لماذا تضخم إسرائيل قدرات كتائب القسام بغزة!

طائرة القسام بدون طيار

غزة – محمد العرابيد

سلط قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي الضوء على قدرات المقاومة في غزة وعلى رأسهم كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة “حماس”، بالتزامن مع تسلم حكومة التوافق مهامها بالقطاع، وأيضا كذلك بعد زيارة وفد الحركة لإيران الأسبوع الماضي.

ونشرت وسائل الإعلام العبرية خلال الأيام الماضية تحليلات عسكرية وتصريحات من قادة الجيش، تشير إلى أن القسام أدخل تطويرات هامة ودقيقة على المنظومة الصاروخية التي يمتلكها، مما يجعله يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لـ(إسرائيل) بسبب العلاقات الوثيقة التي تربط إيران بحزب الله وتحسن علاقتها بـ “حماس”، مدعية ان من شأن ذلك أن يغير قواعد الحرب.

وأكد محلل الشؤون الأمنية في صحيفة “معاريف” العبرية، يوسي ميلمان، أنّ الجناح العسكريّ لـ “حماس”، تمتلك عددًا غير معروف طبعًا من صواريخ القسام وغراد والكاتيوشا، إضافةً لصواريخ “فجر-5” الإيرانية الصنع، وأخرى صينية، إلى درجة أصبح لديها ما يُمكن اعتباره “سوبر ماركت” صواريخ متعددة الجنسية بامتياز، على حدّ وصفه.

وعلى ما يبدو فإن تضخيم الاحتلال لقدرات المقاومة في غزة وعلى رأسهم كتائب القسام يأتي بعد فشلها في فرض شروط على السلطة وحكومة التوافق تتمثل في نزع سلاح القسام، والاعتراف بـ(إسرائيل).

ويهدف الاحتلال من خلال تضخيم قدرات المقاومة بغزة إلى التأكيد للمجتمع الدولي أن حماس في غزة أصبحت قوة عسكرية كبيرة تهدد الأمن الإسرائيلي، وأنه لا يمكنكم التعامل معها إلا في حال جرى نزع سلاحها العسكري.

كما يسعى الاحتلال لإظهار قدرات القسام بشكل متواصل ليضع تصورا أمام الرأي العام الدولي بأن (إسرائيل) تواجه منظمات “إرهابية” تمتلك قدرات عسكرية كبيرة، وذلك لتخفيف الضغط عليه من خلال خلق مبررات أمام المجتمع الدولي لشن حرب على القطاع في أي وقت يشاء.

وهذا ما يؤكد أن للاحتلال أهدافا مبطنة ضد غزة، بعد ما ذكرت مصادر إسرائيلية أن حركة “حماس” تمتلك العشرات من الصواريخ المضادّة للدبابات الموجهة بالليزر، الأمر الذي سيُمكّنها في حال اندلاع حرب مع (إسرائيل) من إنتاج شبكة من الصواريخ المضادة للدبابات في مواجهة طوابير الدبابات وناقلات الجند المدرعة.

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله، أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول من خلال تضخيم قدرات القسام بغزة بالتزامن مع تسلم السلطة مهامها بالقطاع، إرسال رسائل تدفع الأطراف المحلية والإقليمية للنظر من جديد في المصالحة.

وأوضح عطا الله في حديث لـ”الرسالة نت”، أن الاحتلال يحاول تخريب المصالحة بشكل غير مباشر، بعد أن تأكد أنه لن يستطيع أن يفشلها بشكل مباشر كون تدخله قد يغضب مصر وكل الأطراف الراغبة بإتمام المصالحة.

وأشار إلى أن حديث الاحتلال المتكرر بأن غزة يوجد بها ترسانة أسلحة في الوقت الذي تطور علاقتها مع إيران، وتجري تجارب صواريخ، ليقول لرئيس السلطة محمود عباس لا تذهب للمصالحة، وأن يبقى القطاع بحالة عزلة تامة.

وقال عطا الله:” يحاول الاحتلال أن يقول لعباس بأنه سيواجه حقل ألغام وترسانة صواريخ بغزة، ما يخالف جميع الاتفاقات مع السلطة ويضعها أمام صعوبات كبيرة، وهي رسائل غير مباشرة لإفشال المصالحة”.

وبيّن أن الاحتلال يهدف من خلال “شيطنة” غزة إلى تبرير أي هجوم على القطاع في أي وقت ما يجعل هذا الخيار حاضراً، خاصة في ظل شبهات الفساد التي يواجهها نتنياهو والتي تهدد بانهيار الحكومة ما قد يدفعه لخوض عدوان على غزة لمنع هذا الانهيار، والحرب الماضية على غزة كانت دليلا على ذلك، وفق تقديره.

وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، كشفت النقاب السبت، عن وحدة “كوماندوس” بحري خاصة تتبع قوات الاحتلال، تُشكل أحد مهامها الكشف عن الصواريخ “التجريبية” التي تطلقها كتائب القسام؛ الذراع العسكري لحركة “حماس”، نحو البحر.

وتقول قوات الاحتلال، أن حركة حماس تقوم بين وقت وآخر بإطلاق صواريخ “تجريبية” باتجاه البحر؛ لا سيما بعد انتهاء الحرب الأخيرة على غزة (صيف 2014).

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن