“مشروع المواصلات” للموظفين.. محاولة للتخفيف من الأزمة

المواصلات

تتعاظم معاناة الموظفين الحكوميين في قطاع غزة يوماً بعد يوم، وتزداد الأمور سوءاً على كاهلهم، فمنهم من لم يجد في جيبه أي شيء يُسعفه للوصول إلى عمله الذي لا يتلقى منه راتبه منذ شهور عديدة؛ إيماناً منه بأهمية خدمة مجتمعه وضرورة التحمل من أجل أبناء شعبه الذي ما خلا أحدٌ منهم من همٍ ينهش حياته في معظم المجالات .

وأمام تلك المعاناة وصعوبة الوصول إلى العمل بسبب سوء الأوضاع المالية للموظفين، ارتأت وزارة المالية بغزة تنظيم مشروع يعين الموظفين إلى الوصول إلى أعمالهم بشكل يومي من خلال باصات يتم نشرها في أماكن مختلفة بجميع محافظات قطاع غزة .

خطوة جيدة

الموظف الحكومي عرفات أبو دحروج يقطن في المحافظة الوسطى بيّن أن مشروع المواصلات خطوة جيدة في ظل الوضع الاقتصادي السيء الذي نعيشه، وقد كانت مشكلة المواصلات من أهم المعضلات التي تواجه الموظفين؛ خاصة الذين هم يسكنون في أماكن بعيدة عن عملهم .

وأوضح أنه من خلال المشروع قد تم توفير الكثير من مصاريف المواصلات اليومية التى يدفعها الموظف خلال ذهابه لعمله وعودته، إضافةً إلى أنها أجبرت جميع الموظفين الالتزام بالحضور في المواعيد الرسمية للدوام لارتباطهم بموعد تحرك الباصات، مشيراً إلى أن ذلك قد خفف عن كاهله دفع 10 شواكل بشكل يومي.

بينما الموظفة أحلام خالد من الوسطى قالت :” في بادئ الأمر كنت آتي إلى عملي من خلال مشروع المواصلات، ولكن بعد فترة قصيرة لم أجد فرقاً أو تخفيفاً واضحاً عن كاهلي ، كون موقف الباصات على شارع صلاح الدين، وحتى أصل إلى المكان أدفع شيكل، بعدها يتم ايصالنا إلى موقف أنصار وليس السرايا فأضطر إلى دفع 2 شيكل حتى أصل إلى عملي “.

وأوضحت أنها في الواقع وقبل مشروع المواصلات تدفع 6 شواكل ذهاباً واياباً وبهذا لم يتم توفير أي شيكل عليها وأن المشكلة مازالت كما هي دون تحسين، عدا عن أن لها ساعة أمومة ولكن لا يتم أخذها بعين الاعتبار من خلال هذا المشروع ، مبيناً أنه من الأفضل إعطاءهم بدلاً للمواصلات عوضاً عن عدم استفادتهم من الباصات .

مريحة مادياً

أما محمود أحمد من جنوب القطاع أوضح أن الفكرة مريحة مادياً جداً له في ظل المعاناة التي يمر الجميع بها وعدم قدرتهم إلى دفع المواصلات للوصول إلى أماكن عملهم؛ لعدم تلقيهم رواتبهم منذ شهور عديدة، قائلاً :” تميز هذا المشروع من خلال جعله للدوام يومياً وتوفيري لــ 14 شيكل يومياً بسبب سكني بالقرب من مكان وقوف الباصات، إضافة إلى أن مواعيد الباصات منتظمة دائماً ولكن الأمر الوحيد الذي يُعيبها هي اكتظاظها بالموظفين “.

لكن الموظفة اسلام بهار من حي الشجاعية قالت أنها لم تسجل بمشروع المواصلات لأن خط سير المواصلات بعيداً عن مكان سكنها وتحتاج إلى مواصلات أخرى للوصول إلى الباصات، وعلى جميع الاتجاهات أدفع المال ولا يخفف هذا الأمر عني كثيراً ، فأفضل الذهاب للعمل بدون هذا المشروع لأن الأمر سيكون أسهلاً عليّ من خلال ركوب سيارة واحدة بدلاً من ركوبها أكثر من مرة .

وبينت أن هناك مشكلة أخرى تعاني منها وهي مواعيد الباصات التي تضطر الموظف للخروج الساعة السابعة صباحاً وخلال ربع ساعة يتم وصولها إلى الوزارة ؛ خاصة إن كانت الموظفة فتاة ولا يوجد الكثير من الفتيات في الوزارة .

تخفيفاً للمعاناة

بدوه، أكد وكيل وزارة النقل والمواصلات ياسر الشنطي أن الهدف من مشروع المواصلات هو التخفيف من معاناة الموظف في ظل عدم صرف رواتبهم أو أي دفع مالية لهم، وإعانتهم على إيصالهم إلى أماكن عملهم بدلاً من أن يُشّكل هذا الأمر عائقاً فيضطر للغياب أو أخذ إجازة .

وقال :” تعاقدت وزارة المالية مع إحدى شركات النقل المعروفة من خلال لجنة حكومية مشتركة بين الوزارات المختلفة المتمثلة في وزارة المالية، النقل والمواصلات ، ديوان الموظفين العام ومن ثم دراسة خطوط الباصات والحافلات وأماكن تجمع الموظفين في جميع محافظات قطاع غزة “.

وأوضح أنه تم تسيير 30 خط من الشمال والجنوب إلى غزة حتى الآن، بمشاركة 850 -1000 موظف؛ إلا أن العدد قليل وعلى جميع وكلاء الوزراء متابعة هذه الأمور والسعي إلى زيادة هذه الأعداد من أجل أن يستفيد أكبر عدد ممكن، منوهاً إلى ضرورة عدم إيصال أي موظف من خلال السيارات الحكومية في ظل وجود وتوفير مشروع للمواصلات .

لن يتم خصمها

ورداً على الشكاوي بعدم نجاعة المشروع أضاف :” ليس معقولاً أن يتم حل كل موظف على حدة، ولكن يوجد خطوط عامة ويجب أن يصل الموظف إلى أقرب نقطة للوصول إلى عمله، وأن لا ينتظر أن تأتي الحافلات على باب بيته، ونحن نحاول قدر الإمكان أن نخفف المعاناة عنهم ولا مشكلة في وصول الموظف إلى عمله قبل وقت العمل بقليل “.

وشدد على عدم وجود أي توجه لخصم المواصلات من رواتب الموظفين في حال صرفها، بل سيتم خصمها من المستحقات وهذه خطوة أولى ، وفي حال إيجاد مقترحات أخرى فعالة فلن تتوانى الوزارة عن تطبيقها خدمةً للموظف .

وناشد الشنطي جميع الأخوة الموظفين الالتحاق بهذه المشروع تسهيلاً لحالهم، مضيفاً :” نحن معنيون أن تبقى الوزارات في رأس عملها ولا بد أن يتحمل الموظف قليلاً،وإن كان المشروع يخفف عن نسبة معينة من الموظفين الذي لا يملكون شيكلاً واحداً للوصول إلى عملهم فهذا أمرٌ جيد ويعتبر خطوة طيبة “.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن