، لافتاً إلى أن اغتياله جاء في مرحلة حساسة واستخدام هذه الطريقة يحتاج لقرار سياسي من رأس الهرم في القيادة الإسرائيلية وبتوقيع خطي من بنيامين نتنياهو.

وأكد أبو عامر، أن الاحتلال كان يستطيع اغتياله عبر استهدافه من طائرة استطلاع لكنه أراد حرمان حماس من الرد وحجرها في الزاوية وفقدانها للخيارات، موضحاً أن اغتيال مازن بهذه الطريقة الجديدة والمفاجئة تحتاج لرد حذر وللتفكير “بالعقل البارد”.

ولفت إلى أن “اسرائيل” أرادت توجيه ضربة أمنية ورسالة ملغمة لحماس بأن غزة ليست آمنة من المخابرات الاسرائيلية وأن سياسة الاغتيالات قد تعود دون أن تجر لحرب، مؤكداً أن الاحتلال عمل على تضييق هامش المناورة لدى المقاومة.

وأشار المختص في الشأن الإسرائيلي،  إلى أن “اسرائيل” تعلم أنه سيكون من الصعب على حماس أن ترد بهذه الطريقة وأن الرد سيكون بمثابة إعلان حرب جديدة، مبيناً أن الاحتلال على ما يبدوا أخذ احتياطاته الأمنية وتجهز للرد من خلال المناورات الأخيرة والعمل على أخذ العبر من الحرب الأخيرة وتطبيقها.

وأكد أن عدم رد المقاومة يفتح الباب أمام تكرار عمليات الاغتيال بهذه الطريقة وهو ما ستعتبره اسرائيل استعادة للردع، موضحاً أن حماس في مرحلة دقيقة وحساسة.

وأضاف أبو عامر، أن المقاومة ستقيس قراراتها بميزان دقيق ومعظم ردود الفعل ستكون لها حسابات وتابعات، مستدركاً أن حماس أمام تفاضل بين رد فعل ورد أقل كلفة.

وأكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام أن جريمة اغتيال الشهيد القائد مازن فقهاء من تدبير وتنفيذ الاحتلال الإسرائيلي وهو من يتحمل تبعات ومسؤولية الجريمة.

أما المختص في الشأن الإسرائيلي باسم عطايا، فبين أن “إسرائيل” اتهمت مازن الفقهاء في أكثر من مرة بأنه من يقود عمليات المقاومة في الضفة وهو محرك مباشر للانتفاضة، موضحاً أن الاغتيال رسالة لحماس مفادها أننا قادرون على الوصول إلى أي شخصية واغتيالها.

وأكد عطايا، أن الاحتلال يحاول تغيير قواعد اللعبة بحيث يغتال من يريد ويحافظ على الهدنة والهدوء عن طريق الاغتيال غير المباشر، مبيناً أن طريقة الاغتيال رسالة من اسرائيل لحماس بأن لديها فرصة لإعادة التفكير قبل الرد من خلال إعطائها ذريعة للتحقيق في خيوط الاغتيال وإعفائها من حرج الرد المباشر.

وأوضح أن الرد سيكون مكلف وقد يجر الأمور لحرب جديدة واسرائيل تتحسب لذلك، مشدداً أن الاحتلال إذا لم يجد رد من المقاومة سيواصل اغتيال قيادة المقاومة واحد تلو الأخر وبأساليب مختلفة لكن بطرق مختلفة وغير مباشرة.

المصدر : شهاب

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن