مسؤولون: مصر والسعودية تنسقان للتدخل في اليمن

اليمن

كشف مسؤولون أمنيون أن هناك تنسيقا بين السعودية ومصر لشن عمل عسكري مشترك للتعامل مع أي احتمالات يمكن أن يشهدها اليمن، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية، وتخوفات من اندلاع حرب أهلية.

وقال المسؤولون إن “السعودية تسلح رجال القبائل الموالية لها في اليمن عبر حدودها الجنوبية، لدعمهم ضد الحوثيين، في وقت تجهز فيه مصر وحدة عسكرية للتدخل إذا حصل تهديد لمضيق باب المندب”، بحسب وكالة أنباء أمريكية.

ونسبت وكالة “أسوشيتدبرس” إلى مسؤولين يمنيين، طلبوا حجب هويتهم، قولهم إنه “بينما يتقدم المقاتلون الحوثيون للسيطرة على مزيد من الأرض، كانت السعودية، الحليف القوي للولايات المتحدة، ترسل الأسلحة والأموال لرجال القبائل في محافظة مأرب، شمال اليمن، لدعمهم ضد المتمردين”، مشيرة إلى أنه “في حين هرب دبلوماسيون وموظفون غربيون من اليمن أمس الأربعاء، زادت المخاوف إزاء الاضطرابات المتزايدة في البلد الفقير”.

ونقلت الوكالة عن ثلاثة مسؤولين أمنيين مصريين، طلبوا عدم ذكر هويتهم، قولهم إن “مصر جهزت قوة تدخل سريع يمكنها التدخل، إذا هدد الحوثيون الممرات الملاحية في البحر الأحمر الاستراتيجي”، لافتين إلى أن هذه القوة، تأتي من الجيش الثالث (الميداني)، الذي يدير العمليات الأمنية والاستخباراتية في البحر الأحمر من مقره في (محافظة) السويس، شرق القاهرة”.

ووفقا للوكالة “يقع اليمن على أحد جوانب (مضيق) باب المندب، المدخل الجنوبي الضيق للبحر الأحمر. ويصل الممر السواحل المصرية والسعودية بقناة السويس في مصر، وهو الطريق البحري الرئيسي لحركة النفط من منطقة الخليج”.

وأضاف المسؤولون أن “المصريين والسعوديين ينسقون للقيام برد عسكري مشترك للتعامل مع أي احتمالات في اليمن، بما في ذلك تعطيل الشحن”.

ولفتوا إلى أن مصر والسعودية “تقيمان علاقات عسكرية وثيقة منذ تولى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منصبه في حزيران/ يونيو (الماضي)، مع الكثير من المناورات المشتركة، بما في ذلك المناورات البحرية في البحر الأحمر. ويتواجد الآلاف من القوات الخاصة المصرية مع نظرائهم السعوديين على حدود المملكة مع العراق كإجراء احترازي ضد المتشددين من جماعة الدولة الإسلامية المتطرفة”.

وقالت الوكالة أيضا إنه “باعتبارهما أقوى دولتين سنيتين في المنطقة، فإن مصر والسعودية تنظران لصعود الحوثيين بانزعاج ويعتبرونه انتصارا جيوسياسيا جديدا لدولة إيران غير العربية بعد أن عززت نفوذها في العراق وسوريا ولبنان”.

وأضافت: “الحوثيون ينفون أي صلة لهم بإيران، كما يصعب على وجه الدقة تحديد دور طهران في الأحداث الأخيرة، غير أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني ومسؤول كبير بوزارة الخارجية الإيرانية، أوضحا في تصريحات منفصلة، أمس الأربعاء أن الجمهورية الإسلامية تنظر باستحسان للأحداث في اليمن”.

وقال علاء عز الدين، الخبير العسكري، والمدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة المصرية، إن “أي عمل يهدد الملاحة البحرية في البحر الأحمر ويؤثر على عمل مضيق باب المندب وقناة السويس، لن يقبل به أحد من المجتمع الدولي”.

وأضاف عز الدين، في تصريح صحافي: “ليس مصر والسعودية فقط، من ستقف ضد الحوثيين في اليمن في حال تهديد المجري الملاحي، فهذه منطقة مؤثرة استراتيجية، غير مسموح بتعطيلها”.

وحول التقارب المصري السعودي في هذا الشأن، لم يستبعد عز الدين هذا التنسيق العسكري، وقال: “أتمنى أن يكون التنسيق أعم وأشمل ليضم كل دول أخرى، تحت مظلة الجامعة العربية، لمنع أي تهديد للتجارة الدولية”.

ودعا إلى تكوين “قوة تدخل سريع لحماية المنطقة من الإرهاب، ووقف أي تهديد أو تصعيد للعمليات ضد المصالح الدولية”.

ولم يصدر إعلان رسمي حتى الساعة (17:57 ت.غ) سواء من الجانب المصري أو السعودي بخصوص التدخل العسكري المحتمل في اليمن.

وخلال الأشهر الأخيرة، أعربت السعودية مرارا عن قلقها إزاء استيلاء الحوثيين على السلطة، لكن المملكة الغنية بالنفط، لا تزال شديدة التكتم، حيث لم تذكر شيئا عن تسليح أو تمويل رجال القبائل في محافظة مأرب لمحاربة المتمردين الشيعة”.

ووفق الوكالة الأمريكية “مأرب هي، منطقة صحراوية غنية بالطاقة مقصورة على السنة، تقع على الحدود مع السعودية، حيث كانت القبائل مقربة للسعوديين منذ فترة طويلة، كما أنها موطن لعدد كبير من المسلحين من الفرع المحلي لتنظيم القاعدة، العدو اللدود للحوثيين”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن