مبعوث الأمم المتحدة يحذر من اشتعال الوضع في ليبيا

مبعوث الأمم المتحدة يحذر من اشتعال الوضع في ليبيا

حذر مبعوث الأمم المتحدة الى ليبيا غسان سلامة الخميس من “اشتعال” الوضع في ليبيا، بعد شن المشير خليفة حفتر حملة للسيطرة على طرابلس، “شجعته” عليها الانقسامات الدولية.

واعتبر سلامة في مقابلة مع “فرانس برس” بطرابلس أن الحملة التي شنها “الجيش الوطني الليبي” بقيادة حفتر في الرابع من نيسان/ابريل على العاصمة حيث مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، أوصلت الوضع إلى “جمود عسكري” على الأرض.

وفي تطور لافت، اتهمت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني للمرة الاولى فرنسا مباشرة بدعم المشير حفتر .

وأمر وزير الداخلية فتحي باشا بـ”وقف التعامل بين الوزارة والجانب الفرنسي في إطار الاتفاقيات الأمنية الثنائية (…) بسبب موقف الحكومة الفرنسية الداعم للمجرم حفتر المتمرد على الشرعية”.

وسرعان ما ردت باريس رافضة الاتهامات.

وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية “إن تصريحات طرابلس بدعم حفتر وتغطيته دبلوماسياً لا أساس لها على الإطلاق”.

وكدليل على المأزق الحالي، أصدر المدعي العام العسكري في حكومة الوفاق مذكرة توقيف الخميس ضد المشير خليفة حفتر، ردا على مذكرة توقيف أصدرها “الجيش الوطني الليبي” في 11 نيسان/ابريل ضد رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ومسؤولين آخرين في حكومته.

وقال المتحدث باسم حكومة الوفاق مهند يونس إن حكومته “تعمل على استصدار مذكرة توقيف دولية من محكمة الجنايات الدولية” ضد حفتر لاتهامه بـ”جرائم حرب”.

ميدانيا، قتل أربعة من عناصر “الجيش الوطني الليبي” التابع للمشير حفتر وأصيب ستة آخرون في اشتباكات اندلعت في قاعدة عسكرية وسط ليبيا، وفق متحدث باسم هذه القوات.

واتهم اللواء أحمد المسماري “جماعة إرهابية” بقيادة الهجوم على قاعدة تمنهنت الجوية الواقعة على بعد 30 كلم شمال مدينة سبها.وأكد أن الهجوم تم “صده”.

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن بدعوة من رئاسته الالمانية، اجتماعا جديدا مغلقا عند الساعة 19,00 ت غ، وذلك بعد فشل مشروع قرار عرضته لندن لوقف إطلاق النار في الحصول على التوافق اللازم، بحسب دبلوماسيين.

ومنذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 بعد ثورة شعبية، تغرق ليبيا في الفوضى وسط انتشار العديد من الميليشيات التي تفرض سطوتها ووسط صراع على السلطة منذ 2016 بين القوات التابعة لحفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، وحكومة الوفاق.

ويُنذر استئناف المعارك بين الجانبين بإغراق ليبيا في حرب أهلية. وتواصلت الخميس الاشتباكات في جنوب طرابلس التي تبعد عنها خطوط جبهات القتال مسافات تتراوح بين 12 و50 كلم بحسب صحافيي فرانس برس ومصادر أمنية. ويتحدث كل طرف يومياً عن “تقدّم” ولكن من دون حصول خروقات كبيرة.

وقال سلامة إنه سيذكر مجلس الأمن الخميس بأن “الاحتمال قائم باشتعال الوضع”، واعتبر أنه على الدول الأعضاء في المجلس “ان تتحرك أكثر وتتوحد أكثر لمنع مثل هذا الاشتعال الشامل”.

ورأى مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا أن “انقسامات دولية شجعت” المشير حفتر على إطلاق العملية باتجاه طرابلس. وقال إن “هذه الانقسامات تمثل مصدر قلق بالنسبة لي بقدر المعارك”.

وأضاف أن “وحدة الأسرة الدولية حول ليبيا كانت سطحية وظرفية”.

وتابع “ثمة مصالح في ليبيا. إنّه بلد غني بالنفط ويُسيل لعاب العديد من الشركات النفطية، وشركات الإعمار، الخ…”.

غير أنه استدرك قائلا “لكن لا يوجد هذا فقط (…) ثمة دول استثمرت سابقاً بشخص المشير حفتر على اعتبار أنه بطل مكافحة الإرهاب، وصحيح أنّه كان نشطاً بالنسبة إليهم ونجح في بنغازي، ودرنة، أو مؤخراً في الجنوب حيث نجح في القضاء على خلايا إرهابية. هؤلاء لن يتركونه الآن حتى لو لم يكونوا موافقين مع هجومه على طرابلس”، دون ان يذكر أي دولة.

وقتل 205 أشخاص على الأقل وأصيب 913 آخرون منذ بداية الهجوم في الرابع من نيسان/ابريل، بينهم مدنيون، بحسب حصيلة لمنظمة الصحة العالمية.

وتحدثت منظمة الهجرة الدولية من جانبها عن نزوح 25 ألفا في أسبوعين.

وحتى الآن لا يريد المشير حفتر الخوض في وقف لإطلاق النار. كما يرفض السراج أي عملية سياسية في غياب وقف لاطلاق النار والعودة إلى الخطوط التي كانت قائمة.

وأسف سلامة “لأننا عملنا طيلة عام تحضيراً لشيء لم يسبق له مثيل في ليبيا، أي مؤتمر وطني يجمع كل الأطراف (…) وها هي تلك الجهود تتبخر”. وبعد هجوم حفتر، تمّ إلغاء مؤتمر وطني بين الليبيين كان يفترض أن تصدر عنه خريطة طريق تنهي الفوضى.

وكان آخر لقاء بين السراج وحفتر في أبو ظبي نهاية شباط/فبراير خلُص إلى الاتفاق على انتخابات قبل نهاية العام.

وقال سلامة “هذا يعني إذا أراد حفتر الدخول إلى طرابلس فسيكون ذلك عبر صناديق الاقتراع وليس من خلال السلاح… للأسف اتخذ هذا المسار”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن