محاولات إسرائيلية لخفض التوتر بالقدس تحسبا من امتدادها للضفة وغزة

محاولات إسرائيلية لخفض التوتر بالقدس تحسبا من امتدادها للضفة وغزة
محاولات إسرائيلية لخفض التوتر بالقدس تحسبا من امتدادها للضفة وغزة

دعا مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي خلال مداولات مع المستوى السياسي إلى تغيير موعد “مسيرة الأعلام”، التي ينظمها اليمين المتطرف غدا، الإثنين، أو تقليص عدد المشاركين فيها وتغيير مسارها على الأقل، وبحيث لا تمر في مناطق يكون الاحتكاك فيها مع الفلسطينيين كبيرا. كما حذر المسؤولون الأمنيون من عواقب اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الاقصى، التي من شأنها تصعيد الأوضاع ليس في القدس فقط، وإنما في الضفة الغربية وقطاع غزة، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة “هآرتس” اليوم، الأحد.

وأفادت القناة 12 التلفزيونية بأنه تقرر خلال هذه المداولات، التي جرت أمس، بمشاركة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن تدرس الشرطة عدة إمكانيات، من إجراء المسيرة كالمعتاد أو تقليصها وربما إلغائها وذلك وفقا لتقييمات للوضع. وأضافت القناة 12 أن الشرطة تعتزم إجراء تقييمات كهذه للوضع كل بضع ساعات، “الأمر الذي سيبقي إمكانية إلغاء هذه المسيرة”.

إلا أن الشرطة الإسرائيلية نشرت اليوم، في بيان، الجدول الزمني لما يسمى “يوم القدس” وهو ذكرى احتلال المدينة، في حرب عام 1967، والذي ينظم فيه اليمين الإسرائيلي “مسيرة الأعلام” الاستفزازية، وستجري غدا بين الساعة 14:00 والساعة 19:00، وسط إغلاق شوارع بمحاذاة الأحياء الفلسطينية والبلدة القديمة، بين الساعة 14:00 والساعة 22:00، كما سيتوقف تسيير القطار البلدي. وحسب بيان الشرطة، ستستمر المراسم في إطار ما يسمى “ليلة بيضاء”، حتى الساعة الثانية من فجر بعد غد.

وجاء في البيان أن قوات الشرطة ستنتشر بشكل مكثف، وأنه سيتعاملون بـ”صفر تسامح” مع أي “عنف جسدي أو كلامي”، وهو تهديد توجهه الشرطة إلى الفلسطينيين المقدسيين، وليس إلى عناصر اليمين الذين يستفزون الفلسطينيين.

من جهة ثانية، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه في محاولة لتهدئة التوتر، يسعى رئيس رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير القضاء، بيني غانتس، إلى تأجيل جلسة المحكمة العليا، غدا، حول قضية طرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح لمصلحة دخول مستوطنين إلى بيوتهم، ما أدى إلى تصاعد التوتر ومواجهات في الحي المقدسي.

وأعلن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، أنه يعتزم الطلب من المحكمة العليا تأجيل جلستها، غدا، وذلك في أعقاب المداولات الأمنية التي طالبت مندلبليت بالعمل في محاولة لتهدئة الوضع في القدس.

وفيما دعت وزارة الخارجية الأميركية إلى تهدئة الوضع في القدس، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم، أن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، طالبوا موظفين إسرائيليين رفيعي المستوى بإيضاحات حول قضية “العقارات” في الشيخ جراح، التي يزعم المستوطنون أنهم يملكون الأرض التي بنيت عليها منازل فلسطينية، وطالب الأميريكيون الإسرائيليين بـ”التشديد على تعليمات إطلاق النار” من جانب الشرطة الإسرائيلية.

ونقلت القناة 12 التلفزيونية عن مصدر رفيع في الشرطة الإسرائيلية قوله إنه “صدرت تعليمات واضحة لقوات الشرطة في القدس بالامتناع قدر الإمكان عن إطلاق الرصاص الحي على متظاهرين”. وحذر من أن “سقوط قتيل أو قتلى فلسطينيين في الوضع الحالي، سيؤدي إشتعال الميدان ويصعد بشكل كبير رد فعل مجمل الأطراف الفلسطينية من الضفة وغزة على حد سواء”.

واعتبر المصدر نفسه أن “الإنجاز الأساسي الذي يمكن الإشارة إليه بعد المواجهات الشديدة يوم الجمعة في القدس، هو حقيقة أنها انتهت بدون قتلى. وسقوط قتلى في القدس الشرقية، وخاصة في جبل الهيكل (المسجد الاقصى)، سيغير وجه الأمور ويوسع حلبة المواجهات إلى جميع أنحاء الضفة وقطاع غزة، وبذلك ستتدهور إسرائيل إلى وضع أصعب بكثير من ذلك الي تتواجد فيه اليوم”.

وأصيب عشرة مصلين على الأقل، فجر اليوم، إثر اعتداء شرطة الاحتلال عليهم أثناء خروجهم من المسجد الأقصى بعد إحياء ليلة القدر، قرب باب الأسباط. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن طواقمها نقلت أحد المصابين إلى المستشفى بعد إصابته برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في فمه، فيما عولجت بقية الإصابات ميدانيا. وأدى نحو مئة ألف مصلٍ شعائر إحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى رغم كل محاولات الاحتلال منعهم من ذلك.

 

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن