مشعل/ حماس تأثرت بالربيع العربي والمقاومة ملهمة للشعوب.. والحركة ستنتخب رئيسًا جديدًا

خالد مشعل
خالد مشعل

عرض خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طريقة تعامل حركته مع ثورات “الربيع العربي”، وأن المقاومة كانت في المقابل ملهمة للشعوب في مواجهة القمع، مشدددا في الوقت نفسه على أن ما لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من سلاح اليوم أضعاف الماضي، رغم الحصار الإسرائيلي.

وقال مشعل، خلال حديثه في ندوة “التحولات في الحركات الإسلامية”، التي نظمها مركز الجزيرة للدراسات بقطر، إن حركته تأثرت من أحداث الربيع العربي، وما تبعها، لكنه أشار إلى أن المقاومة أثرت أيضًا وكانت ملهمة للشعوب في مواجهة القمع.

وأضاف حماس تأثرت بالتحولات التي أفرزتها ثورات الربيع العربي، وربما كان فوزنا في انتخابات 2006 خطوة مبكرة في حالة الربيع العربي، وما واجهته من ثورة مضادة.

وذكر مشعل أن المقاومة وإن كانت تأثرت إيجابًا وسلبًا من الربيع العربي والثورات المضادة- فهي تتميز بأن مقاومة ذاتية مرتبطة بوجود الاحتلال حسنت الظروف أو ساءت.

الحركة ستنتخب رئيسًا جديدًا للمكتب السياسي

قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” خالد مشعل، إن حركته سننتخب رئيسًا جديدًا للمكتب السياسي العام القادم، في انتخابات داخلية.

التعامل مع الربيع

وأوضح رئيس المكتب السياسي لحماس أن المقاومة كانت في وضع مريح شكلًا، وسهل الفهم، في مرحلة ما قبل الربيع العربي، مشيرًا إلى أن محوري الممانعة والاعتدال كانا واضحين، مع قرب قطر وتركيا من المحورين.

وذكر أن مرحلة الثورات شهدت نجاحات سريعة، وأعطت إشارة إلى أن هذا الحراك داعم للمقاومة، وهو ما دفع حماس للاستبشار بذلك، والاستفادة منه سياسيًا، وفي دعم خيار المقاومة أيضًا، وإيجاد الظهير لها.

ولفت إلى أن عدوان 2012 كان مثالًا واضحًا لحالة الظهير الداعم للمقاومة، حينما وقفت مصر وتركيا وقطر للاستفسار عن شروط المقاومة لوقف الحرب، وكان الضغط على الاحتلال الإسرائيلي وليس على المقاومة.

وقال: كانت الحرب قصيرة ونموذجية في أهدافها التي تحققت عندما تجد المقاومة ظهيرًا عربيًا.

وعلى صعيد تعامل حماس مع أنظمة بعض الدول العربية التي شهدت ثورات، أشار إلى أن حركته نصحت بعض أصدقائها في دول الممانعة، وبعض الحركات الإسلامية بأن تحسن قراءة وتقدير الموقف.

وأوضح أن حركة حماس صاغت خلال تلك المرحلة موقفها بمحددات ثابتة أبرزها أنها حركة مقاومة تعمل في فلسطين لمقاومة الاحتلال، وتسعى للمحافظة على القضية عنوانًا جامعًا للأمة، مع عدم التدخل في الصراعات.

وقال: “لكن ذلك كان مع وضوح موقفنا المبدئي والأخلاقي مع الشعوب وحقوقها وتطلعاتها، ومع وحدة الأمة ومصالحها”.

وأضاف “معادلتنا جمعت بين مصلحتنا وضروراتنا كحركة مقاومة من جهة ومبادئنا وقيمنا الأخلاقية من جهة أخرى، وإذا تعارضت المصالح والمبادئ انحزنا لمبادئنا، وهو ما حدث في بعض المناطق حينما أراد البعض أن ندخل ضد الشعوب”.

الثورة المضادة

وأشار مشعل إلى أن مرحلة الثورة المضادة شهدت ظواهر خطيرة، إذ تحول الصراع السياسي لقتل واستقطاب طائفي وتطرف وقمع للديمقراطية، مع خطط لأنظمة إقليمية ودولية لتوظيف ظاهرة التطرف لخدمة أجندتها وإشغال الشعوب.

كما اتسمت هذه الفترة، وفق مشعل، بالتدخل الخارجي، وظهور مشاريع التقسيم، وعودة التطبيع مع “إسرائيل”، والاستقواء بها.

وقال: إسرائيل مرتاحة، وقضية فلسطين أصبحت مهمشة، لا بل هناك محاولة لخفض السقوف الفلسطينية كطرح التطبيع قبل التسوية ودفع فواتير لصالح إسرائيل لخدمة البعض، ومحاولة خلق قيادة فلسطينية جديدة، وتأجيل الانتخابات، إذا كانت تخدم الإسلاميين وتدعم شرعية المقاومة، وكان المزيد من الحصار لحماس.

كيف تعاملت حماس؟

وقال مشعل إن حركة حماس نجحت في التعامل مع المرحلة من خلال الالتفات إلى الذات والصمود وإيجاد البدائل للمقاومة.

وأضاف ما لدينا من سلاح أضعاف أضعاف ما كان لدينا في مراحل أسهل، وما كان لدينا في العصف المأكول قبل عامين.

كما أن حماس حرصت، وفق مشعل، على ترتيب البيت الفلسطيني، وتقديم الكثير من التنازلات، وحينما زايد البعض علينا في الانتخابات قررنا الدخول إليها، فأجلوها، وأخذنا العبر مما يجري، وبقينا على سياسة عدم التدخل في الدول.

أخطاء الإسلاميين وحماس

وقال مشعل إن الاختبار الحقيقي للإسلاميين في دول الربيع العربي كان بكيفية بقائهم متمسكين بالديمقراطية والاحتكام لنتائجها حتى وإن رأوا سياسية الاقصاء لهم، وعدم الاعتراف بهم، وأن يبقوا حريصين على الشراكة حتى إن ملكوا الأغلبية.

وأشار إلى أن الإسلاميين وقعوا في خطأين خلال مرحلة الربيع العربي، أولهما المبالغة في تقدير الموقف بالنسبة للواقع، وسلوك القوى المتضررة من الربيع على المستوى المحلي والإقليمي.

وذكر أن ذلك كان بسبب قلة الخبرة، وغياب المعلومة الدقيقة، والوقوع في فخ تضليل الطرف الآخر، والمبالغة في الرهان على القوى الذاتية.

أما الخطأ الثاني، فهو خلل ونقص في التعامل مع شركاء الوطن، مضيفًا ثبت بالتجربة العملية أن الأغلبية في الصناديق مهمة لكنها لا تكفي للانفراد بالقرار والمؤسسات.

وعن الأخطاء التي وقعت فيها “حماس” قال مشعل: استسهلنا أن نحكم وحدنا- هو ليس حكم وإنما تجربة سياسية- واكتشفنا أن ذلك صعب، اكتشفنا أن نظرية البديل نظرية خاطئة، بمعنى أن تأتي حركة وتقول إنها بديلة عن أخرى. المنهج الصحيح هو الشراكة والتوافق.

وأضاف علينا أن نذهب إلى الشراكة والتوافق وليس إلى البديل، وثبت أننا محتاجون إلى الديمقراطية، وبعدها الشراكة في تحمل المسئولية، وبناء المؤسسات، وإلى التوافق الوطني سياسيًا ونضاليًا.

لكن مشعل استدرك بقوله: وقعنا في أخطاء، لكننا حققنا منجزات وقدمنا نماذج غير مسبوقة في خوض الحصار والحروب والبقاء قريبًا من شعبك أثناء الحصار.

وختم مشعل بقوله: أرى أننا في هذه المرحلة محتاجون إلى القراءة الدقيقة لواقعنا، وأن نطور أنفسنا في الفكر والسياسية والتنظيم، وبقدر حرصي على التطوير بقدر مقتي لخضوع الآخرين وتمييع المواقف.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن