ما سر “القرى الذكية” التي تبنيها شركات إسرائيلية على الحدود الأذرية الإيرانية؟

ما سر
ما سر "القرى الذكية" التي تبنيها شركات إسرائيلية على الحدود الأذرية الإيرانية؟

تثير المخاوف الإيرانية والخطوات التصعيدية التي اتخذتها طهران ضد الوجود الإسرائيلي على حدودها مع أذربيجان، تساؤلات بشأن الملابسات التي تقف وراء هذا التطور في هذا التوقيت، إذ إن العلاقات بين تل أبيب وباكو، والوجود الإسرائيلي في أذربيجان، عسكريا واستخباريا، ليس بجديد.

وتجمع إسرائيل وأذربيجان علاقات عميقة منذ إعلان الأخيرة الاستقلال عام 1991، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

وزادت العلاقات عمقا في العقود والسنوات الأخيرة لتصل إلى درجة التحالف.

وتشهد الفترة الحالية تصعيدا مفاجئا بين إيران وأذربيجان، ونقلت طهران قوات عسكرية إلى الحدود الشمالية، متهمة جارتها بالسماح لإسرائيل بالتمركز على الحدود، زاعمة أن لديها مخاوف من استغلال إسرائيل للأراضي الأذرية منطلقا لعمليات استخبارية أو عسكرية داخل إيران.

القرى الذكية!

وكانت وسائل إعلام عبرية، كشفت منذ عام 2016، أن الأراضي الأذرية تستضيف قاعدة كبرى تتبع جهاز ”الموساد“، وأن الأخير يستغل وجوده هناك عند المناطق الحدودية مع إيران لتعقب ما يدور بداخلها.

وبخلاف ذلك، وخلال الحرب الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا، والتي اندلعت العام الماضي، وأطلق عليها ”حرب ناغورني قره باغ الثانية“، ظهر حجم الاستخدام المكثف للطائرات من دون طيار التي استخدمها الطرفان.

واعتمدت أرمينيا على دعم إيران وروسيا، بينما اعتمدت أذربيجان على دعم تركيا وإسرائيل، ولعبت الأخيرة دورا كبيرا في تزويد أذربيجان بتكنولوجيا الطائرات المُسيرة، ولا سيما الطائرات الانتحارية.

وحول سبب التصعيد الإيراني الحالي، كشف موقع (ديبكا) الإسرائيلي الاستخباري، أمس السبت، أن أحد أسباب الخطوات الإيرانية التصعيدية يتعلق، بمشاريع ضخمة تباشرها شركات إسرائيل على الحدود بين إيران وأذربيجان، لبناء قرى ذكية “smart villages”، تنظر إليها طهران على أنها مثيرة للشبهات.

وذكرت مصادر عسكرية للموقع، أن التوتر الحالي بين طهران وباكو، جاء بسبب مشاريع “القرى الذكية” التي تؤسسها شركات إسرائيل على الحدود.

وأشارت إلى أن أعمال البناء تتركز حاليا في منطقة “زانغيلان”، وأنه من المتوقع أن تشهد نهاية العام الجاري الانتهاء من بناء أول قرية ذكية هناك.

وأكد الموقع أن مشاريع “القرى الذكية” التي تباشرها شركات إسرائيلية على حدود إيران – أذربيجان، يتخللها أيضا بناء مطار إقليمي ضخم.

وتخشى إيران، وفقا للموقع، أن تكون هذه المشاريع غطاء لقواعد استخبارية إسرائيلية يمكنها تعقب ورصد كل ما يدور داخل الأراضي الإيرانية.

وحدد سببا ثانيا للتهديدات الإيرانية الأخيرة، وقال إن ”القرى الذكية“ تؤسس في مناطق كانت حتى العام الماضي فقط تحت سيطرة القوات الأرمينية، وتم احتلالها بواسطة الجيش الأذري.

تهديدات إيرانية

كان الجيش الإيراني، قد أجرى الجمعة، مناورات عسكرية بالقرب من الحدود الشمالية الغربية لبلاده، بالقرب من حدود أذربيجان، أطلق عليها اسم “فاتحو خيبر”.

وصرح قائد القوة البرية في الجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري، على هامش المناورات: “لن نتحمل وجود إسرائيل في المنطقة، وسنكون لها بالمرصاد”.

وصدرت تصريحات إيرانية تهدد باحتلال أراض تقع تحت سيادة أذربيجان، ومن ذلك تهديد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، محمود أحمدي بيغش.

هذا وتعد أذربيجان ساحة خلفية لصراع استخباري سري قديم بين إيران وإسرائيل.

وكانت تقارير إعلامية عبرية كشفت، في نيسان/ أبريل 2016، أن طائرات من دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي، نفذت عمليات مراقبة للحدود الإيرانية، أثناء الاشتباكات التي دارت وقتها بين أذربيجان وأرمينيا في ناغورني قره باغ.

وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم قاعدة عسكرية للجيش الأذري، وقام بالمراقبة والاستطلاع على الحدود الإيرانية.

يهود القوقاز

وتسبب التصعيد الحدودي الحالي بين إيران وأذربيجان، في مخاوف كبيرة بين الجالية اليهودية في منطقة القوقاز، إذ توجه زعماء هذه الجالية إلى رئيس أذربيجان، إلهام علييف، مطالبين بتشديد عمليات الحماية حول هذه الجالية ومؤسساتها.

ووفق ما أورده موقع (نتسيف نت) الاستخباري الإسرائيلي، أمس السبت، جاءت الخطوة بعد أن بدأت طهران في نقل قوات عسكرية إلى الحدود مع أذربيجان، وأطلقت تهديدات واضحة، بالتزامن مع تهديدات أخرى أطلقتها منظمات متطرفة في القوقاز ظهرت بشكل مفاجئ في أذربيجان، على حد قوله.

ويعيش في أذربيجان، قرابة 10 آلاف يهودي، ويطلق عليهم “يهود الجبل” أو “يهود القوقاز”، وهذه المسميات تشمل يهودا يقطنون شمال وشرق منحدرات القوقاز، في داغستان، وأذربيجان، والشيشان، وجمهورية قبردينو، وتعود أصولهم إلى يهود إيران.

وأشار الموقع إلى أن رجل الأعمال الروسي القوقازي اليهودي، باروخ ليفييف، والذي يمتلك علاقات قوية مع منظمات وشخصيات عامة في أذربيجان، يقود دعوات، تطالب السلطات في باكو، بزيادة وسائل الحماية والتأمين حول مؤسسات تابعة للجالية اليهودية، وشوارع يقطنها يهود، تضم معابد ومراكز دينية.

ونقل عن ليفييف،قوله إنه ”على الرغم من عدم تفسير نوايا إيران، وخفايا الخطوات التي تباشرها، حتى الآن، لكن من المهم أن تضع حكومة أذربيجان في الحسبان، أن بداخل البلاد توجد تنظيمات متطرفة ينبغي الحذر منها“.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن