ماكرون حذر السعودية من التعرض لأبناء الحريري

ماكرون حذر السعودية من التعرّض لأبناء الحريري

خالد عرار – اعتبر مصدر سياسي في 8 آذار أن السعودية بطبعتها الجديدة وأميرها الفتى المترنح بفعل مسلسل الهزائم في الإقليم، تلقيا في عيد الإستقلال اللبناني ضربةً قوية وقاصمة عندما اختار رئيس الحكومة سعد الحريري إحترام الوحدة الوطنية التي تجلت في هذه الذكرى ورمى جانباً بيان الإستقالة الذي أُرغم على تلاوته أثناء احتجازه في السعودية لأربعة عشر يوماً والتي كانت تستهدف وحدة لبنان وسلمه الأهلي.

ورجّح المصدر أن الخطوة التي اتخذها الحريري تعود لقناعته أن ما كان بينه وبين المملكة لم يعد موجوداً في قاموس محمد بن سلمان الذي ضرب كل القواعد والتقاليد المتعارف عليها تاريخياً داخل عائلة آل سعود. والسبب الآخر، الضمانات المحلية والدولية التي اتكأ عليها الحريري ودفعته إلى اتخاذ خطوة التريث التي قد تطول والتي لا تخلو من تحدٍ صارخ للمملكة التي تردد أنها صادرت كل أملاكه فيها وذلك وفق تقارير أوروبية وغير أوروبية. ولعل المبادرة التي اتخذها الرئيس الفرنسي وأراد ترويجها عبر مواقعه الإلكترونية عندما نادى أحد كبار ضباطه وعرّفه على نجل الحريري «حسام»، رأى المحللون بهذه الخطوة بأنها تحذير شديد اللهجة من «ماكرون» للسلطات السعودية من التعرض لأبناء الحريري الذين ما زالوا في الرياض. هذه المبادرة شكّلت عاملاً ودافعاً قوياً للحريري لاتخاذ خطوة التريث التي جنب من خلالها لبنان النار المشتعلة في المحيط.

وقرار الحريري بالتريث لا يزال يتردد في أروقة قناة “العربية” التي شنّت هجوماً عنيفاً على الحريري واتهمته بالإستسلام لمشيئة حزب الله في لبنان، وذلك وفق المتتبعين لردة فعل هذه القناة الناطقة بإسم الأمير المترنح. وأيضاً هذه الخطوة قضت على أحلام خلية السبهان التكفيرية في لبنان الذين بدأوا بالحفر خلف الحريري قبل أسابيع من إرغامه على الإستقالة في السعودية، ومنهم من هو في تيار المستقبل الذي وقف مذهولاً من القرار الذي اتخذه الحريري بالتريث وهؤلاء من قصدهم الحريري في كلمته التي ألقاها أمام المؤيدين الذين قصدوا بيت الوسط ونعتهم بقلة الوفاء. وترددت معلومات بأن الحريري قال وداعاً ل 14 آذار ولكل الذين استفادوا من عملية الإستثمار المالي خلال حقبة ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

واستبعد المصدر السياسي أن يعود الحريري عن قرار التريث لأنه لم يعد لديه ما يخسره ولأن السعودية فقدت جزءاً كبيراً من قدرتها وهيبتها فباتت غير قادرة على ممارسة ضغوط على لبنان في ظل وجود مقاومة قوية وعاقلة وذكية فتحت الباب واسعاً أمام الحريري باتخاذ قرار التريث وبظل وجود رئيس جمهورية لا يخضع لتحديات ولا لمغريات وبظل قناعة مستجدة لدى قسم كبير في التيار الأزرق أن السعودية تريد أن تأخذنا إلى حروبٍ فاشلة كتلك التي فتحتها في سوريا والعراق واليمن وتريد أن تجعل من بيروت صورة مشابهة لمدينتي الرقة والموصل.

أضاف المصدر في 8 آذار، إذا كان الرئيس الأميركي يقوم بتغطية ما يقوم به محمد بن سلمان داخل المملكة مقابل إظهار السعودية لعلاقتها مع إسرائيل وإخراجها من سريتها التاريخية فلن يسمح اللبنانيون بأي شكلٍ من الأشكال استخدام بلدههم مسرحاً للتطبيع السعودي مع إسرائيل عبر أدواتٍ لبنانية تعمل على ملاقات السعودية في سلوكها التطبيعي مع إسرائيل من خلال ما أسمته هذه الأدوات “السياحة الدينية” المتبادلة بين لبنان وفلسطين المحتلة.

ودعا المصدر السعودية وأميرها الفتى المترنح الإقلاع عن لغة تهديد لبنان واللبنانيين المقيمين في المملكة لأن هؤلاء هم من صنعوا وساهموا في ما آلت إليه اليوم السعودية، فلبنان هذا البلد الصغير الذي أرغم الجيوش الغازية وفي مقدمتها قوات «المارينز» و«نيوجرسي» وكل البوارج الغربية ومعهم الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر على الهروب منه وذلك بإرادة أبنائه المقاومين الذين حققوا الإستقلال الحقيقي عام 2000 ومرّغوا أنف الجيش الإسرائيلي بالتراب عام 2006، فلن يعجز هذا اللبنان عن إسقاط هذه الترهات الفارغة من أي مضمون.

وسأل المصدر بعض القوى المشاركة في هذه الحكومة عن القرار الذي ستتخذه، هل ستبقى في الحكومة بعد قرار الحريري بالتريث أم “ستحترم نفسها”؟

 

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن