مؤتمر فتح السابع.. وجوه جديدة لـ “المركزية” وتغيير مرتقب في سياسات الحركة

مركزية فتح

مهند العدم – يشهد مقر الرئاسة في رام الله، حركة نشطة لقادة حركة فتح، لوضع اللمسات الاخيرة على ترتيبات انعقاد المؤتمر السابع للحركة المقرر نهاية الشهر الجاري، وسط توقعات بأن يشهد المؤتمر انقلابا في سياسات الحركة، وصعوداً لوجوه جديدة ، وغياباً لوجوه أخرى عن المشهد.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، مساء الاثنين، لقد انتهينا من وضع كافة أدبيات انعقاد المؤتمر بشكل جيد، ونحن الان بصدد الانتهاء من مناقشة شكل العضويات من قبل لجنة اختيار العضوية برئاسة الرئيس عباس، والتي ستضم اعضاء منتخبين، وكفاءات، وعدد من العاملين في المنظمات الدولية ومنظمة التحرير.

واوضح زكي ان جدول اعمال المؤتمر سيكون مبنيا على جوهر الحفاظ على الحركة، واصلاح الترهل الذي تعاني منه، وسيحدد شكل التوجه القادم للحركة في ظل انعدام الافق السياسي مع اسرائيل وعدم حصول تقدم في عملية التسوية، وكذلك مناقشة تقارير وقرارات اللجنة المركزية وكافة اعمال الاجهزة الحركية للحركة في بداية المؤتمر من اجل عملية التقييم والمحاسبة لاعضاء اللجنة المركزية، واقرار النظام الداخلي.

ولفت زكي الى انه في حال اجراء اي تعديل على النظام الداخلي سيتطلب موافقة ثلثي الاعضاء الحاضرين ومن ثم اقرار الانظمة واللوائح الحركية، وفي نهاية المؤتمر سيتم انتخاب العدد المطلوب من اعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري بالاقتراع السري.

وقال زكي “المؤتمر سيكون مصيريا وغير مسبوق لاصلاح حالة الترهل التي تعاني منها الحركة، كما انه يؤسس لمرحلة جديدة للحركة بعد انغلاق كافة ابواب التسوية، ورفض اسرائيل لها، وعدم قدرة المجتمع الدولي على تنفيذ قراراته، بعد ان قدمت فتح كل شيء للسلام، لذك ستتم مناقشة اعادة ضبط بعض المفاهيم والبرامج، بما فيها المواجهة مع اسرائيل.”

واضاف “المؤتمر سيقوم باصلاح الفوضى ومحاربة الشائعات، والعمل على تقوية التنظيم لاعادة الحركة الى مكانتها، وتجاوز اي فصل جغرافي او سياسي للحركة”.

وحول اختيار نائب للرئيس، اوضح زكي ان “المؤتمر سيد نفسه وكل شيء ضروري ستتم مناقشته” واضاف “الرئيس تحدث اكثر من مرة عن ضرورة اختيار نائب للرئيس في اجتماعات اللجنة المركزية، وتمنى ان يتم تعيين احد، باعتبار ان الموت سيطال الجميع في اي لحظة، وكذلك هناك توجه لعدد من اعضاء اللجنة المركزية لانهاء القضية من اجل سلاسة الانتقال في حال حدوث اي مكروه للرئيس عباس. لذلك اعتقد ان الموضوع سيطرح خلال المؤتمر، وفي حال اختيار نائب الرئيس من المؤتمر، سيكون ذلك قوة للرئيس”.

وحول الاعضاء الجدد، قال: “المؤتمر سينتخب عددا من الاعضاء الجدد للجنة المركزية، الا ان الاسماء وهويات المرشحين الحقيقيين تبقى رهينة اللحظات الاخيرة، بعد اقرار كافة اللوائح والانظمة والبرامج والتوجهات للحركة، وبناء على ما سيحدث سيقوم المرشحون بترشيح انفسهم”، لافتا الى ان “هناك اشخاصا قد يرفضون الترشح في حال انهم وجدوا انفسهم في حالة مواجهة لا يقدرون على خوضها”.

وحول قضية القيادي محمد دحلان، اشار زكي الى ان “القضية غير واردة للنقاش، باعتبار ان القرار شديد الوضوح بانه لا يجوز ان يكون هناك قرار فصل وفي نفس الوقت مناقشته”.

وحول الاعضاء الاخرين اوضح انه لا يعلم ما اذا كان هذا الموضوع سيطرح وقال “نحن ذاهبون لرأب الصدع لحماية فتح، وذاهبون لتحديد مواقف واقرار سياسات واستراتيجيات، ولسنا ذاهبين الى مؤتمر لفصل اعضاء كما يحاول ان يروج له البعض”.

من جانبه، قال امين سر المجلس الثوري لحركة “فتح”، امين مقبول ان “اللجنة المركزية لحركة فتح ستعقد اجتماعا اليوم الثلاثاء، برئاسة الرئيس محمود عباس، لمناقشة اخر مستجدات التحضيرات للمؤتمر العام ومن بينها قائمة اسماء الذين سيشاركون في المؤتمر”.

واوضح ان “اختيار نائب لرئيس حركة فتح، وفق النظام الداخلي للحركة، يتم من بين اعضاء اللجنة المركزية بعد فوزهم، ويقتصر اختيار قائد الحركة على الانتخابات المباشرة”.

واشار مقبول الى ان “هناك برنامجا سياسيا مقترحا متجددا سيطرح على المؤتمر العام، الذي سيقوم بمناقشته لتطويره واقراره باسم المؤتمر العام”، لافتا الى انه “يعالج المستجدات في الحالة السياسية، والاشتباك مع الاحتلال، ويعالج التعنت الاسرائيلي، والقضايا العربية، والدولية، والحلول السياسية”.

ويرى مقبول “ان المؤتمر استحقاق ديمقراطي تاريخي مثل ما سبقه من مؤتمرات ، ولكن ليس كما يوصف بانه محور الحركة، بالرغم من صعوبة الظروف التي نعيشها والتي هي امام منعطف تاريخي تجعل من انعقاده حدثا بغاية بالاهمية”.

ويرسم المحلل السياسي، هاني حبيب، صورة متشائمة للوضع الفتحاوي ما بعد المؤتمر، مشيرا الى ان “الوضع سيكون اكثر تفجرا عما كان عليه، بفعل الصفقات التي يجرى التحضير لها (كما اشار اكثر من قيادي فتحاوي الى ذلك، على حد قوله) والتي من شأنها اقصاء قيادات تاريخية للحركة، وهو ما ستنشأ عنه جماعات اخرى متفجرة غير الجماعات الدحلانية”.

ورأى حبيب انه “بالرغم من ان المؤتمر يعتبر استحقاقا ديمقراطيا وتنظيميا، الا ان الاجواء لا تسمح بتجاوز العقبات وعناصر التفجير، حيث انه من المفيد ان تقوم الحركة بمراجعة انعقاد المؤتمر لحين ان تسمح الاجواء بذلك خشية من تفاقم الوضع”.

وحول امكانية ان تقوم فتح بتغيير توجهاتها، اوضح حبيب “ان الوضع الفلسطيني برمته لم يعد لديه الخيارات لتغيير توجهاته وخياراته، بفعل حالة الضعف المتأزم التي نمر فيها، وبالتالي قد تكون هناك اشارة الى ذلك في بيان سياسي اكثر منه فعل حقيقي سيسعى الى تحقيقه المؤتمر”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن