لماذا تعثرت صفقة طائرات “إف-35” بين الإمارات والولايات المتحدة؟

لماذا تعثرت صفقة طائرات
لماذا تعثرت صفقة طائرات "إف-35" بين الإمارات والولايات المتحدة؟

تسببت صفقة الطائرات الشبحية الأمريكية “إف-35” ضخمة التكلفة، والتي كانت مقررة بين الإمارات وأمريكا، في توتر بين البلدين على مدار الأسابيع الماضية بسبب شروط واشنطن الصارمة.

على أي حال، وبسبب تأخر أمريكا في تنفيذ الصفقة البالغة قيمتها 23 مليار دولار، اضطرت الإمارات إلى إعلان تعليقها، وسط تقارير تؤكد تمسك الجانبين بإتمامها في نهاية المطاف.

وأخطرت الحكومة الإماراتية، يوم الثلاثاء، الولايات المتحدة، رسميا، بتعليق المفاوضات بشأن الصفقة العسكرية الضخمة، عقب تقارير أثارت تكهنات بشأن الاتفاق الضخم.

وأرجع الإماراتيون قرارهم إلى فرض الولايات المتحدة قيود فنية وغير فنية الصفقة، وسط تكهنات بأن أمريكا تحاول التأكد من أن النسخ الموردة إلى “إسرائيل” من نفس الطراز “متفوقة” على غيرها في أي مكان من العالم.

• بلينكن: الولايات المتحدة مستعدة لبيع الإمارات طائرات إف-35

وقال متحدث باسم الحكومة عقب الإعلان عن تعليق الصفقة إن الاشتراطات الفنية والقيود على العمليات وتحليل التكاليف والفوائد- عوامل أدت إلى “إعادة التقييم”، مشيرا إلى احتمال استئناف المحادثات في المستقبل.

بعد الإعلان عن تعليق الصفقة، صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بأن بلاده مستعدة للمضي قدما في بيع طائرات “إف 35” وأخرى مسيرة للإمارات إذا كانت لا تزال مهتمة بذلك.

لكن وزير الخارجية اشترط ضمان التفوق العسكري النوعي لـ”إسرائيل”، وإجراء مراجعة للتقنيات المستخدمة في الإمارات، لإتمام الصفقة التي تشمل 50 مقاتلة “إف-35” إلى جانب معدات عسكرية أخرى.

يأتي ذلك، رغم أن الإمارات أعادت ضبط سياستها الخارجية بعيدا عن التدخلات العسكرية التي ربما تحظى بانتقادات غربية، مثل اليمن، وبالتالي فربما لا تحتاج إلى مثل هذه المقاتلات الشبحية. بحسب تقرير لـ(سي إن إن)

• هل استغنت أنقرة عن طائرات إف 35 الأمريكية.. ماذا عن 1.4 مليار دولار التي دُفعت؟

وفقا للتقرير، فإن الإمارات ربما باتت تنظر أيضا إلى الولايات المتحدة على أنها حليف “لا يعتمد عليه” بعدما كانت أهم حليفا لها، كما أنها مستاءة من ضغوط واشنطن لتعطيل عمل شركة “هواوي” الصينية في الإمارات وإغلاق بعض أعمالها في البلاد.

في وقت سابق، قالت مسؤولة في إدارة بايدن، إن تأخير إتمام الصفقة كان بسبب رغبة الرئيس الأمريكي في مراجعة الاتفاقات التي وقع عليها سلفه دونالد ترامب والتأكد من أنها تصب في مصلحة واشنطن.

لكنها أضافت أن واشنطن تريد دائما من شركائها في برنامج “إف-35″، التأكد من “أمان التكنولوجيا الأمريكية”، وحماية مقاتلاتها والبلدان التي تستخدمها، مضيفة أن الإدارة متخوفة من استخدام شبكات الجيل الخامس الصينية في أي مكان في العالم.

استشهد تقرير (سي إن إن) بتصريحات المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، والتي قال فيها، إنه من المهم للقوى العظمى أن تحاول إدارة صراعاتها ومنافساتها بطريقة لا تنزلق بها إلى حرب باردة.

وأضاف أن هذه الحرب الباردة المحتملة ستكون كارثة للقوتين العظميين (أمريكا والصين) وللجميع أيضا. ازداد حجم التجارة بين الإمارات والصين بنسبة 40% هذا العام. وفقا لـ(سي إن إن)

• وول ستريت جورنال: الولايات المتحدة أوقفت بناء الصين قاعدة سرية في الإمارات

وحول الصين أيضا، كشفت تقارير إعلامية الشهر الماضي، عن أن الاستخبارات الأمريكية علمت أن الصين تبني موقعا عسكريا بشكل سري داخل ميناء إماراتي قريب من أبو ظبي، وأن بايدن أعرب عن مخاوفه إزاء التواجد الصيني المتزايد في البلد الخليجي.

ومع ذلك، ووفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، ترى الإمارات أن المتطلبات الأمنية التي وضعتها واشنطن لحماية أسلحتها من “التجسس الصيني”، مرهقة للغاية.

لكن الصحيفة أشارت في الوقت ذاته، إلى أن الإجراء الإماراتي كانت بمثابة “تهديد” يسبق “خطوة تفاوضية”، حيث يزور وفد عسكري إماراتي البنتاغون، لعقد محادثات تستمر يومين بداية من أمس الأربعاء.

على جانب آخر، ومع ابتعاد الإماراتيين عن المغامرات العسكرية الأمريكية في المنطقة، فإنهم باتوا في وضع أفضل في سوق الأسلحة، وأعلنوا مؤخرا عن صفقة دفاعية بقيمة 19 مليار دولار مع فرنسا للحصول على 80 مقاتلة “رافال”.

ووفقا لتقرير شبكة (سي إن إن) الأمريكية، فإنه رغم حضور الطائرة “إف-35” في معرض للمعدات الجوية في دبي، أخيرا، فإن طائرة “تشيك ميت” الروسية هي من خطف الأضواء.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن