لماذا كشف الاحتلال عن فقدانه “مواد سرية” قرب غزة.. هل هو فخ للمقاومة؟

الحدود

في خبرٍ أمنيٍ مفاجئٍ، سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية، في وقتٍ متأخر من مساء الخميس، بنشر خبر مفاده “أن قوات الاحتلال الاسرائيلي تبحث عن مواد حساسة وسرية جدًا ألقيت عن طريق الخطأ قرب غزة”.

ونقل موقع “0404” الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله: “لقد فقدت قواتنا مواد سرية وحساسة جدا في الأيام القليلة الماضية. وقد تم إلقاء هذه المواد عن طريق الخطأ في القمامة قرب حدود غزة، وفي الأيام الماضية كان الجيش يبحث بشكل مستمر ومسعور عن هذه المواد.. هذه مادة حساسة، سنبحث عنها في كل مكان ممكن للعثور عليها “.

وقال مكتب المتحدث باسم قوات الاحتلال ردا على ذلك: “خلال هذا الأسبوع، فقدت مواد عسكرية سرية، ويجري التحقيق في الأمر، ووفقا لما تم التوصل إليه ستتخذ تدابير تأديبية بحق المتسببين”.

الخبير في الشأن الإسرائيلي فادي عبدالهادي يرى أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية لا تنشر أخباراً امنية بتلك الطريقة إلا ويكون ورائها أهداف إما عسكرية أو أمنية، الأمر الذي يدعو لضرورة تحليل الخبر الذي جاء بشكل مفاجئ على الصحافة العبرية بقرار من الرقابة العسكرية.

الخبير عبدالهادي يوضح “أن نشر الرقابة العسكرية لخبر من هذا القبيل يشتم منه تبييت نوايا إسرائيلية سيئة قد تستهدف المرابطين على حدود قطاع غزة”.

وأشار إلى أن الخبر يحمل في طياته غموضاً وريبة كبيرة خاصة في الجزئية التي يذكر فيها الرقيب العسكري أن الجيش سيبحث في القمامة على الحدود وهو شيء يدعو للريبة خاصة إذا ما عرفنا أن قوات الجيش الاسرائيلية المتمركزة قرب السياج الفاصل يتم جمعها من قبل شاحنات “الكيبوتسات” المجاورة لغزة، ويتم رميها في مكبات للقمامة داخل “إسرائيل”، ولا يوجد أي شاحنات قمامة إسرائيلية تكبُ نفاياتها قرب السياج الفاصل مباشرة.

وذكر عبدالهادي أن الأمر الآخر المثير للشكوك في الخبر ورود كلمة “مواد سرية”، مشيراً إلى ان الجيش الإسرائيلي اعتاد على استخدام هذا المصطلح عند فقدان أحد ضباطه جهاز اللاب توب العسكري أو عند سرقة هاتفه العسكري الذي يحوي خرائط وخطط عسكرية، لافتاً إلى أن مركز قيادة كتيبة غزة يقع بعيدًا عن الحدود، وأن معظم المتمركزين قرب القطاع هم مجرد جنود وضباط صغار الرُتب غير مخولين بالاطلاع على معلومات ومواد سرية.

وشدد على ضرورة أن تحلل دوائر المقاومة الخاصة المعلومات الواردة في الخبر بشيء من الدقة والتمحيص، مع ضرورة عدم استبعاد فرضية أن يكون العدو الإسرائيلي يمهد لشيءٍ ما قد يكون فخاً للمقاومة في حال لم تتنبه جيداً لمضامين الخبر.

يشار إلى أن القناة (20) العبرية ذكرت أن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” سيُجري في الأسابيع المقبلة تدريبات ضخمة ومُعقّدة وواسعة النطاق تُحاكي وقوع هجوم خطير انطلاقاً من قطاع غزة، بواسطة الهاون والصواريخ، وتسلل من الأنفاق والبحر، ويُحاكي اندلاع حرب شاملة، وسيتم خلالها إخلاء المستوطنات.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن