لماذا تريد اسرائيل اطلاق سراح بولارد وتتمنع اميركا وما الذي ستحمله الايام المقبلة ؟

لماذا تريد اسرائيل اطلاق سراح بولارد وتتمنع اميركا وما الذي ستحمله الايام المقبلة ؟

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية مقالا للمحلل الصحافي آدم تايلور تناول فيه العقبة التي نشأت نتيجة مطالبة إسرائيل بإطلاق سراح الجاسوس جوناثان بولارد الذي كان يعمل في مراكز حساسة في الولايات المتحدة غير ان ولاءه المتشدد لإسرائيل دفعه الى القيام بأعمال الجاسوسية لصالح إسرائيل ضد اميركا، ولماذا لا تزال الولايات المتحدة مترددة في اطلاق سراحه رغم وعود إسرائيل بإطلاق سراح المجموعة الرابعة من الاسرى الفلسطينيين مقابل ذلك. وفيما يلي ما جاء في هذا المقال:
تردد ان إدارة أوباما تُمعن النظر في موضوع اطلاق سراح بولارد مقابل تنازلات من حكومة إسرائيل.

واذا تحقق ذلك فانه لا شك خطوة جريئة. فاطلاق سراح بولارد الذي القي عليه القبض في تشرين الثاني (نوفمبر) 1985 بعد ان نقل معلومات سرية الى إسرائيل اثناء عمله محللا للمعلومات في البحرية الأميركية، سيخلق وضعا مختلفا سارت عليه السياسة الرسمية الأميركية لعقود من الزمن.

كما انه يمكن ان يكون المفتاح للسير قدما في مفاوضات سلام الشرق الأوسط.

ما الذي يدفع إسرائيل الى الحرص على اطلاق سراحه؟ وما الذي يدعو الولايات المتحدة الى تغيير مساراتها الان؟

قضية بولارد لها دلالاتها لأسباب عدة. فهو أميركي يهودي قيل ان ولاءه لإسرائيل كان شديدا. وكانت إسرائيل قد جندته للتجسس في صيف العام 1984، اثناء عمله في مكتب البحرية الأميركية.

وقالت احدى وكالات الانباء انئذ ان بولارد قبض حوالي 50 ألف دولار مقابل تسريبه للمعلومات. وكان يتوقع ان يحصل على اكثر من عشرة اضعاف هذا المبلغ. لكن تسريبه للمعلومات لفت انتباه زملائه الذين ابلغوا مكتب التحقيقات الفيدرالية، والقي عليه القبض وهو يحاول اللجوء الى السفارة الإسرائيلية في واشنطن.

وصدر الحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة التجسس في العام 1987.

لماذا تريد إسرائيل تحريره؟

هناك عدد من العناصر الرئيسية بالنسبة لأنصاره في إسرائيل وفي غيرها في قضية دعم تحرير بولارد. احدها انه اعترف بانه سلم كمية من المستندات الى إسرائيل، مدعيا انه قام بذلك بدافع الولاء المثالي لإسرائيل وليس لأغراض خبيثة وان المعلومات كانت تتعلق بدول عربية وباكستان والاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة.

وقام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدور خاص في دعم بولارد، واقر بانه كان مصدر إسرائيل، في العام 1998 وزاره في السجن في عام 2002 عندما لم يكن في الحكومة.

لماذا لا تريد الولايات المتحدة اطلاق سراحه؟

يرى كثيرون في الاستخبارات الأميركية بقوة ان يجب الا يطلق سراح بولارد. من ذلك انه في العام 1998 افشل جورج تينيت، وكان مديرا لوكالات الاستخبارات المركزية الأميركية، صفقة مع إسرائيل بشأن بولارد بان هدد بالاستقالة اذا اطلق سراح الجاسوس.

كما ان هناك عددا من الذين قالوا ان عمليات بولارد في الجاسوسية في الواقع هي اكثر ضررا مما كشف عنه اخرون.

وهناك أيضا من اعتبر اطلاق سراحه امرا لا يصب في مصلحة إسرائيل. فقد جاء في مقال لصحيفة “وول ستريت جورنال”: ليست هناك فائدة لإسرائيل من ان تصنع بطلا من شخص يتسم بالكذب والتبجح، وقد تسبب في اضرار احتاجت الى مليارات الدولارات لاصلاحها، واستلم دفعات مالية لقاء تجسسه، ولم يبدُ الندم عليه عندما صدر قرار المحكمة عليه.

ما الذي يمكن ان يحدث الان؟

ارتفعت وتيرة الحملة الاسرائيلية في السنوات القليلة الفائتة لاطلاق سراح بولارد، بما ابداه نتنياهو من دعم رسمي وبعدد من الاسترحامات والاحتجاجات امام السفارة الاميركية في تل ابيب. وقد رفض الرئيس اوباما حتى الان التفكير في موضوع اطلاق سراحه ورفض منحه اذنا لاسباب عائلية. وقال للتلفزيون الاسرائيلي قبل زيارة اسرائيل العام الماضي “بصفتي الرئيس، فان اول التزاماتي هو المحافظة على القانون هنا في الولايات المتحدة والتأكد من تنفيذه طوال الوقت”.

غير ان هناك بعض البوادر التي تشير الى تغيير الموقف بشأن بولارد، الذي يبلغ الان 59 عاما، والذي قيل ان حالته الصحية متدهورة. وابرزها محادثات السلام في الشرق الاوسط التي اطلقها وزير الخارجية الاميركي جون نكيري قبل ثمانية اشهر. ويبدو ان المأمول هو انه في حال موافقة الولايات المتحدة على اطلاق سراح بولارد، فقد توافق اسرائيل على اطلاق سراح عد اكبر من الاسرى الفلسطينيين او فرض موعد نهائي تتوقف فيه عمليات اقامة مبان جديدة في الاراضي المتنازع عليها، وهي مسألة محرجة بالنسبة للمفاوضين الفلسطينيين.

ومثل هذه الخطوة، وهي اطلاق سراح مجرم دانته محاكم اميركية مقابل تنازلات من دولة اخرى، سيكون استثنائيا بالنسبة للولايات المتحدة، ومن المحتمل ان يثير ازمة في المحادثات. وهناك عنصر اخر لا بد من التفكير فيه، ذلك ان بولارد يحين موعد النظر في اطلاق سراحه في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، بعد ان يكون قد قضى 30 عاما من الحكم عليه.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن